الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة الفلاحية بين الكهنة والرأسماليين

طلعت خيري

2018 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الطبقة الفلاحية بين الكهنة والرأسماليين


يتظاهر بعض رجال الدين في الأديان السياسية والوثنية بالورع والزهد والتواضع فعندما تدخل الى معبد أو مجمع ديني ترى رجال الدين بكل أصنافهم يجلسون على الأرض أو على فرش بسيطة دليل على الزهد والورع ---ولكن إذا دخلت بيوتهم ستجد الدعة والترف والرفاهية والفخامة لم تجده في بيوت الملوك --- لرجال الدين تسلط مالي على الشعوب دون ان يشعر به احد ---نعم ترى ألسنتهم تنطق بالمحرمات لكنهم يبيحونها بطريقه أخرى دون ان يشعر بها الإنسان –مثلا -- كل ربا ليس فيه ريع لرجال الدين محرم – ولكن ان كان فيه ريع فهو حلال –هذا يعني سيكون التعامل بالربا بشكل سري عن طريق فتوى مخصوصة لأشخاص رأسماليين مقابل نسبه من الإرباح—كذلك الزنا محرم ان كان خاليا من الريع – ولكن ان كان فيه نسبه من الريع يحل بتشريع ديني كزواج المتعة والمسيار والعرفي ودور العفة التي يمارس فيه الزنا بشكل علني بحجة منع الاغتصاب— غالبا ما تستخدم هذه الأموال الغير مشروعة في دعم الأجنحة العسكرية للمليشيات أو توسع المد الطائفي عن طريق بناء الأضرحة والمقامات أو دعم المؤسسات الدينية في دول أخرى لتعزيز الوجود الطائفي


نخميا --- الأصحاح رقم 5


صراخ الشعب صراخا عظيما على إخوتهم اليهود-- وقالوا لهم --نحن كثيرون وقمحنا وحقولنا وكرومنا وبيوتنا مرهونة لغيرنا حتى ان بعضنا استقرض فضة من خراج الملك--- أليس لحمنا كلحم إخوتنا وبنونا كبنيهم فلماذا نضع بنينا وبناتنا وطاقة يدنا وحقولنا وكرومنا تحت احتكار الآخرين -- ولما سمع نحميا غضب غضبا شديدا وقال شاورت قلبي وقلت للعظماء والولاة أنكم تأخذون الربا من إخوتكم فأقمت عليهم جماعة عظيمة وقلت لهم نحن اشترينا إخوتنا اليهود الذين بيعوا للأمم حسب طاقتنا وانتم تبيعون إخوتكم بينكم --فسكتوا ولم يجدوا جوابا --قلت ليس حسنا ما تعملونه فخافوا إلهنا—أتريدون ان تعيرنا الأمم وأعدائنا -- أنا وإخوتي وغلماني أقرضناهم فضة وقمحا—فاتركوا الربا-- وردوا لهم حقولهم وكرومهم وزيتونهم وبيوتهم والفضة والقمح والخمر والزيت الذي أخذتموه منهم بالربا --فقالوا سنرد ولا نطلب منهم غير ما قلت --فدعوت الكهنة واستحلفتهم ان يعملوا حسب هذا الكلام -- ثم نفضت حجري وقلت سينفض الله كل إنسان من بيته ومن تعبه ان لم يترك الربا --فقالوا أمين وسبحوا للرب وعمل الشعب حسب هذا الكلام الذي أوصيت به –وقلت لهم أني سأكون وليكم في ارض يهوذا اثنتي عشرة سنة من السنة عشرين الى السنة الثانية والثلاثين لحكم لارتحشستا ملك فارس -- فلم نأكل لا أنا ولا أخوتي خبز الوالي ولكن الولاة الأولون الذين قبلي أثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن أربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب --أما أنا فلم افعل هذا خوفا من الله فتمسكت ببناء السور فلم اشتر حقلا وكان يأكل على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلا فضلا عن الآتين إلينا من الأمم الذين حولنا وخصصت لمن يعمل يوم واحد ثورا وستة خراف مختارة وطيور لمن يعمل وفي كل عشرة أيام وخمر كثير مع هذا لم اطلب خبز الوالي لان العبودية أثقلت الشعب -- اذكر يا الهي ما عملته لشعب إسرائيل




قرائنا الإصحاح –ولكن اين يكمن التلاعب العقائدي ذات الأهداف المالية والاقتصادية وما هو الدور الذي قام به نحميا في تحويل تلك المنافع لصالحة –يدعم الولاة وشركائهم الرأسماليين المزارعين بالأموال أو بالاحتياجات الزراعية أو تأجير الأرض بنسب ربوية عالية مما يصعب على المزارع تسديدها وبالتالي يصبح حقله وبيته وأبنائه رهنا لهم – لكي يحول نحميا الاقتراض لصالحه -- اصدرا فتوى دينية– حرم فيها الربا وأطفئ ديون المزارعين –ففي هذه الفتوى كسب سياسي واجتماعي له حيث سحب البساط من تحت منافسه لصالحه --فعين نفسه واليا في ارض يهوذا ليتبع نفس أسلوب المرابين من الرأسماليين -- قال نحميا -- وقلت لهم أني سأكون وليكم في ارض يهوذا اثنتي عشرة سنة من السنة عشرين الى السنة الثانية والثلاثين لحكم لارتحشستا ملك فارس --- ولكي يقنع نحميا الطبقة ألفلاحيه بزهده وورعه وتواضعه الديني –قال---- فلم نأكل لا أنا ولا أخوتي خبز الوالي ولكن الولاة الأولون الذين قبلي أثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن أربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب

هنا نحميا كاهن زاهد

حرم نحميا الربا بكل أنواعه وما ينجم عنه من عبودية وظلم متظاهرا بالورع والزهد --قال--

فلم نأكل لا أنا ولا أخوتي خبز الوالي ولكن الولاة الأولون الذين قبلي أثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن أربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب --أما أنا فلم افعل ذلك خوفا من الله فتمسكت ببناء السور فلم اشتر حقلا

هنا نحميا رأسمالي

ولكن الأموال التي ينفقها نحميا على مائدته وعلى عمال سور أورشليم لا تدل على انه زاهد وورع – انتبه الى التناقض --قال

وكان يأكل على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلا فضلا عن الآتين إلينا من الأمم الذين حولنا وخصصت لمن يعمل يوم واحد ثورا وستة خراف مختارة وطيور لمن يعمل وفي كل عشرة أيام ---وخمر كثير مع هذا لم اطلب خبز الوالي لان العبودية أثقلت الشعب -- اذكر يا الهي ما عملته لشعب إسرائيل


يمكننا فهم الموضوع أكثر

http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=435113&r=0&cid=0&u=&i=0&q=








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل