الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد خالد توفيق

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 4 / 5
الصحافة والاعلام



أثارت وفاة الكاتب الكبير والطبيب الرائع الدكتور أحمد خالد توفيق الكثير من الشجون ومعها الكثير من التأملات، فوفاته كانت فجائية وعصية على التصديق بالنسبة للكثير من الناس، وخاصة هؤلاء الشباب الذين ترك فيهم بصمة واضحة بكتاباته التي كانت في أغلبها موجهة للمراهقين والشباب.

لقد نال الكاتب الكبير تقديري واحترامي من مواقفه الواضحة المساندة للثورة والتغيير والتي كانت دائما ضد الطغاة والمستبدين، وكانت هذه المواقف تظهر في كل المناسبات الهامة في مقالاته، ولذلك لم يكن هو من الأشخاص الذين تلتفت اليهم الدولة التي لا تعرف الا أدب المدح في الرئيس وفن النفاق والتزلف للرئيس.

وكانت جنازته خير شاهد على أن تلميع اعلام الدولة وأجهزتها لبعض الأشخاص الذين يتزلفون للسلطة وفي المقابل اضطهادها وتغييبها لأخرين بسبب مواقفهم المساندة للمظلوم واحترامهم لموهبتهم ورفضهم ذبحها تحت البيادة، لا يعني أن هؤلاء اصبح لهم شأن بين الناس ولا أن أولئك فقدوا قيمتهم، بل على العكس تماما كان هناك ما يشبه تظاهرة حب ووفاء وعرفان من الشباب لتوديع هذا الشخص الرائع الذي علمهم الكثير وترك فيهم أثرا حقيقيا بصدقه ونبله وأخلاقه وموهبته.

وبالطبع كان يجب أن تثير هذه التظاهرة حقد وغضب وضغائن النظام، ما تجلى واضحا فيما تساقط من أفواه اعلاميه من هراء، حيث أنكر هؤلاء معرفتهم به واعتبروه كاتب مغمور لا وجود ولا قيمة له وتسائلوا عن سبب مشاركة الشباب بهذه الكثافة في جنازته، مقابل احجامهم عن المشاركة في الانتخابات الهزلية التي اجريت مؤخرا، وحتى أن الجنازة كانت حديث الناس في مواقع التواصل الاجتماعي طيلة أيام متجاهلين تماما الفوز المزعوم للبطل المغوار الذي انتصر على نفسه في مسرحية معروف نتيجتها سلفا!

وعلى الرغم من أن المشهد لا يحتاج للكثير من الفزلكة لشرحه وتفسيره فهو يفسر نفسه بنفسه، فالشباب خرج بدون طلب ولا حشد ولا رشاوي من أحد، في حب من عمل من أجلهم وقدم لهم شيئا صادقا، وأحجم عن الخروج لدعم من قتل أحلامهم وداس على مستقبلهم وأسقط بلادهم في هوة ساحقة مظلمة بلا قرار من الدين والفساد والظلم والفقر والجهل.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يعمد فيها النظام وابواقه لتشويه شخص لمجرد أنه ينال حب ودعم وتأييد نسبة كبيرة من الشعب، فلطالما فعلوها وسيفعلوها، وحتى في أبسط المواقف كما حدث مع الرجل الذي ألقى بنفسه على سلاح الارهابي وانتزعه منه ما جعله محط اعجاب الجميع لشجاعته، لم يتوانى النظام عن تجريحه وتشويهه والقول بأن له صحيفة سوابق وكأن ذلك يمكن أن ينفي عنه صفة الشجاعة والاقدام والفداء حتى لو كان صحيحا!

وبالطبع تجلى ذلك لأمر واضحا أيضا في سجن وملاحقة وتشويه كل من سولت له نفسه منافسة المالك الحصري للبلاد حتى طال الأذى من أيدهم ومن دعمهم ومن دافع عنهم، ومنهم من فقد مستقبلا مشرقا كالعقيد أحمد قنصوة، ومنهم من يقبع في محبسه مفتقدا للرعاية الصحية الضرورية مثل المستشار هشام جنينة.

الأمر الأخر والذي أثار الكثير من الشجون في وفاة الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق، هو أن ذلك جاء نتيجة لافتقاد التجهيزات الطبية اللازمة لحالته ما اضطرهم لنقله من طنطا الى القاهرة في سيارة اسعاف ليسلم الروح، وهو الأمر الذي أصبح يوميا في بلادنا بعد تردي الرعاية الصحية وعدم توفر الأدوية والتجهيزات الطبية، فأموال الدولة لا تنفق الا على الملاك الحصريين لها من جيش وشرطة وقضاء وهؤلاء وحدهم من لهم حق الرعاية الطبية الأدمية.

ناهيك عما يتم انفاقه من أموال طائلة على مخبرين النظام ابواق النظام ولجانه الالكترونية في سبيل قمع الغالبية العظمى من الشعب وتضليلهم والتنكيل بمن يتجرأ على النطق بكلمة حق وسط كل هذا الفيض من التضليل والقمع والفساد والقهر.
وفي النهاية الفوز والبقاء الحق لمن ينفع الناس أما الزبد فيذهب جفاءً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا