الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة القرن ويوم الأرض

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 4 / 12
القضية الفلسطينية


أظهرت احتجاجات الأرض التي قام بها الفلسطينيون في الأيام الأخيرة أن القضية الفلسطينية مازالت حية، وأن كل ما كان يحاك في الغرف المغلقة وعلى متن اليخوت من أجل دفن القضية وجعلها نسيا منسيا ليس أكثر من خيال مريض لن يكتب له التحقق على أرض الواقع.
وقديما قالوا ما ضاع حق وراءه مطالب، وخاصة لو كان هذا المطالب يبذل الغالي والنفيس في سبيل حقه ولا يتوانى عن الجود بحياته في سبيل بقاء هذا الحق حيا.
لم تفلح سنوات العزل والحصار والتنكيل في اثناء هذا الشعب العنيد عن المطالبة بحقه، فكل منهم مشروع شهيد ونساءه أقوى من رجاله ورجاله أقوى من رجال الأمة العربية مجتمعين، وأطفاله يولدون رجالا، وكل فرد فيهم هو مشروع شهيد، كيف بربك يمكن لأمم الأرض ومؤمراتهم أن تسلب من هذا الشعب حقه.
إن أعداد الشخصيات السياسية التي كان مبرر وجودها الوحيد في مناصبها هو الاتجار بالقضية الفلسطينية في عالمنا العربي أكثر من الحصر، وأخرهم هؤلاء الذين يعملون على قدم ساق ومنذ تولي ترامب السطة لاقرار صفقة القرن التي بموجبها يتنازل الفلسطينيون عن حق العودة وعن انشاء دولة مستقلة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية.
إن هذه الصفقة وحدها كانت المسوغ الذي به يتغاضى العالم عن ما يفعله السيسي بمصر وما يفعله بن سلمان وبن زايد في اليمن، فالصهيونية هي ما يسير العالم الحديث وهم يملكون المال والاعلام والقدرة على توجيه الجماهير وجيوش من المتجسسين والمتسللين ويمكنهم بوسائلهم أن يضعوا شخص كان مجرد ترشحه لمنصب الرئيس مدعاة لسخرية العالم أجمع في كرسي الحكم.
لقد أمن هؤلاء أن بإمكانهم فعل أي شئ والتحكم في كل شئ وايصال أي شخص مهما كان فقيرا في الموهبة وغبيا وتافها للسلطة وتحريكه والتلاعب به لتنفيذ رغباتهم ومخططاتهم من موقعه، إلا أن ما غفل عنه هؤلاء وما لم يحسبوا حسابه أن أرض فلسطين تنتج في كل يوم عهد وفي كل ساعة جندي جديد لا يضن على أرض بلاده بالدماء.
إن ما يحدث في مصر من تنازل عن تيران وصنافير للتخلي عن الف كيلومتر مربع من سيناء لصالح مشروع نيوم لبيع الأراضي والعقارات والشركات والمصانع للسعودي والكويتي والاماراتي وتجريف ثروات البلاد واغراقها في الديون كان كفيلا بأن يجعل الدنيا تظلم أمام أكثر الناس تفاؤلا وخاصة بعد أن تمكن السيسي من انتزاع أربعة أعوام جديدة لنفسه كفيلة بالقضاء على ما بقي من ممتلكات للدولة المصرية، ولكن مشهد الفلسطينيون في يوم الأرض وما تلاه من أيام يعيد الأمل ويجعلنا نقف احتراما أمام هذا الشعب الشامخ الذي نتمنى لو أن ما يجري بعروقهم من دماء يسري في عروق باقي العرب الذين أصيبوا بفقر في الدم والكرامة والنخوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص