الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!

منذر علي

2018 / 4 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



يختلف الناس في الحياة لأسباب كثيرة، دنيوية بالأساس، وإن تغلفت تلك الأسباب بغلاف ديني، ذلك أن الخلاف الديني أو لنقل الشقاء الديني ، هو تعبير عن الشقاء الواقعي ، وهو من جهة أخرى ، احتجاج عليه . وعلى أية حال لا مجال للخوض في تفاصيل هذا الأمر المُشكل . فما أسعى إلى تأكيده هنا ، هو أنَّ الخلافات تزول بين المختلفين أنفسهم بعد موتهم.
إذْ لم يعد ثمة خلافات بين فرعون وموسى، أو بين عيسى وبني إسرائيل ، أو بين محمد ( ص) وبين أبي لهب ، أو بين علي ومعاوية ، أو بين كارل ماركس وآدم سميث ، أو بين هتلر وستالين ، أو بين المشير السلال والإمام أحمد، أو بين الرئيس جمال والملك فيصل أو بين الحمدي والغشمي ، بين برجنيف وريجان ، أو بين فتاح و صالح ، أو بين الرئيس صدام والرئيس الأسد ، أو بين الفنانة صباح و الممثل رشدي أباظة. خلاص ، انتهت الخلافات بين هؤلاء. وستزول الخلافات أيضًا بين الفنانة أحلام والفنانة شمس الكويته ، بعد موتهما ، أطال في عمريهما ، وسينسى الناس خلافاتهما ، وربما سيتذكرون لهما أغنيتي: نسيتك و ما انسي جميلك!
فالخلافات التي تسفك دمًا، بين الأحياء ، تتلاشى بعد موتهم وتغدو عدمًا . ولئن كان بعض الأحياء، في أغلب شعوب العالم، يَرِثُون خلافات الأقدمين ، ويصنعون خلافات جديدة ، إلاَّ أنهم يفصلون الديني عن الدنيوي في المجتمعات الحديثة، ويتركون المشكلات المعقدة للمؤسسات الأكاديمية للخوض فيها، ويدعون الناس يعيشون حياتهم في أمن وسلام، أما خلافاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، القديمة والجديدة ، المتصلة بالحياة المعاصرة ، فيناقشونها بالعقل والمنطق، طبعًا بدون زوامل وصرخات وتنفير وتكفير وتعكير للحياة ، ويتم ذلك عبر اللقاءات الثنائية ، الرسمية وغير الرسمية ، وعبر وسائل الإعلام ، وعبر المؤسسات البرلمانية المنتخبة.
وحينما يتعذر عليهم الوصول إلى حلول مُرضية حول تلك الخلافات فأنهم لا يتقاتلون ، كما يحدث في عالمنا العربي ، الموبوء بالجهل والمعطوب بالتخلف والمنهوب و المقتول و المضغوط بالهيمنة الإمبريالية الشرسة ، ولكنهم يعودون إلى الشعب، لاستفتائه فيما اختلفوا فيه، ويتجاوزن الاختلافات إلى الائتلافات، بهدف الحفاظ على الأوطان و صيانة الحياة و النهوض بها .
في الماضي البعيد وحتى القريب نشبت حروب بين مختلف الأديان والأعراق وفي مختلف البلدان ، في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللتينية ، ولكن هل قد سمعتم أنَّ حربًا قد نشبت بين الفرق اليهودية في إسرائيل ، أو بين الفرق المسيحية أو حتى بين المسيحيين والمسلمين في فرنسا أو بريطانيا أو الدنمرك أو كوبا أو حتى ماليزيا الإسلامية في الآونة الأخيرة ؟ الناس يتعلمون من أخطائهم ويتجاوزونها.
هذا هو القانون الذي يحكم الحياة في المجتمع المعاصر.
أما في اليمن والعالم العربي، فالأمر مختلف، ثمة حروب متصلة منذ ألف وأربع مئة سنة. إذ يتقمص الأحياء روح الأموات لكي يجلدوا الشعوب ، باسم الله. ثم يشرعوا في تمزيقه ، ودفعه للتنافر وقتل بعضه بعضًا ، لكي يدمروا الحياة ويمزقوا الأوطان ، ويتركوا بلدانهم فريسة للعدوان ، تحت وهمٍ أنهم يحاربون الشيطان.
فهل يُعقل أنْ ينشغل الأحياء بخلافات الأموات، ويدمروا الحياة، تعصبًا للذين رحلوا عن الدنيا ، وينسون حاجات الأجيال الحالية والمستقبلية. أين العقل يا هؤلاء؟ علي ومعاوية تصالحا ولم يعد ثمة خلاف بينهما !
فهل سيتصالح أحفادهما و أتباعهما وأنصارهما من الأحياء المدججون بالمكر ، والمغرر بهم ، المشتغلون في لعبة الموت في اليمن والعالم العربي، ويوجهون طاقاتهم للنهوض بشعوبهم وتجاوز محنة التخلف التي تفتك بنا جميعًا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علي و معاوية دائما متصالحين
جلال البحراني ( 2018 / 4 / 8 - 20:07 )
علي و معاوية دائما متصالحين بنظر الطبقات المالكة، عمرو بن العاص و الأشعري لم يختلفوا أبدا،، كلهم دهاة و خدم الملاك
حتى محمد النبي تصالح مع أبو لهب و أبو جهل و عمه العباس! هذا أفضل للمالكين
و أكيد اليهود لديهم نفس الصلح موسى و فرعون، و المسيحيين عيسى و إمبراطور روما
أما بنظر الفقراء المملوكين فلم يكن هناك صلح
لأنه ليومنا هذا لازالوا (مدعوسين)!

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث