الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد ابن خلدون!

توفيق أبو شومر

2018 / 4 / 11
كتابات ساخرة


كَتب فخرُ علماءِ العرب، ورائد علم الأنثروبولوجيا، عبد الرحمن بن خُلدون، كتابَه المشهور، "العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أحوال العرب والعجم والبربر، ومَن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" هذا الكتاب ذو العنوان الطويل، اشتُهرتْ فيه مُقدمتُهُ، لما تحويه من إبداعات فكرية خالدة، تصلُح لكلِ زمان ومكان.
كتَبَ في المقدمة عن أطوار الدول في العالم، فقال:
"تمرُّ الدولُ بالأطوار التالية:
طور الاستيلاء على الحكم، وانتزاعه من الدولة السالفة، أمَّا الطور الثاني فهو طور الاستبداد، واصطناع الموالي والرجال، لغرض (جدع) أنوف أهلِ عُصبته، ممن شاركوه في الاستلاء على الحكم، والثالث، طورُ الفراغ والدّعة، وتحصيل ثمرات المُلك، تحصيل المال، وتخليد الآثار، حيث يُركِّز الوالي على جباية المال، وتشييد المباني، هذا الطور هو آخر أطوار قوة الدولة.
أما الطورُ الرابع، فهو طور المسالمة، والقنوع، حيثُ يحذو الوالي حَذوَ مَن سبقوه، حذو النعلِ بالنعل.
أما الطورُ الخامسُ، هو طورُ الإسرافِ والتبذير، حيث يُتلفُ الوالي ما جمَعَهُ سابقوه، في سبيل الشهوات والملاذ، ويعمدُ إلى اصطناع إخوة السوء، وخضراء الدَّمِن. (أي، المخادعون الغشَّاشون).
في هذا الطور تبدأ حالةُ الهَرم، والعجز، والانهيار في الدولة، ويستولي عليها المرضُ المُزمن، ولا يكون لها معه برءٌ إلى أن تنقرض." انتهى الاقتباس من المقدمة.
عذرا، ابنُ خلدون، لقد تجاوز أحفادُكَ هذه الأطوار، واصلوا مسيرة الهَرم والمرض، بعد الانهيار والانقراض الذي أشرتَ إليه،
أيها المفكرُ الكبير، يا مَن تتلمذ على يديك مفكرو العالم، الأنثروبولوجيون، والجغرافيون، أضف إلى نتائج أبحاثك عن أعراض سقوط وانهيار الدول، أطوارا أخرى،
مثلُ طور رَهْن الدول، فقد َأصبحتْ دولٌ عديدة عقاراتٍ مرهونةٍ في بورصات، وصناديق المال في الدول الأجنبية، وصارتْ الشعوبُ كذلك رهائنَ في أوطانها، افتنَّ كثيرٌ من الحكام، في تصميم قوانين جائرة، لا تنطبقُ إلا على الضعفاء والمقهورين.
ما أكثرَ الدولَ التي رهنتْ شعوبَها، وثرواتِها، عند أباطرة المال في الدول الكبيرة! لغرض إدامة حكم وُلاتها، فقد حوَّل الولاةُ، والسلاطينُ، والحكامُ، دُوَلَهم إلى وسطاءَ، ومندوبي إعلانات لمنظمة التجارة العالمية، وأصبحتْ دولٌ كثيرة تعمل بنظام السُّخرة، والعبودية، في بلاط هذه المنظمة الإمبريالية،
كما أنَّ بعضَ ولاة الدول لم يكتفوا بذلك، بل أصبحوا يتنافسون على استرضاء (الأجنبي)، يفخرون بأنَّهم يشترون السلاح منهم، ليَحموا ملكَهم، وعروشَهم، ويشترون أقواتهم من إنتاج غيرهم، ليُعززوا فقر أهلهم، حتى ينشغلوا بأنفسهم عن منافسة الحاكم والوالي!
لم تعشْ –سيدي- لترى أسوأ كارثةً حلَّتْ بنا؛ فقد أصبحتْ دولٌ كثيرةٌ تستجدي الدولَ الكبرى لكي تُؤسس فوق أرض بلادها القواعدَ العسكرية الأجنبية، لم يفعلوا ذلك سِرَّا، بل صاروا يعتزُّون، ويفتخرون بوجودها فوقَ أرضهم، لأنها تُديم بقاءهم، وتُعزز ثرواتهم!!
سيدي ابن خلدون، أنا متأكِّدٌ بأنكَ، كنتَ ستُضيف إلى نظريتكَ فصلا جديد، لو عشتَ بيننا!! وهو:
" آليات تحويل الدول إلى كيانات وظيفية، أي، مقاولين مِن الباطن، يُنفذون مشاريعَ الدول المهيمنة، فما أكثر قادة الدول الذين تحوَّلوا إلى شرطةٍ للقوي، يُنفذون أوامره.
وما أكثرَ الذينَ باعوا ثرواتِ بلادهم للقوي بأرقامٍ في بطاقة، الفيزا كارت، الخاصة بهم، بشرط أن تظلَّ أموالُهم في خزائن الأجنبي، يُنفقونها في بلاد الآخرين، على الرغم من جوع أهلهم وذويهم!
لم تعشْ، سيدي، لترى حدود بلاد العرب كيفَ أصبحتْ محظورا دخولُها لحاملي أختام، قحطان، وغسان، وعدنان، مفتوحة فقط، لدايانا، ومارغريت، وجان!
سيدي ابن خلدون، لم تَعشْ لترى حلم شباب العرب الأكثر شهرةً، أن يستبدل الشابُ العربيُ هُويَّته القحطانية، بهوية أجنبية، يفخر بحملها!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن خلدون والصراف الالي
شجاع وبيخاف ( 2018 / 4 / 11 - 14:03 )
اخي توفيق تحية
من بداية اجتماعات طاقم م ت ف مع بليترو في تونس او للاختصار طاقم عرفات كنت بالمصادفة في قراءة لمقدمة ابن خلدون وبمراجعة لمقررات المؤتمرات الوطنية المبطنة والباطنية ذات الاكثر من تفسير لتصب حيث يلزم لمصلحة الكومبرادور الفلسطيني ولاختصار المعنى كي لا اتهم بالفذلكة اللغويى يعني اللي مستعد يبيع كل شيء من اجل المال
ومع استفحال المجاعة بالصومال والتدخل الامريكي فيه تفتق لامريكا وشلتها صوملة القضية الفلسطينية كافضل سبيل لانهائها بالمال بطريقة لا توحي بيع الاوطان وانما سلطة فلسطينية تجبي الضرائب من اللاجئين والقابعين تحت الاحتلال وهذه من جرائم الحرب حسب ميثاق جنيف للسكان القابعين تحت الاحتلال وكانت شلة عرفات قد دحشت في المقررات بشكل خبيث سلطة وطنية على اي ارض فلسطينية( محررة
باشرت اعمالها وبسرعة كبيرة تم تشكيل طبقة حاكمة من ابوات الفصائل وانسباءهم طبقة التجار الفاسدين وابناء الاستعمار سفاحا من عائلات منحطة سموها عريقة وعراقتها هي بالعمالة للاستعمار والاحتلال ولحكم الشيطان ان لزم لتمسك بالاقتصاد وتشكلت عشيرة الصراف الالي فالولاء صار بسبب الصوملة لمن يجلد ظهر ابي ب
ATM


2 - صوملة القضية الفلسطينية
توفيق أبو شومر ( 2018 / 4 / 11 - 15:01 )
ما جرى للقضية الفلسطينية أُسميه، ما بعد الصوملة، وما بعد التجرنة، جرى تقسيمها بين أبنائها، .أكثر من تقسيمها بين أعدائها للأسف

اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع