الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميد المطبعي من أصحاب الأساليب الكتابية...موسوعي فلسفي ومقالي مؤرخ

شكيب كاظم

2018 / 4 / 8
الادب والفن


إذا أردنا الحديث عن أصحاب الأساليب،اساليب الكتابة فلا بدّ أن نقف عند اسلوب حميد المطبعي في الكتابة،الى جانب أساليب الدكتور طه حسين واستاذي الدكتور علي جواد الطاهر ومهدي شاكر العبيدي،واذاارتاينا الوقوف عندالموسوعيين،فيجب الوقوف عند الموسوعي حميد المطبعي إلى جانب موسوعية الشيخ جلال الحنفي البغدادي ،شيخ بغداد،وعبد الحميد العلوجي وحسين علي محفوظ وذاكرة بغداد عبد الحميد الرشودي،واذا ازمعنا التنويه بجهود كتاب المقالة الأدبية الثقافية الرصينة،فلامندوحة من التنويه بكاتبها الأنيق حميد المطبعي،الى جانب من عرف بالتجويد في كتابة المقال ،ومنهم أستاذي الدكتور الطاهر،والراحل العزيز الاستاذ مؤيد معمر،والدكتور سعيد عدنان،والاستاذ عبد المجيد الشاوي،الذي ما ترك لنا كتاباً نرجع إليه، وذهب وبقيت مقالاته الرائعة الرصينة حبيسة الجرائد والمجلات،وان شئنا القول في من كتب الصورة القلمية التي تعنى بحيوات الأدباء والكتاب،فلايمكننا إلا أن نشير إلى جهود المطبعي في تقديم هذه الصور القلمية الباذخة لاعلام الفكر والأدب والسياسة في العراق،غير غافلين عن جهود أستاذي الطاهر،والاديب الشاعر الرقيق حارث طه الراوي،الذي طواه الردى في الامارات وما استوقف موته أحدا، ولوقررنا الاشارة إلى من كتب المقالة الأدبية المكتنزة بالفلسفة،اوالمقال الفلسفي الذي يقترب من الأدب فلا ضير أن نشيد بجهود المطبعي،الذي كتب المقالة الفلسفية الأدبية،وستبقى اشارتنا هذه بحاجة للإشارة إلى والاشادة بما اغدقه في هذا المجال الراحل الكبير مدني صالح،والدكتورناجي عباس التكريتي،والاستاذ علي حسين في سلسلة مقالاته ( دعونا نتفلسف) ،التي نشرها في ثقافية ( المدى) وجمعها ونشرها في كتاب حمل العنوان ذاته.

عوالم الكتابة

رجل مكتنز بكل هذه المواهب في عوالم الكتابة والبحث الرصين النزيه،الايحق لنا أن نقف له احتراما،وننوه بجهده،ونقيم له الاحتفال،كما كانت قبائل العرب تقيم المادب إحتفاء،اذا نبغ فيها شاعر،وان نملأ سلاله بالورود والزهور؟

قلت مرة،ان لكل أديب وباحث،كتابايعد واسطة العقد، وهوالذي سيجلب له بقاء ذكر،هل أطمح بعيداً وأقول،خلودا؟! قبل أن يحل اليوم الموعود من الحق المطلق،واعني الرحيل،فان سلسلة كتبه التي ارخ فيها المطبعي حميد،لحيوات العديد من الأدباء والباحثين العراقيين،والتي نشرها ابتداء في جريدة ( الثورة) مُنَجَّمة على هيئة حلقات حملت عنوان (الجذور في تراث العراق الحديث) وكنت اترقب يوم الاثنين من كل اسبوع كي احظى بمطالعة حلقة من هذه الحلقات وما زلت على الرغم من بعد العهد محتفظا بعديدها،وقد احسن المطبعي صنعا، إذ جمع الحلقات هذه ونشرها في كتب يسهل الرجوع إليها،ويحفظهامن عاديات الزمان الذي لا يرحم وهو في سعيه الدائم الدائب نحو اللااين.

ولأن حميدا بن محمد علي المطبعي،ماخلق إلا لكي يقرأ ويكتب وكأني به لا موكل بفضاء الله يذرعه،بل بفضاء البحث والكتابة والقراءة يذرعه،تراه لايكل ولا يمل عن الفتوحات والابتكار،فمنذ أن كنا هو وأنا نتلمس الدرب،درب الكتابة في الملحق الادبي الاسبوعي لجريدة (الجمهورية) سنوات 1965و1966 وحتى توقفه يوم الخميس الاول من حزيران 1967،وتعليقات عبد الوهاب الأمين محرر الملحق القاسية السادية،حتى إذا رسخت به القدم،اصدر مجلته ( الكلمة) التي كانت صوتا مغايرا في زمن صعود الادلجة والرأي الواحد،فاسكتوهاسنة 1974 وكل المجلات الأهلية تباعا مثل (الرابطة الأدبية ) النجفية و(الكتاب) لسان حال اتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين،ومجلة ( البلاغ ) الكاظمية والتي كان يتولى رئاسة تحريرها الشيخ محمد حسن آل ياسين_ رحمه الله- وكان لي شرف الكتابة فيها سنة .1977

عقل موسوعي

عقله الجوال الذي لا يعرف المحال، هذا العقل الموسوعي المبتكر، لايكاد يقف عند لون محدد، فهو بعد أن أنجز موسوعته عن المفكرين والأدباء العراقيين،شاء له عقله أن يبتكر جديداً،وهو أن يدع الشخص المعني يجيب عن سؤال محدد هو: من أنا؟ فكنا ننتظر يوم الثلاثاء من كل اسبوع لنقرأ وبمتعة على الصفحة الأخيرة من جريدة (الثورة) جواب الكبار عن سؤال المطبعي مثل،اساتذتي ابراهيم الوائلي والدكاترة أحمد مطلوب وعلي جواد الطاهر وعلي احمد الزبيدي،والاساتذةعلي الحلي وغربي الحاج أحمد والدكتور أكرم فاضل ومحمد أمين المميز وعبد الرحمن التكريتي والشقيقان المفهرسان العوادان ميخائيل وكوركيس والدكتور صفاء خلوصي وناجي جواد وغيرهم كثير حتى جاوزت الحلقات المئة حلقة.

ومرة أخرى يبتكر المطبعي جديدا ليقدم زاوية عنوانها ( بغداد بين الماضي والحاضر) يكلف أحدا للحديث عن مَعْلَم من معالم بغداد،اوشاخص من شواخصها، ومازلت احتفظ بحديث استاذي ابراهيم الوائلي،النحوي الجليل والشاعر الرقيق عن (مقهى الرشيد).

في سنوات القرن الحادي والعشرين،وقد اختمرت تجارب حميد المطبعي،هوالذي أمضى نصف قرن في عوالم الكتابة والبحث،شاءان يكتب المقال الادبي المصاقب للفلسفة،يكتبه على ورق يحمل اسمه،وبالقلم الحبر،ثلاث صفحات لا يكاد يتجاوزها،مازلت احتفظ بالكثير منها،ظل مواظبا على كتابتها في جريدة ( الزمان) أكثر من عقد من الزمان بدءا من صدور طبعتها العراقية صيف سنة 2003 وظل ممتشقا قلمه ينازل فبه الظلم والظــلام والجهالة والخيبات.

*نص الحديث الذي القيته ضحى يوم الجمعة 9- من اذار 2018 في الندوة التي نظمها " بيت المدى للثقافة والفنون" ومقره شارع المتنبي ببغداد، احتفاء بالباحث الموسوعي والمفهرس والمقالي والمؤرخ حميد المطبعي، وتحدث فيها كذلك، كل من الاساتذة، باسم عبد الحميد حمودي، والدكتور علي حداد، وعلي حسن الفواز، والدكتور داود سلمان العنبكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن