الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاهره كبيره تحتفل بعيد الطهر...

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 4 / 9
الادب والفن


العاهرة الكبيرة تطهرت من ثياب العمل
ونادت
اليوم يوم الفضيلة
فتنادت لها الباغيات بالتلبية
ثم وثم صار اليوم عيد الطهر
أسدلت على وجهها المشيخ بقطعة حرير
حتى لا يفزع الأطفال الخائفون من صوت الرصاص
ودوي الطبول التي تقرع
وذهبت تبحث عن أقرب معبد مفتوح
كانت الأبواب كلها مفتوحة
وحتى الشبابيك مشرعة
فاليوم يوم الطهر
والأخرون في فرحة العيد......
ولأن الناس تبحث عن معبد يسكنه الله
تزاحم الخلق عند باب بيت السلطان
فهو خليفة الرب والنائب عنه إذا غاب
ولأننا وثنيون بالفطرة
قدمنا الأضاحي تحت النصب القديمة
وأختاروا عروسا لم تطمث بعد
أن تكون القربان الجميل
في العام الفائت كانت ذات العروس أضحية
كلما أرادوا لها أن تموت
يبعثها الرب في يوم الطهر لتكون الضحية
وبين عيد وعيد ينبت الزيتون على أثار أقدامها
وقطرات الدم تصبح شجرا من ياسمين
ودموعها بقدرة السماء صارت غابات نخيل
على ضفتي نهر شقيق
في التاسع من نيسان
أشعلوا النيران في المعبد المجيد
وتراقص المحتفلون على جسد غر.... تلطخ بعارهم
فيما السلطان يمارس طقوس العيد
والعاهرة الكبيرة تغويه بالعري المقدس
كان الدم المباح يرسل لنا إشارات مفهومة
أن لا تخافوا ولا تحزنوا
الأرض لا تنبت أشواكا ولا النهر يجري بالصديد
راودها المجذومين عن نفسها وهي قتيلة
ورقص الأغراب على شرف القبيلة
بعض الكهنة المأبونين بالجبن تظاهروا بالشجاعة
ونزينوا للعيد
بسيوف من خشب
لا نصب ولا تعب
فبعد كل عيد يخلع السلطان أرديته الثقيلة
وينام في مخدع الرذيلة
ليباركه الرعاع
على حسن الفعيلة
ويلبس تاجا جديدا
وتتجدد أحلام المهوسيين بالدم
كأن العالم يموت بلا روح
حين تتمزق أوداج القتيله
ويشرب المحتفلون كأس الخمرة المسمومة
فتراهم
سكارى
حتى موعد العيد القادم....
من نحر القتيلة ليس المؤمنون بالسماء
بل من أشياخ العشيرة.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد