الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي الانتخابي لدى الناخب العراقي

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الوعي الانتخابي لدى الناخب العراقي

وما هي إلا أيام وتفصلنا عن موعد الانتخابات،والعنوان البارز في الشارع التشاؤم وعدم التفاؤل ، ولأسباب معروفة من الجميع ، وما سبقته العملية الانتخابية من مقدمات من قانون انتخابات وبقاء نفس الوجوه، دون تغيرات جذرية وحقيقة ، لا تنسجم مع رغبة الكل ، ومطالبات بعدم المشاركة والمقاطعة ، ودعوات أخرى تدعوا إلى المشاركة من اجل التغير 0
لنقف اليوم ونسال عن وعي الناخب العراقي بين الأمس واليوم، رغم نتائج الانتخابات القادمة والسابقة، ومن يفوز أو يخسر ، ونسبة المشاركة القادمة كيف ستكون وفق ما تقدم ، لان بناء وعي حقيقة لدى الناخب لا يأتي عن طريق الشعارات أو الدعايات بل ، من خلال تجارب مريرة ليكون وعي الجميع في مستوى يرتقى مع أهمية الانتخابات وأفرزتها 0
تاريخ البلد لأكثر من قرن لم يشهد عملية انتخابية حقيقة ، وما جرى معروف من الجميع خلال تلك الحقبة الزمنية ، رغم تعدد أنظمة الحكم التي حكمت البلد ، من الملكية والجمهورية ، وطبيعة فكر الحكام ، بين الشيوعية والقومية وغيرهم ، والإسلاميين وموقفهم من الانتخابات ، لتكون المحصلة النهائية للناخب سلبية للغاية 0
وبعد 2003 انتهت سنوات العجاف الصعبة ،ليكون الناخب في تحدي اكبر مما سبق، وأصبحت كل الأمور مختلفة عن السابق بدرجة 100 % ، لتكون أول انتخابات بمثابة الاختبار الأكبر لهم ، لكن وعي الناخب مبني في مستوى غير مستوفي لطبيعة المطلوب منه ، بسبب ماضي لم يعطى فرصة للتعبير عن رأيه بحرية وشفافية ، لأننا كما أوضحنا لم تجرى انتخابات بمعناها الحقيقة إن صح التعبير ، ومرحلة حرجة وضغط كبير علينا بسبب ظروف مرحلية ، لان الكل يعرف الوضع كيف كانت في الانتخابات الأولى من وجود قوات احتلال ووضع البلد يرثى له 0
واليوم وبعد تجربة عدة انتخابات جرت ، أصبح وعي الناخب في مستوى متقدم جدا عن كل الفترات التي مضت ، لأننا عشنا واقعها بشكل مؤلم للغاية ، وما تحملنا يصعب على الغير في شتى المجالات 0
لذا يدرك الناخب العراقي إن مشاركته لا تتعدى عن وضع علامة في مربع وتنتهي المسالة ، بكل سيكون هو من يتحمل عبء هذا الاختيار ، ومصير شعب بأسره يتوقف على هذا الأمر 0
ومن جانب كسر المفهوم الطائفية ومن يستفد منها ، في تمرير مشاريعه الضيقة ، وبدأت الصورة تتضح يوم بعد يوم ، بمعنى الاختيار يتم وفق الكفاءة والنزاهة مهما كان دينه أو مذهبه وانتمائه ، وبعيد عن إي حسابات أخرى ، وهذه ما تؤكد عليه المرجعية مرر وتكرار ، ليميز الناخب على الأغلب ، وضع المرشح من كل النواحي ، لأنه اليوم يمتلك وعي و رؤية ثاقبة للأمور ، ولدت من رحم تجربة مريرة وفترة حمل صعبة للغاية ، ليولد فكره لديه يصعب على الغير ،تمرير إي أمر على الناخبين بسهولة 0
هناك قضية أخرى يجب الالتفاف إليها ، هذا الوعي الذي بدء في تصاعد مستمر ، جعل الأمر ليس فقط في باب المشاركة والاختيار ، بل شجع الكثيرين على الترشح وبقوة ، مع توفر الفرصة لذلك ، وانعدام الحلول من القائمين ، حتى لو لما يمكن في المستوى المطلوب ، لكن المسالة ستتطور على نحو اكبر ،لان الحاجة للتغيير والإصلاح مطلب الجماهير 0

قد لم تحن الفرصة ليكون لدينا انتخابات حقيقة وشفافة ، ليعبر الكل عن رأيهم بحرية ودون معوقات ، سنشهد انتخابات لم يشهد البلد في السابق في كل شي ، والمنطقة بأسرها ، والأمر هنا ليس من باب الأمنيات أو الحلم ، لكن تعلمنا إن نهاية الظلم والفساد لم يدم طويلا ، لنكون إمام عملية انتخابية متكامل من كافة الجوانب ، لينتخب من يستحق ذلك ، ويكون على قدر المسؤولية ليخدم البلد وأهله ، لان جاء انتخبه من وعي ناخب عراقي يعي تماما أهمية الانتخابات والاختيار 0


ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير