الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب يعرف أكثر

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لفت نظري ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفترة الأخيرة عندما هدد بالانسحاب من سوريا اذا ما لم تمتثل السعودية والامارات لمطالبه وتدفع المال لقاء حماية عروش أيلة للسقوط تعيش على قبلة الحياة التي تنفثها فيهم المقاتلات الأمريكية الرابضة في القواعد الأمريكية التي تمتد على مساحات واسعة من اراضيهم.
وعلى العكس لم يستخدم ترامب نفس الاسلوب الفج مع أمير قطر الذي يعمل على استرضاء شرائح واسعة من ابناء شعبه ولا يتركهم نهبا للفقر والمرض ما يجعله مؤهلا للحصول على تأييد شعبي يعطيه شرعية يفتقد اليها الكثير من رؤساء وملوك الدول العربية، وهو ما يجعلهم مضطرين لشراء شرعيتهم بأموال شعوبهم المنهوبة من الدول العظمى عبر صفقات السلاح التي لم تكفل لهم الحماية وضخ اموال بلادهم التي يضنون بها على رعايهم في اقتصاد الدول الغربية بدلا من الاستفادة بها في تقليل معدلات الفقر والبطالة في بلادهم.
لا يتعلم هؤلاء من دروس التاريخ لا القريب ولا البعيد والتي تشير كلها باتجاه واحد ساطع لا لبس فيه الى أن الحاكم الذي لا يكون مبرر وجوده هو خدمة بلاده وشعبه وحماية مصالحهما تكون نهايته درامية للغاية ويذهب غير مأسوفا عليه الى مزابل التاريخ.
ان الكثير من رؤساء وملوك العرب ممن يعيشون في رفاهية أسطورية وينفقون ببذخ مازالوا يعيشون في وهم أن الاحتماء بالقوة وحدها هي ما يمكن ان يضمن لهم البقاء ويحمي وجودهم ومصالحهم ولذلك يسمنون كلابهم من عناصر الأجهزة الأمنية مقابل تجويع الغالبية العظمى من شعوبهم غير منتبهين الى أن كثرة التسمين تضعف القلب وكثرة الجوع تجعلك في النهاية تأكل لحم سجانك.
إن عقولهم غائبة بسبب شهوة الحكم وسكرة القوة والنفوذ حتى ليصل الأمر بأحدهم أن يقولها صريحة بأن العدالة الاجتماعية مطلب براق ولكنه يهدم الدولة، هذا هو منطقهم المختل وفكرهم المريض الذي يؤمن بأن هناك طبقة من الأسياد المنتفعين التي يمكنها الحصول على كل شئ ولو كان ذلك على حساب تجويع الغالبية العظمى من ابناء الشعب وتركهم نهبا للمرض والجهل، فكيف لشعب جاهل مريض فقير أن يثور أو يطالب بحقوقه أو حتى يدرك بعد سنوات من القهر والقمع والافقار أن له حقوق أكثر من حق التنفس والسير الى جوار الحائط.
ان هؤلاء الحكام والطبقات المنتفعة من فسادهم يحملون غلا وحقدا غير عاديا على كل انسان يحب بلاده حبا خالصا حتى يضنيه ان يراها نهبا للصوص يعيثون فيها فسادا وتخريبا، فينكلون به ويحسابونه على ما لديه من شرف ومبادئ بدلا من أن يحاسبهم هو على فسادهم وجرائمهم في حق البلاد والعباد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة