الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التسيير والتخيير، الفصام والتخدير الديني

محمد شودان

2018 / 4 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من يدعي الوقوف على كل التناقضات في مقالة واحدة فقد بالغ كثيرا.
وسأحاول في هذه الأسطر الوقوف على تناقض خطير أسس الأرضية الدموية للفكر والتاريخ الإسلاميين على حد سواء طيلة قرون ولا يزال، أرضية تقوم على ممارسة الإرهاب والترهيب وتقبل نتائجه ما دامت لا تمس الذات الإلهية، وهذا التناقض وإن كان باديا للعيان إلا أنه يجد من طرق التسويغ المخدرة بحيث يسمح لمعتنقي الدين بالتعايش والتكيف معه، بالطريقة التي يعيشها الفصامي تماما.
السؤال الذي يوضح ذلك هو: هل الإنسان مخير أم مسير؟ وقد أسال هذا السؤال الكثير من المداد والدماء، وانا لا أفكر بهذر الوقت عليه، ولكن سأحاول الكشف ما أمكن عن الطريقة التي يتعامل فيها المؤمن مع هذا السؤال في حياته وخاصة حياته التي يشترك فيها مع الآخر المختلف عقديا. والمسلم يقف بين نارين، نار القرآن المكي لما يقول" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" وشبيهات هذه الآية اللواتي تؤكد أن الهداية مسألة ربانية وأن قيادها بيد الله، والتي تخبرنا أن الله نفسه لم يرد هداية الناس فلو شاء الله لهداهم أجمعين كما يقول في آية أخرى أو أأنت تهدي من أحببت... طيب هنا نقف على أن مسألة الإيمان مكفولة ومسطرة سابقا، وأن اهتداء الكافر سير ضد مشيئة الله.
وهنا نقف أمام الله بسؤال: يا سيدي أنت لما لم تشأ أن تهديهم، طيب من حقك لكن لماذا كل هذه المسرحية، لماذا كلفت نفسك بآلاف الّأنبياء؟ ووديان الدماء؟ لو أردت هدايتهم كما تقول فإن أمرك بين الكاف والنون ! وأنت طبعت على قلوبهم الكفر كما قلت، وحتى لو أردت تعذيبهم في الحياة فلماذا تضحي بعبد مؤمن قد تذهب روحه في الحرب؟؟
قد يقف مسلم الآن ويلوي على نفسه الحبل فيقول: نحن لا نفرض الدين على أحد ولم نرغم أحدا، وهذا لن أجيبه فهو لا يحتاج جوابا بل هو في حاجة إلى علاج.
نذهب مباشرة إلى الجانب الآخر ونصافح من يقولون إن الأمر فيه اختيار وليس تسيير، وأن اختياراتك هي التي تحدد جزاءك، وهذا موقف يشجع على المناقشة، فنقول لهم: طيب بما أنه مسألة اختيار فإن الأمر لا يستحق أن نقتل أحدا رفض ديننا، أو أراد الخروج منه، لأنه اختيار، وهذا ما تؤكده الأحداث التاريخية إذ إن الإسلام نشر بحد السيف وليس بالمصاحف، وإن الفاتحين الأوائل انفسهم لم يكونوا مسلمين إلا بالشهادة، فالإسلام لم يكن قد اكتملت تعاليمه، وحتى لما اكتملت فإن الفتوحات الصفة التي وصفت بها الغزوات قد تمت من أجل متاع الدنيا وليس من أجل الآخرة، وهذا كله لا يهم ما يهمنا هنا هو تبليغ الناس وتركهم أحرارا في اختياراتهم لا أن يقول الإله قاتلوهم، اقتلوهم أعدوا لهم، فضرب الرقاب، إلا أن يدفعوا الجزية وهم صاغرين... أهذا يعبر عن الحرية في الاختيار؟
هل يعي العالم أن الإسلام مرض كغيره من الأمراض النفسية، وأنه ينتمي إلى الأمراض التوهمية الداخلة ضمن فصيلة التدين والاعتقاد، إلا ان هذا المرض خطير لأن أداه يتجاوز حدود الفرد، وعليه فإن على العالم أن يتعامل معهم ولاسيما مع العصابات الخطيرة من المسلمين بأنهم مرضى خطرون يجب مواجهتهم لا محاورتهم.
محمد شودان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية