الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان محقا و يستحق الاعتذار!

سليم نزال

2018 / 4 / 7
القضية الفلسطينية



من افات الثقافة فى بلادنا السخرية من الافكار الجديدة.و اظن انه امر نراه فى كل العالم لكن لعله الاكثر قسوة فى ثقافتنا .اى فكرة جديدة غير مالوفة تثير السخرية من غالبية الناس.

على كل حال ثقافة السخرية تمتد لتنال المعاق و الضعيف و حتى يتم السخرية احيانا بمن يقع فى مصيبة و كان الامر مادة للتسلية و الضحك .و لذا طالبت و اطالب ان يكون هناك دور للمدرسة فى محاربة هذه الافات الاجتماعية الضارة.لانها معيقة للتقدم على كافة المستويات .

سمعت فكرة العودة الى الوطن عندما كنت صغيرا .قال الرجل نحن لا نحتاج الى سلاح لكى نسترد حقنا . لماذا لا نزحف كلنا رجلا و نساء و اطفالا من كل الحدود العربية من سورية و لبنان و الاردن و غزة و نعود الى بلدنا (و اللى بدو يصير يصير ) حسب رايه!
. و قد قيل هذا الكلام و كنا لم نزل فى مرحلة (انتظار المخلص صلاح الدين ). و لم يلق اذان صاغية بل بدات التعليقات الساخرة كما هى العادة على كل فكرة غير مالوفة.

لم يكن الرجل الذى اقترح الفكرة مفكرا سياسيا بل مواطنا عاديا عندة تعليم متواضع .و هناك من الافكار التى قد يطرحها اشخاص من العامة قد لا تخطر فى ذهن فلاسفة كبار .

راقتنى الفكرة فى سرى و لكنى لم ادافع عنها كما كان ينبغى ان افعل .كان من الصعب الدفاع عن الفكرة فى ظل اجواء كانت تسودها العنتريات .كما انى لم اكن من النضج الكافى ان اقف ادافع عن الفكرة التى كنت اعتقد انها فكرة هامة و جديدة على التفكير العام .و بعد اعوام طويلة عندما بدا من يردد الفكرة تذكرت تلك الافكار التى كانت خلاقة فى تلك الاوقات .لم تكن اسرائيل فى مثل قوتها كما الان .و كانت قضية اللاجئين لم تزل حديثة العهد و كان الذى سيعود نفس الاشخاص الذين طردوا و ليس اولادهم و احفادهم كما ان فكرة العودة كانت ستحظى بقبول دولى اكبر .

من اكبر المشاكل التى نعانيها هى عدم الاهتمام بالافكار الجديدة .الافكار الخلاقة هى من يغير المحتمعات .لكننا تربينا فى ظل اطار ثقافة القطيع .اى ان لا تسبح ضد التيار !

و النتجية اننا دفعنا ثمنا باهظا بسبب ثقافة القطيع .
رب قائل ان دولا عربية كانت قد تعيق مثل هذه الحركة .لا اعرف و لا اريد ان احكم على امر لم يحصل .كما انى لا اريد ان ادخل فى تفاصيل ما كان سيحصل لو حصل ذلك .
الذى اعرفه انها كانت فكرة خلاقة ضاعت من ايدينا فى تلك المرحلة .و كان ان غرقنا فى (التجريبية ) التى اوصلت بنا الى ما وصلنا اليه .
من يربح الحرب ليس الجيش الاقوى بل من يفكر افضل هذا ما قاله احد الجنرال السوفيات فى معارك الدفاع عن الاتحاد السوفياتى فى وجه المانيا النازية .
كان الرجل محقا و يستحق الاعتذار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم