الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف حزب الله اللبناني من المحاولات الدولية لابعاد سوريا عن ايران وفطع طريق طهران – بغداد – دمشق – بيروت البري والانسحاب الاميركي من سوريا

صافي الياسري

2018 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الوجود العسكري لحزب الله اللبناني في سوريا وقتاله دفاعا عن نظام بشار الاسد هو بعض متطلبات بقاء دوران هذا النظام في فلك التبعية لايران الملالي ،وحديث
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بشان محاولات دولية مع النظام السوري تقوم على مبدأ إبعاده عن إيران ومحور المقاومة، لضمان إعادة تعويمه داخل سوريا.
جاء من باب رفض هذه المحاولات ،وابقاء الحال على ما هو عليه من ترجيح الحل العسكري للازمة السورية باشراك روسيا وايران ، ما يضمن لايران وحزب الله الحضور المطلوب وتسليك الطريق البري من طهران الى بغداد والى دمشق عبر غربية العراق ثم الى بيروت فالبحر الابيض المتوسط ،اما موقف حزب الله من تصريحات ترامب بشان الانسحال من سوريا ،فهو لا ينعكس عن الموقف الايراني والروسي حيث الترحيب به
وبهذا الخصوص يقول الكاتب علي علوش - يترقب حزب الله تداعيات الكلام الأميركي بشأن الانسحاب من سوريا. التقديرات مختلفة حتى الآن، والصورة غير واضحة بشأن هذه الخطوة الأميركية التي يمكن أن تنطوي على أكثر من احتمال. هناك مساعٍ دولية ضاغطة لتغيير الوضع في سوريا. حيث تستشعر إيران محاولات واضحة لعزلها، وضغوطاً دولية على روسيا للمساهمة في عملية العزل هذه. وسط هذه المعمة، يأتي الموقف الأميركي بالانسحاب، وموقف ولي العهد السعودي إزاء الأسد وبقائه شريطة عدم تحوّله إلى دمية بيد الإيرانيين. هناك مَن يشبّه "الإعلان الأميركي بشأن الانسحاب" بالإعلان الروسي، الذي لم يتحقق منه شيء سوى سحب بعض القوات العسكرية، فيما روسيا باقية في سوريا إلى أجل غير مسمّى. في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى، تفيد بأن ليس لدى الأميركيين مصلحة استراتيجية في سوريا إلا توفير حماية المنطقة من غرب الفرات إلى الأنبار في العراق. ما يعني حماية الحدود العراقية السورية عبر منع أي وجود إيراني فيها، وإذا ما ضمنت روسيا تحقيق ذلك، فبإمكان أميركا الانسحاب من سوريا.

تفيد بعض المؤشرات بالنسبة إلى حزب الله، بأن هناك مساعي للوصول إلى تسوية سياسية تشترك فيها القوى الكبرى بشأن الوضع السوري وإيجاد الحلّ السياسي. ويظهر ذلك، وفق بعض المصادر، من خلال الدور التركي، إذ تعمل تركيا في سوريا على أكثر من خط. فتارة يكون تنسيقها مع روسيا، وطوراً مع أميركا، فيما علاقتها مع إيران لم تنقطع. المؤشر على الحراك الروسي يعني استمرار الاهتمام الأميركي في سوريا، إذ يعتبر أصحاب هذه النظرة أنه من المستحيل إبرام كل هذه الصفقات ما بين عفرين والغوطة، من دون توفير غطاء أميركي.

المسعى الروسي الأميركي واضح، وهو إبقاء اللعبة السورية تحت السقف الذي يرفعانه معاً، وخاضعة لسيطرة نفوذهما المتبادل. وتستند بعض المصادر إلى التمايز الإيراني عن الموقف الروسي في العديد من الملفات في سوريا، وتكشف عن رسالة إيرانية وجهت إلى تركيا بشأن عدم إمكانية استمرار التنسيق إذا ما أصرت تركيا على التنسيق مع أميركا، وعلى الأرجح أن رؤساء روسيا وتركيا وإيران سيبحثون هذه الاختلافات في قمتهم في انقرة – غدا الاربعاء. وتنطلق إيران في حساباتها، من وجودها على الأرض السورية، ومناطق النفوذ التي تتمتع بها، والخسائر التي تكبّدتها، ولذلك تعتبر أنه من غير الممكن التضحية بكل ذلك، أو التخلي عن الثمن الذي تكبّدته. في المقابل، تعتبر المصادر أن الخلاف الإيراني مع الروس يندرج في سياق المساعي الروسية المستمرة لإشراك الأميركيين في أي تسوية لأي منطقة، فيما إيران ترفض ذلك، لأنها تعتبر أن أي دخول أميركي على الخط سينعكس سلباً على وجودها ومصالحها. ويعتبر الروس أن الوجود الأميركي يشكّل ضمانة أساسية لمصالحهم، ولبقائه ورؤيته للحلّ. فيما يتعزز الخلاف الإيراني الروسي بشأن الصورة الإخراجية للحل السياسي في سوريا.

المسار السياسي للتسوية التي يجري الإعداد لها، تشمل التوافقات على إنهاء ما تبقى من البؤر المسلّحة وفق ما تسميها المصادر في محيط العاصمة السورية، وخصوصاً الغوطة والإعداد لمرحلة ما بعدها في اتجاه ريف حمص، ونقل المسلحين إلى إدلب وجرابلس، بالإضافة إلى تثبيت النظام في المرحلة الثانية، والبحث في المرحلة الانتقالية، التي ترتكز على تقاسم نفوذ إيراني روسي وتوزيع الأدوار بين الطرفين، وحفظ الوجود التركي. فيما تبقى مسألة النفوذ الإيراني معلّقة إلى حين تبلور الرؤية الدولية بشأن كيفية التعاطي مع إيران.

هنا، تكمن الخشية الإيرانية من المساعي الدولية المتنامية بشأن تحجيم نفوذ إيران في سوريا بالإستناد إلى القوة الروسية. وتكشف المصادر أن إيران تتعاطى مع الحراك الدولي على هذا الأساس. وتقول إن زيارة بن سلمان قبل فترة إلى روسيا ركّزت على هذا الهدف، وإيران تعلم ذلك، لكنها تعتبر أن وجودها على الأرض والاحتفاظ بمناطق النفوذ سيضمن بقاءها وتأثيرها في سوريا. في الرؤية الإيرانية لوضع النظام السوري، فهو غير موجود حالياً، لا بل موزّع على ثلاثة أقسام، بجزء منه يعود لروسيا، فيما الجزآن الآخران يعودان لحزب الله وإيران. بالتالي، تتمسك إيران بحصّتها من تركيبة النظام.

لكن، إذا ما حصل تخطّ لهذا الأمر، والتوافق الدولي على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، فإن ذلك سيحصل، من خلال قطع الأوصال الإيرانية في سوريا، وبين سوريا والعراق تحديداً، أي قطع الطريق من طهران إلى بيروت. في الرؤية الخلافية الأبعد بين روسيا وإيران، ثمة تركيز على الإصرار الروسي بشأن إنجاز الحل السياسي، مقابل رفض إيران ذلك. وتعتبر إيران أن مصلحتها تقتضي بقاء الوضع على ما هو عليه من فلتان، لأن ذلك سيحفظ لها استمرار توسيع نفوذها ونقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وإبرام التسوية السياسية سيؤدي إلى إضعاف إيران كثيراً في سوريا، خصوصاً أن الروس قادرون على التغلغل أكثر فأكثر داخل بنية النظام وإضعاف النفوذ الإيراني فيه. ما يقود إلى خلاصة مفادها أن إيران، ستلعب أي ورقة تعرقل الوصول إلى حلّ سياسي، وتعطّل أي وقف لإطلاق النار. ويعتبر الإيرانيون أن الروس يتعرضون لضغط دولي هائل من الأميركيين ودول الخليج، لأجل تحجيم نفوذ إيران في سوريا. والخشية تتنامى من دخول الروس في هذه اللعبة. فيما هناك من يعتبر أن الخطوة الأميركية، تتعلق بسياسة ابتزازية ينتهجها ترامب في سوريا، عبر التلويح بالانسحاب، لدفع دول الخليج إلى المطالبة بالبقاء وتكبّد التكاليف، لأن إنسحاب واشنطن يعني تسليم المنطقة لإيران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة