الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهرات العراقية بنمطها الجديد

اسماعيل جاسم

2018 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



دأبت السلطات العراقية المتمثلة بأحزابها الشيعية وكتلها أن تضعَ برامجها بشأن تحجيم التظاهرات واتخاذها شكلاً آخر أقل تأثيراً من التظاهرات السابقة ، فعمدت هذه الأحزاب الى عملية جديدة وُضِعت لها أُطراً جديدة لتكون تظاهرات مناطقية بعيدة عن مراكز السلطات المحلية والمركزية وهو ايجاد مصدات خالية من الصّدْمات والمواجهات مع الأجهزة الأمنية .
السلطات المركزية والمحلية قد استفادت من هاجس القلق والتوتر والطعن واللعن لقادة الكتل ورميهم بالأحذية وتحضير حاويات جمع النفايات كما فعل المتظاهرون في اوكرانيا بأحد النواب او المسؤولين ، وقد نمت حركات احتجاجية كاسحة في 25 شباط 2011 وتظاهرات يوم الجمعة 7/ آذار / 2014 التي قامت بها القوى المدنية مئة بالمئة دون مشاركة القوى الدينية التي حاولت تحريف التظاهرات عن مساراتها الوطنية دفاعاً عن احزاب السلطة التي فشلت في تحقيق الأصلاحات ومحاسبة كبار الفاسدين واسترجاع مئات مليارات الدولارات الامريكية الى خزينة الدولة .
كانت الغاية واضحة ومعلومة من عزل التظاهرات وعدم وصولها الى مركز مدينة بغداد " ساحة التحرير " وتحت جدارية الحرية التي لها رمزية الثورة المقدسة ودك قلاع الفساد اضافة الى موقعها الذي يطلُّ على "المنطقة الخضراء " وتضم السفارة الأمريكية التي تُعد أكبر سفارة في العالم من حيث عدد موظفيها وطاقمها العسكري ومستشاريها العسكريين وتعتبر " المنطقة الخضراء " وكراً للفساد والفاسدين والتجسس ، فسعت القوى الدينية الشيعية والسنية معاً الى ابعاد المتظاهرين من هذه الساحة الحيوية التي سبق وهددتها التظاهرات المدنية وارعبت مضاجعهم ،بقى بعض المتظاهرين من المدنيين الذين يهتفون لمدة ساعة واحدة ومن ثم يرجعون من حيث جاءوا ، فلا أعلام يسلط عليهم ولا فضائيات عربية وعالمية ووطنية تبدي اهتمامها لأنها اصبحت غير مؤثرة البتة ، ومما زاد الطين بِلةً التفاف التيار الصدري حول بعض قيادات المتظاهرين فأقاموا معهم تحالفاً سياسياً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المرجح اقامتها في 12 / مايس / 2018 فضاعت الجهود وتلاشى الأمل وهي خطوة ذكية من قبل السيد مقتدى لسحب البساط من تحت اقدام بعض اليساريين والعلمانيين وقد نجح السيد مقتدى بأحداث شرخاً كبيراً بين القوى المدنية الطامحة الى نظام مدني نظام المواطنة وهذا لا يلتقي مع التيارات الدينية الساعية الى تطبيق الشريعة الاسلامية وتحديد كل ما هو مخالف بالرغم من تلقي التيار الصدري المتمثل بزعيمه مقتدى الصدر الدعم السعودي والاردني وهذه المبادرة لقيت ترحيباً من قبل القوى السنية لضم العراق الى محيطه العربي وعودته الى احضان العرب .وتضييق الخناق على التمدد الايراني الذي توسعت اذرعه في الحكومة العراقية والمناطق الشيعية .
المطالبة بأقامة الدولة المدنية معناه الانتقال الى الحداثة والتخلي عن المشاريع التصفوية والتهميش والاقصاء ، الانتقال الى دولة القانون ، دولة المواطنة وهذا مالا تتوق اليه التيارات الدينية التي اثبتت خيبتها وخيباتها على مدى الاربعة عشر عاماً وفشلت في تحقيق ابسط مقومات العيش الكفيف ، وصل الفساد في البر والبحر والسماء ولن يذكره التاريخ ولا الجغرافيا وتتيّدَ الفاسدون على جميع مفاصل الوزارات والمؤسسات والمزارات والعتبات والوقفين " السني والشيعي " فأختلقوا البدع والضلال وحللوا ما حرم الله ، واقاموا الحدود على الابرياء ، سرقوا رواتب الموظفين بعد اقتطاع مبالغ منها بحجة دعم قوات " الحشد الشعبي " القائمة لا يمكن ان تنتهي عند حد من الانتهاكات .
نجحت القوى الدينية بتقليم اظافر المحتجين ووضعهم في مناطق محصورة لم يسمعْها الا المتظاهرون ولم يتناولها الاعلام لا من بعيد او قريب سوى وجود تظاهرات في مناطق من اطراف بغداد وبذلك تهشمت التظاهرة وفق ما مخطط لها وما اريدَ لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم