الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مقولة النسب عند طه عبد الرحمن

حمزة بلحاج صالح

2018 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عاب طه عبد الرحمن على الجابري مثلا لا حصرا نزعته العروبية و المغاربية مقابل المشرقية و الرشدية البرهانية مقابل العرفانية المستقيلة في نظر الجابري و التجزيئية مقابل التكاملية التي وصف بها نفسه طه عبد الرحمن و التجريدية

لكنه وا أسفاه قال طه عبد الرحمن بالنسب و المدلول المعنوي للنسب باعتباره خاصية من بين أخرى للعمل الخلقي المغربي و هو يتناول الإسهام المغربي في التراث الاسلامي حتى وقع في اشكالية تميز و تعالي المغرب على المشرق

حيث حاول عبثا أن يقنعنا بإمتداد الإسهام المغربي في مصر على مستوى التجدد الأخلاقي

بل ذهب الى حد القول بمساهمة المغرب في محو المظاهر التجريدية و التسيسية من خلال أمثلة قاصرة و باهتة و غير كافية لتغطية دعوى طه عبد الرحمن الذي ظهر متعسفا بوضوح في لي عنق الحقيقة و تأويلها كما يقال تأويلا بعيدا و شططا

لا يوجد أعتى من المناطقة و علماء الكلام في التجريد و لا أكثرهم إغراقا فيه

و قد مارس طه عبد الرحمن في مواطن عديدة التجريد من غير لزوم أحيانا

بل الدوران و توظيف مصطلحات منحوتة جديدة كثيرة على أساس فلسفة اللغة أكثر منها الفلسفة

فكان جهازه المفاهيمي لغويا و بيانيا بشحنة إشارية يغلب عليه الإسراف و الإسهاب و المبالغة في سرد مصطلحات لا قيمة لها أحيانا

إنها لمفارقة عجيبة و غريبة أن يقول فيلسوف حر بمقولات النسب في هذا القرن مهما قدم مريديوه من تعليلات و تبريرات

في حين يسمح طه عبد الرحمن لنفسه بمعاتبة الجابري الذي استخدم ببعض التعاطف نزعة تبجيلية جعلته يخص المغاربة بخاصية العقلانية دون المشارقة و قد رفضتها و مارست عليها من قبل ملاحظاتي النقدية

طه عبد الرحمن يتحدث عن خاصية النسب و غيرها بعنوان المغرب لا المغرب العربي على خلاف الجابري و من ثمة فهي نزعة ضيقة و شعبوية لا فلسفية

طه عبد الرحمن خسر الفلسفة و خسر التاريخ و هو يتحدث عن دور المغرب في محو التجريد و التسيسس و تأصيله التأنيس و سوف أبين تهافت مفرداته تلك من غير دقة و ضبط فلسفي من جهة و سأعود إلى موضوع التأنيس مقابل التسييس و هي مسألة هامة

توسل طه بأمثلة من التاريخ متعجلة و سطحية فلا هو تناولها كمؤرخ أفكار و مؤرخ الأفكار هو بلا منازع مفكر و فيلسوف بامتياز

و لا هو قام بتحليلها كنظم معرفية فكان ايبستمولوجيا و فيلسوفا

فخسر الاثنين معا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص