الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاحات النظام

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 4 / 8
حقوق الانسان


صدمني الخبر عندما عرفت أن الشاب أحمد الخطيب الذي اعتقل في احد الاحتجاجات السلمية وأصيب في السجن بمرض اللشيمانيا مازال حبيسا لدى النظام المصري، وذلك لأن الداخلية كانت قد أعلنت في بيان الافراج عنه صحيا وتسليمه لذويه لتلقي العلاج، وهو الذي جعل الكثير من الناس ينصرفون عن الحديث في أمره بسبب ما يجد يوميا من مظالم وانتهاكات واعتقالات تجعل الحديث عنها جميعا مستحيلا على بشر.
ومهما حاولت فلا يمكنني أبدا أن أفهم لماذا يحمل هذا النظام ورموزه وأتباعه كل هذا القدر من الغل أو لماذا لديهم جميعا روح انتقامية لا تتورع عن فعل أي شيء لإذلال وتدمير كل من تجرأ على رفع رأسه أو صوته مطالبا بأي حق لأي شخص في هذا البلد؟
وليس الخطيب وحده هو من يتعرض لهذه المعاملة المجحفة ولكن مثله عشرات ومئات والاف في حاجة للعناية الطبية لا يلقي اليهم النظام بالا ولا يعاملهم معاملة مبارك أو هشام طلعت مصطفى الذين نالا أقصى قدر من الرعاية والعناية قبل أن ترفع من على الأول الاتهامات ويفرج عن الثاني افراجا صحيا، ناهيك عن المهازل التي صاحبت محاكمة أخرين من ضمنهم حبيب العادلي، فإذا كنت منهم فأنت في أمان على كل الأحوال ولن يمسك مكروها وإن لم تكن منهم فلست انسانا وليس لك أي حقوق.
اتسائل فقط ماذا لو وجه هذا النظام طاقاته ومجهوداته لحل أزمة سد النهضة بدلا من هذه المفاوضات الخائبة التي لا تسفر عن شيء؟ وبدلا من تبشيرنا بسنوات من القحط ومنع زراعة الأرز وتحلية مياه الصرف، يقوم بعمل خطوات جادة وحقيقية لتفادي هذه الكارثة كأن ينسحب من اتفاقية المبادئ ويدول القضية! ولكن هيهات فهذا النظام لم يأتي لحل مشاكل البلد أو الشعب.
إن هذا النظام لم يفلح في دفع مصر للأمام في أي مجال نافع لا صناعة ولا زراعة ولا تعليم ولا رعاية صحية ولا اسكان ولا توظيف والمدهش أن يأتي كل ذلك على لسان رأس الهرم وكأنه يحمل المسئولية للعفاريت الزرق حيث أن كل ذلك ليس من مسئوليات نظامه ولا ضمن اهتمامات هذا النظام.
واذا بحثت عن الأمور التي أحرز فيها نجاحا ساحقا فلن تجد غير انتهاك الحقوق والحريات والضرب بالقانون والدستور عرض الحائط واذلال الناس وتركيعهم والتنكيل بهم بسبل لم تخطر على بال أشد النظم اجراما في التاريخ.
هو على استعداد لاحراق المليارات في مشاريع بلا هدف ولا قيمة ولا عائد اقتصادي ومسرحيات لا تسمن ولا تغني من جوع مثل مؤتمرات الشباب والانتخابات الرئاسية، ولكنه ليس عليه أن يقدم هذا المال لتحسين حياة الناس أو علاج أي مشكلة يواجهونها فهو ليس هنا لخدمة هذا البلد وأهله ولكنه مجرد أداة لتجريف الثروات وتغييب الشعب والتلاعب بالجماهير وضرب الجميع بالجميع فلا يبقى سالما الاه.
ان حجم ما يتم انفاقه على عمليات التجسس الجماعي وعلى جيوش هذا النظام من مخبرين وأجهزة أمنية مهمتها ملاحقة كل من يحمل في داخله بذور التمرد والاعتراض كان يمكن وحده أن يحل غالبية مشاكل هذا البلد وعندها لن يكون هناك من يعترض أو يتمرد.
إن حجم ما يتم انفاقه على جيوش المتزلفين والمدلسين والمزيفين من رموز اعلامية كان يمكن أن يرفع من شأن هذا البلد عاليا لو تم توجيهه لنشر الوعي بدلا من نشر الزيف والكذب والكراهية والتشهير بالشرفاء وملاحقتهم.
هذا النظام وصل به الحال لتشغيل الجار ضد جاره والأخ ضد أخيه والأم ضد أبنائها والولد ضد والده، نظام لا يكتفي ابدا من تشويه هذا البلد وأهله وانتزاع كل ما هو جيد وأصيل منهما، وكأنه جاء في مهمة لا تراجع عنها وهي القضاء على هذا البلد قضاءا مبرما لا قيام له من بعده، وهو ماضٍ في تنفيذ هذه المهمة بكل جد واجتهاد والى الأن فقد حقق الكثير من الانجازات على هذا الدرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية: العالم على حافة الهاوية


.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: غزة ستتجاوز عتبات المجاعة الثلا




.. القسام تنشر فيديو أسير إسرائيلي يندد بتعامل نتنياهو مع ملف ا


.. احتجاجات واعتقالات في جامعات أمريكية على خلفية احتجاجات طلاب




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - ألمانيا تعلن استئناف التعاون مع