الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الدينوشوفيني.. خطر على الإنسانية

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2018 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لعل أخطر مخاضات الأزمة التي تشهدها سورية منذ العام 2011م بعد التدمير الهائل وسياسة الأرض المحروقة التي تعرضت لها المناطق المأهولة بالسكان ولا تزال، هي استباحة الأرض السورية من قبل التطرف الديني والقوموي الشوفيني بدعم من القوى الإقليمية والدولية، واستفحل أمرها حتى أصبحت الآن من أكثر الأخطار التي تهدد وجود الشعوب والإنسانية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ولا بد من القول، إن القوى التي تدعم هكذا توجهات سواء في الخفاء أم في العلن يعون جيداً مدى الأضرار أو النتائج السلبية من جراء استخدام التطرف الديني والقوموي في مواجهة ومحاربة الشعوب والمجتمعات، والأسوأ من ذلك إنهم يعتبرون في قرارة أنفسهم إن إبادة او تهجير شعب ما يتحقق الأمان والسلام لشعب آخر، هذه مقارنة ومقاربة خاطئة، فالإنسانية كل متكامل، ولا يمكن التصور إن تهميش شعب أو مجتمع ما يمكن أن يحقق الطمأنينة للشعوب الأخرى، هذا أمر بعيد عن الذهنية الإنسانية الإيجابية، ولن يؤدي ذلك إلا إلى مزيد من الحروب وسفك الدماء، بل إنه جريمة بحق الإنسانية عامة.
ولعل من أكثر الأنظمة التي تقود هذه التوجهات هو النظام التركي القائم حالياً، فهو ذو تركيبة دينية وقوموية متطرفة، وقد استغل هذا النظام الأزمة السورية لتبدأ في نشر هذا السم «وأقصد التطرف الدينوشوفيني» في البلاد السورية والمنطقة عموماً، حتى أصبحت تركيا وجهة ومركزاً لاستقطاب التطرف الديني العالمي من الجماعات المتطرفة في القوقاز وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا، إضافة إلى أكثر الجماعات المتطرفة في العالم العربي خطورة وهي «الأخوان المسلمين»، وهذه الجماعات كلها تقاد وتستغل من قبل تركيا وبدعم قطري لتحقيق وتنفيذ برامج يعتقدون إنها ستنشئ لهم نفوذ وامبراطورية في المنطقة، ولكنها في الحقيقة أهداف في غاية الخطورة تستهدف الوجود الإنساني عامة. فمنذ بدايات الأزمة السورية وجهت تركيا أدواتها المتطرفة لإيذاء شعوب الشمال السوري تحت مسميات مختلفة «داعش والنصرة و…إلخ» بغية تحقيق أهدافها التوسعية في احتلال الشمال السوري وإبادة وتهجير الشعوب الأصيلة هناك.
إن عقدة أو فوبيا الشعوب الأصيلة تلاحق الذهنية التركية المتطرفة التي تعتقد أن وجودها القومي في المنطقة على خطر كونها قادمة منذ زمن ليس ببعيد إلى الشرق الأوسط. ولذلك تعمل على تنفيذ كل ما يمكن أن يؤدي إلى استهداف الشعوب الأخرى في المنطقة وتهجيرها من المنطقة، وسواء هذا التوجه جرى نفخه في الذهنية التركية المتطرفة من قبل قوى ظلامية أم من تلقاء نفسها بغية احتلال المنطقة وتتريكها، فإنه توجه خاطئ وعقيم ولا ينتج عنه سوى الخراب والدمار وسفك الدماء، وهذا التوجه لن يلقى إلا مقاومة من جانب الشعوب الأخرى في المنطقة؛ بغية إفشال كل المخططات الاحتلالية والتوسعية واستهداف الإنسانية في المنطقة. فالتطرف الدينوشوفيني يمثل خطراً على الإنسانية جمعاء وهو آفة ينبغي على كل شعوب العالم الابتعاد عنه ومحاربته بكل الوسائل المتاحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف