الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يتدخل المثقفون لحماية وطني؟ -البروفيسور رابح لونيسي قدوة-

بوشن فريد

2018 / 4 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


متى يتدخل المثقفون لحماية وطني؟
"البروفيسور رابح لونيسي قدوة"
"أصبح البؤس في الجزائر حرفة يومية يمتهنها المواطن في مختلف مفاصل يومياته التعيسة", بهذه الجملة أفتح باب القصيد, وأقول:
إن وطني الحزين "الجزائر الغالية", وطن خلقه الله ليقود شعلة الأمل في شمال إفريقيا خاصة, وفي الدول المجاورة الشقيقة والصديقة, بحكم الإمكانيات الطبيعية والبشرية والجغرافية والتاريخية والثقافية التي سخرها الله له, إلا أن الفشل الممنهج يطوف أرجاء البلد, جمد مؤسسات البلد, أنهك جماجم المثقفين والنخبة الذكية, وتحول إلى ديانة يومية يمارسها الجزائريون بكل قداسة وقناعة, وهم مدركون في قرارات أنفسهم, أنهم ما خلقوا في الجزائر ليصيروا عبيدا أو صخورا جامدة لا تشعر بالمطالب الاجتماعية والحرية والممارسة الفكرية, والحق أقول لكم, أن وطني أصبح غرفة إنعاش لا تصلح إلا لتخزين البؤساء وفاقدي البشاشة الإنسانية, وأنا كمواطن جزائري, كصحفي جزائري, قبل أن أعاتب الأزمة التي نحن فيها, ينبغي علي أن أدرس أسباب الأزمة التي لم تكن حسب نظري أبدا أسبابا سياسية مطلقة, وإنما مجمل المعاناة التي يتنفسها الفرد الجزائري في ربوع الوطن ناجمة أولا عن افتقارنا لنخبة فكرية ثقافية مناضلة لا تساوم في قناعاتها وأفكارها, وقد أختلف كثيرا مع المناضلين السياسيين المنخرطين في الأحزاب الكارطونية الفاقدة للوزن الشعبي وشرف التمثيل السياسي بسبب ممارساتها السخيفة التي لا تختلف كثيرا عن أحزاب المنظومة الحاكمة في شيء, نعم قلت أختلف معهم في مجموعة من الأفكار الأساسية والضرورية التي أبني عليها خريطة تفكيري, فهم يؤمنون أن بالسياسة وحدها, وبالانتخابات النزيهة فقط يمكن دحر مكانيزمات السلطة الحاكمة, والحقيقة أن الأنظمة الشبيهة لنظامنا السياسي الغامض جدا, والمبنية على أسس العنف المدستر واستغلال جهاز العدالة والشرطة في قمع كل فكرة تنادي للتغيير أو ثروة تطالب بالتحرير, لا تعترف أصلا بما تفرزه صناديق الاقتراع, كما لا تتحف أبدا بمشاعر الأمة, ولكن في حالة ما إن تدخلت النخبة المثقفة التي تعج بها البلاد, واحتجت بقوة فكرها ونبل أقلامها, واتحدت فيما بينها, كأن تؤسس لرابطة أو مبادرة وطنية, فحينها فقط ترتجف أجهزة النظام بكاملها, فقد يعتبرني البعض أني أجامل أو أحلم حلما سخيفا, ولكن الحق أقول, أن تعجرف الأنظمة العربية المتشبعة بالكره الوطني, والمنفصلة كل الانفصال عن روح الشعب والأمة, دوائها الوحيد هو صوت النخبة, فعادة ما تجسر كلمة مثقف ما في تغيير المجتمع كله, وثم قيادته نحو تغيير أعظم, والمتمثل في تغيير طريقة تفكير حاكمه أو نظامه السياسي, فدون إقحام المثقفين الشرفاء في عملية التغيير فلا فلاح لأي مبادرة تأتي من الساسة, وأنا هنا لا أقلل من دور السياسيين, لكن في السياسة يمكن لأي واحد منا أن يبيع نفسه بمنصب أو وعود انتخابية أو غيرها, ولكن المثقف الجريء والنزيه فمهما حاولت خزائن الأنظمة ترويضه وإغوائه, فلا يرضى بذلك, لأن المثقفين الحقيقيين على شاكلة البروفيسور في جامعة وهران رابح لونيسي, أؤمن بأنهم لم يخلقوا للبيع وإنما لقيادة التغيير ولم شمل الأفراد, فمتى يتدخل المثقفون من أجل حماية وطني؟.
بقلم: الصحفي فريد بوشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة