الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثالثة)

ماجدة منصور

2018 / 4 / 9
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


عن نفسي سأحدثكم أيتها السيدات و أيها السادة.
لقد عشت معظم سنوات عمري في عالم شديد الثراء و البذخ.
سأقول لكم ،ببساطة، إن عالمي شديد العهر و فاسد بكل ما للكلمة من معنى...وفي كل ثانية من ثواني عمري كنت أدرك ،وما زلت أدرك، بأني لا أنتمي لهذا العالم من قريب أو بعيد.
أكتشفت أنه لا مكان لحب نزيه أو صداقة حقيقية في عالمي الرذيل و السافل فجميع من حولي ،هم أشد نفاقا و فسقا مني أنا!!
في عالم الرفاهية تضيع القيم الأصلية و تتوه روحي التواقة للخلاص من دهاليز الرأسمالية القذرة.
كنت أصارع من أجل إيجاد معنى السعادة و ما زلت لغاية هذه اللحظة.
نسيت أن أقول لكم: إني مراقبة جيدة لمشاعري و إنفعالاتي وها أنا أجد أن مشاعري قد إبتدأت بالتصحر و الجفاف و إن إنفعالاتي قد أصبحت شديدة التوتر...أصبحت كوتر مشدود تماما.
عرفت فيما بعد، بأنني لست أنا، أنا إمرأة أخرى ...لا تنتمي الى ( أنا).
أصبحت لدي حياتين...حياتي الأصلية و فطرتي البسيطة. و حياة أخرى ..باذخة...فاسدة...حقيرة...مادية...متطلبة...شديدة الكبرياء و التنطع...كثيرة الشكوى...متذمرة...باكية...وخاصة عندما أرى ضحايا الحروب و المجازر التي تٌرتكب على
أيدي الطغاة.
إنخرطت بكل حواسي و من عمق وجداني بكل ما هو مشروع إنساني...لكني وجدت ..و بعد فترة طويلة...بأن أصحاب المشاريع الإنسانية...هم زمرة زعران و قطاع طرق ولكنهم يرتدون ثوب إنساني.
أصحاب المشاريع الإنسانية...يعطون للفقير من الجمل إذنه فقط لا غير.
لقد كفرت بهم بعد أن أمسكت سرقاتهم و إحتيالهم...مسك اليد.
إذا...كيف السبيل للتخلص من ثقل (المادة ) على روحي البسيطة أصلا؟؟
قررت أن أعيش حياة بسيطة بكل ما للكلمة من معنى...أدرت محرك سيارتي...و إتجهت صوب الريف الإسترالي الجميل...هذا الريف الذي طالما عشقته حينما كنت طفلة في سوريا.
ذهبت لوحدي و دون إذن من زوجي.
طالما أذهلني الريف و سحرني شجر الغابات و أسكرني صوت خرير المياه و أطربني صوت الطيور على أغصانها.
لقد إتخذت قرارا لا رجعة فيه....سوف أرجع للعيش البسيط الذي يشبهني/ أريد أن أستجمع بقايا نفسي و روحي ...أريد أن أحيا...كما أريد...فها أنا يدفعني الشوق الجامح كي أعيش ما تبقى من عمري...ببساطة منقطعة النظير.
أريد أن أجد نفسي التي أفسدتها الرأسمالية اللعينة.
في عالم الرأسمالية...أنت تعيش كتمثال صامت ..كريه...لا حياة تدب به و لا روح تطرب للطبيعة و خالقها...فكل ما تنتجه الرأسمالية الفاجرة هو بلا طعم أو لون أو رائحة.
تبا للرأسمالية و مخترعوها الجشعون.
ما لذة الحياة و أنا أرى أطفال سوريا و هم أشلاء ممزقة؟؟
ما لذة الحياة و أنا أرى الظلم يحيط بالعرب من المحيط الى الخليج؟
كيف لي أن أنجو من عذاب ضميري...حين أتناول أشهى المأكولات و أطفح أرقى أنواع الخمر...و صبايا سوريا و اليمن و العراق و فلسطين ...يباعون في سوق النخاسة...لخول خليجي..أو عرصة رأسمالي؟؟
تبا للرأسمالية فهي بلا قلب أو روح أو وجدان.
هيا أيها الفقراء...هبٌوا جميعكم...و إنتزعوا حقوقكم...من كل مارق و عرصة و سرسري و حرامي و إبن كلب...فأنتم أشد إحتياجا للقمة تحفظون بها حياتكم.

فقد بلغ سيلكم...زباه.
أيها الفقراء...لا تأخذكم بنا رحمة أو شفقة...فنحن سبب شقائكم و عذابكم و بؤسكم...نحن سبب حروبكم و دمائكم في رقبتنا الى يوم الدين.
خذوا حقكم بالقوة...فنحن أقوياء قد تمرسنا بأساليب تعاستكم و تعتيركم.
نحن قد صادرنا حق البسطاء بالحياة الكريمة.
نعم...نحن الرأسماليون...قمة النذالة و الوطينة.
نحن المتهمون أمام البسطاء اللذين إستغلينا عرقهم و تعبهم و جهدهم.
تبا لي...و ها هي بصقة أقذفها في وجه كل من إستغل فقيرا ...بسيطا...لم تسعفه الحياة كي يحيا...كبني البشر .
أعتذر لكم أيها البسطاء في كل أنحاء الكرة الأرضية /المستلقية كمصيبةـ في هذا الكون الفسيح.
أقبل أياديكم...و أمسح دموعكم..و أسعفكم بما إستطعت.
أنتم ملح الأرض و ضمير الله...و ما نحن إلا سارقي قوتكم ..وعرق جباهكم الكريمة...نحن الأنذال...و أنتم الأسياد.
فهل تقبلوني بصفوفكم أيها البسطاء؟؟
عنكم سوف أتحدث...وها أنا قد نذرت عمري...كي أكون خادمتكم.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أرجو المعذرة
ماجدة منصور ( 2018 / 4 / 9 - 04:53 )
أرجوكم المعذرة لأخطائي النحوية و الإملائية...هذه لغتي و لا أعرف غيرها0
دمتم بخير جميمكم

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير