الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الفرق بين النظام وصورة النظام !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


--( محاولة للفهم!)-----
بكل تأكيد أن هذه العبارات طرقت اسماعكم في بعض القنوات والأخبار المهتمة بالشأن السياسي، فما هو المقصود بهذا المصطلحات!؟
اعتقد أن عبارة (النظام) مفهومة فهي يقصد بها (النظام السياسي) الا أن طبيعة النظام في الدول الديموقراطية تختلف عنه في الدول الديكتاتورية والشمولية، ففي الدول الديموقراطية تتعلق الكلمة بالنظام السياسي بالفعل المتمثل في طريقة تداول السلطة وممارستها بشكل ديموقراطي مقنن أما في النظام الديكتاتورية فقد ترتبط هذه العبارة بالحاكم نفسه فيقال : نظام القذافي، نظام مبارك، نظام الأسد، نظام هتلر، فالنظام السياسي في هذه الحالة يتمحور حول شخصية الحاكم سواء كان فردا او حزبا او عائلة أو طائفة، وفي الغالب تصبح المؤسسات العسكرية والامنية في النظم الديكتاتورية والشمولية جزءا من النظام بعكس النظم الديموقراطية التي تكون فيها هذه الأجهزة مؤسسات مستقلة عن النظام السياسي وتابعة للدولة لا للنظام السياسي والحكومة!، بل في النظم الشمولية قد تصبح بعض المنظمات الخاصة الموالية للحاكم جزءا من النظام فمثلا في عهد القذافي كانت اللجان الثورية والحرس الثوري جزءا من منظومة القذافي بل وأجهزة الأمن الداخلي والخارجي والجيش كلها جزءا من النظام السياسي!.... عموما هذا هو مفهوم كلمة النظام ، اما ((صورة النظام)) - وهو المهم هنا - فالمقصود بها الانطباع في ذهن الناس عن هذا النظام، سواء انطباع الشعب المحكوم فهذه تسمى ((الصورة الداخلية للنظام)) اي صورة النظام في عيون الشعب، او انطباع الشعوب الأخرى وحكوماتها عن هذا النظام بعينه وهي تسمى ((الصورة الخارجية للنظام)) اي صورة النظام في عيون الدول الاخرى كل منها على حدة وصورته في عيون المجتمع الدولي ككل!، وبين هاتين الصورتين قد يكون تطابق أو تقارب أو تباعد وبون شاسع، وقد تكون احداها جميلة وايجابية والاخرى قبيحة وسلبية، وعادة يحاول النظام تجميل صورته في عيون وأذهان شعبه من خلال وسائل الدعاية والاعلام وكذلك في عيون المجتمع الدولي!..... وأخيرا فكما ان للشخص الفرد حياة وصورة عامة علنية ظاهرة تتمثل في فكرة الناس عنه، وله حياة وصورة باطنة خفية وسرية لا يطلع عليها غيره أو اهل بيته، فكذلك هو حال الانظمة السياسية فنحن نجد لها ((وجه ظاهر)) وصورة وعلنية و((وجه آخر خفي)) وحياة سرية لا يطلع عليها الا اسياد وأركان هذا النظام، وفي الغالب يتعلق الوجه الظاهر بالحكومة الرسمية الظاهرة بينما الوجه الخفي والحياة السرية تتعلق ب(الحكومة الخفية) والتي هي اجهزة الأمن القومي والمخابرات التي تعمل في الظل وتحت الارض ومن وراء الكواليس!، وقد يكون الوجه الخارجي والظاهر للدولة جميلا وحياتها العلنية ناعمة ولطيفة وجميلة بينما يكون وجهها الحقيقي الخفي مرعبا وقبيحا وتكون حياتها السرية غاية في القبح والخشونة بل والوحشية ولكن وحشية ليست كوحشية الدواعش الظاهرة المعلنة بل وحشية مستترة غير معلنة هناك بعيدا عن الانظار وخلف الستار!!... ولله في خلقه شؤون!.
(*) اضافة مهمة: قد تتم بقوة اجهزة الدعاية والاعلام الموالية أو المعادية خلق صورة زائفة عن نظام او حاكم فيبدو شريرا بينما هو غير ذلك او يبدو خيرا وهو عكس ذلك، او يتم تضخيم اخطائه او تحجيمها، فالتلاعب بصورة الاشخاص والمجتمعات والجماعات والدول والحكومات لعبة خطيرة تلجأ اليها الاطراف المتصارعة في السلم والحرب!!، وهي مسألة خطيرة تقع ضمن الحرب الاعلامية التي تشكل جزءا اساسيا ومهما في الحروب بمفهومها الحديث!!، حتى على المستوى التجاري هناك حرب من هذا النوع!، بل حتى في الحياة الاجتماعية بين الافراد المتخاصمين قد يحاول كل طرف تشويه صورة الآخر في عيون الآخرين!!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل