الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بطاقة إنسانية من السِّياق الفصحي.
نضال الربضي
2018 / 4 / 4المجتمع المدني
بطاقة إنسانية من السِّياق الفصحي.
يوما ً طيـِّـبا ً أتمناه لهيئة تحرير صحيفة الحوار المتمدن، و لجميع القارئات و القـُـرَّاء الكرام، و للزميلات و الزملاء الأفاضل،
يُمثِّـلُ الفصح المسيحي للمؤمنين به حدث موت و قيامة السيد المسيح من بيت الأموات. و هو يختزنُ في نفسه التوق الإنساني للتغلب على عدو البشرية الأعظم: الموت، و منه الانطلاق نحو تحقيق أعلى درجات الممكن للإنسان أي: الخلود و الاكتمال.
ليس بالضرورة أن يتشارك غير المسيحين مع إخوتهم في الإنسانية هذه القناعة الدينية، لكننا جميعا ً بلا شك نتشارك في الرغبة التوَّاقة المُتَّقدة في حياة ٍ أفضل، و محياً أكرم.
لذلك تتمثَّلُ الأوقات الفصحية كمناسبات لفحص الذات، و تحديد الموقف من النفس بهدف المصارحة و المصالحة الذاتية، و من الآخر بهدف الالتقاء الإنساني. و هي فُرص ٌ سنوية فريدة لترميم المُتصدِّع من البُنى النفسية، و تهديم القديم المتهالك العاجز عن العطاء، و بناء هياكل نفسية تفاعلية متينة تحمل في ذاتها تقسيماتٍ و تنويعات ٍ مُفيدة مُنتجة صالحة للحضارة البشرية كَـكُل و للفرد الذي يحيا بموجبها بشكل ٍ خاص.
يترنَّم المسيحيون:
المسيح قام من بين الأموات
و وطأ الموت بالموت
ووهب الحياة َ للذين في القبور
إذا تأمَّلنا هذه الترنيمة التي تُنشدها القلوب بالفرح و الثقة نجد أننا أمام ثُلاثيِّة الانتصار الإنساني:
- قيامة،
- قبلها موت،
- يتم ُّ تعميمُها من حدث فردي للمسيح إلى حدث جماعي للمؤمنين به.
إننا هنا، و بعيدا ً عن العقائد و الميثالوجيا و الميتافيزيقيا، ننظر إلى تكوين نفسي مشترك بين جميع البشر يعترف أن:
- الانتصار الفردي إنما هو بالضرورة حالة حتمية للجدلية بين الإنسان و الواقع،
- و أن خبرة هذا الانتصار لا بدَّ أن يتم تعميمعها على البشرية جمعاء،
- لبناء شئ جديد أفضل.
من هنا، من هذا التكوين النفسي المشترك الذي يفهم جدلية الإنسان مع الواقع، و ديناميكية التجربة البشرية لجميع البشر على اختلاف العرقيات و الإثنيات و الثقافات و الأيديولوجيات و الأديان و المذاهب و سائر التصنيفات الأخرى،،،
،،، أقول: من هذا التكوين النفسي المشترك، و من الأربعاء الأخير في الفصح قبل خميس الأسرار الذي يعتبره المسيحيون الخطوة ما قبل الأخيرة التي لا عودةَ بعدها، نحو الصراع مع الموت، ثم دحره، و القيامة، أنطلق اليوم نحوكم لأحيِّكم تحية َ الإنسانية، تحية َ المحبة، تحية الأُخوَّة، و تحية اليد الممدودة برغبة توَّاقة للالتقاء مع كل فرد ٍ منكم،،،
،،، و أبارك لكم و للعالم أجمع فصحا ً إنسانيا ً نلتقي فيه كُلُّنا، من يؤمن و من لا يؤمن!
ليحيا الإنسان، مقدَّسا ُ أوَّلا ً، و لتكن بيوتُكم و بلادكم طيِّبة، و لتسكن فيكم تلك الروح الإنسانية ُ الجامعة التي نعرفها في أنفسنا و في الناس، حين ننظرُ عميقاً!
ليقم الإنسانُ فيكم، حقَّا ً ليقُم!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كل عام وانت بخير
سيلوس العراقي
(
2018 / 4 / 4 - 14:01
)
أخ نضال
مع اطيب التمنيات
والتقدير
2 - و إنت بألف خير و فرح!
نضال الربضي
(
2018 / 4 / 5 - 09:21
)
أشكرك من أعماق قلبي أخي العزيز سيلوس لحضورك الجميل و أمنياتك الطيبة!
أتمنى لك و للعالم أجمع فرح الإنسانية
بهجة التآخي
و النمو إلى الاكتمال!
دمت بكل الود!
.. الأمم المتحدة: طفل من كل 3 يعاني من سوء تغذية حاد في شمال قط
.. مسلسل مليحة الحلقة 3.. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بداي
.. فريق جنوب إفريقيا بمحكمة العدل: الأمر الجديد يلزم إسرائيل ال
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند