الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال قلّ نظيرهم في تونس : حمة الهمامي.

بسام الرياحي

2018 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد الساحة السياسية التونسية في السنوات الأخيرة حركة إنتدابات وتوافد لوجوه سياسية ربما ليس لها "ماضي نضالي" في مقارعة الإستبداد أو ربما إمتهنت السياسية لحظة صدفة أو حكمت عليها تحالفات ومصالح بالظهور، في المقابل هناك ضمور لبعض الوجوه التي قدمت الكثير في سبيل الحريات وقضايا حقوقية ومنهم بعض العائلات الفكرية والسياسية المعروفة مثل أحمد نجيب الشابي وفقدت تونس مؤخرا المناضل صالح الزغيدي ابن اليسار دون تعريج لائق بمقام الرجل لا في فعاليات رسمية أو حتى إعلامية. حمة الهمامي هو ذاك الرجل المنتمي لعائلة اليسار التونسي لم يندثر كما لم تندثر مواقفه ولا طاقته كما عهدته تونس وشعبها . عندما نتحدث عن الهمامي لا نستطيع تلافي تاريخ الرجل الحافل منذ عهد الحبيب بورقيبة وخلفه في السلطة والتجمع زين العابدين بن على، مسيرة التعذيب والإذلال والإعتقال بعد ما كان صوت عالى في الجامعة وفي فصيل حزب العمال الناشط داخل أسوارها النقابيين الثوريين سابقا وإتحاد الشباب الآن ،توجت تلك الحقبة بالنفي والإبعاد ولكن لم يكن مآل تلك الأصوات بما فيها حمة الهمامي الضمور بل قارع وصارع آلة نظام بوليسي قمعي مارس التعذيب داخل أقبية وزارة الداخلية وفي مراكز الأمن والإيقاف...بين الأمس واليوم تتغير الساحة السياسية في تونس، أحزاب طوفان من السياسيين، شعارات وأبطال إفتراضيين ونمور ورقية تدخل حلبة السياسة والكل يتشدق بأقوايل وتآليف حول العهد البائد وروايات بوليسية وهمية فاضحة وتقمص زائف لثوب المناضلين الثابتين على المبدأ والعهد، إعلام ومواكب ،هيئات وتعويضات ،تمويلات وسفارات... لم نكن يوم في تونس نتصور حجم ما يمكن أن يحصل من فلتان للخطاب والقيم في السياسية بعد ما كان قلة من ذوي القلوب الصادقة والعزائم القوية والفتية قادرون على إطلاق كلمات مناهضة لنظام بن على.حمة الهمامي بعد تجربة في حزب العمال هو اليوم على رأس الجبهة الشعبية أبرز القوى السياسية المعارضة وأكثرها دعما للتحركات الإجتماعية الشعبية ضد البطالة وخيارات الحكومة المكرسة للمديونية والتفويت، لا يزال ثابتا حتى مع أصوات التشكيك والإدعاءات حول ثروة الهمامي، يكسر التشويه يتصل بدائرة المحاسبات، بعض المال القليل لا أملاك وبيت على ملك أخ زوجته الحقوقية المعروفة راضية النصاروي.اليسار لا يريد التغير؟ وإتهامات بالمراهقة السياسية ؟ يجيب الهمامي الإستغلال لم ينتهي كما أن الفقر يزداد هل تغير واقع تونس حتى يتغير خطابنا ويضيف نحن نرد بالمقترحات والحلول والبرامج بينما يجيب خصومنا بالإتهامات وتضليل الرأي العام. السياسة فن الممكن وهي إدارة للأفكار وقرأة للتوازنات والتحالفات، حمة الهمامي ربما قام بأخطاء وسوء تقدير وربما إختار الحليف غير المناسب لكنه يبقى من بين قلة من السياسيين في تونس المتمتعين بالنزاهة والجديرين بالثقة والاحترام رغم أصوات التشويه والتدجيل، الأهم حمة الهمامي يجد صدى لأفكاره في أوساط الشباب الطامح للكرامة ولتغيير واقع بلده ولأصوات أمل وشرف مثل هذا الرجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا