الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرة ومفاتيح التغيير الداخلية

جمال سلمان

2018 / 4 / 15
الصحافة والاعلام


بعد سنوات على الدور الهزيل والغير مأمول الذي لعبته قناة الحرة الأميركية تحت قيادة متسلطة فاسدة من موفق حرب وانتهاء بدانيال ناصيف اللبنانيين والمحسوبين على المحور الايراني ضمنا وتصرفا، والتي سلخت عن المحطة الأميريكية هويتها الأميريكية ولتتحول لمحطة لا تنشر ألا ما يخدم إيران وحلفائها مع تجنب نشر الأخبار والمواضيع التي قد تخدم الادارة الأميركية وتوجهاتها ضد أجندة إيران وكل من يسير بنفس الخط. فموفق حرب كان رجل حزب الله وأدخل المحطة في فساد مالي وأعلامي حتى انكشف ومن ثم أكمل الدور دانيال ناصيف العوني الذي وضع من حوله أشخاص في مناصب قيادية لوضع هوية هزيلة لقناة الحرة بما يخدم مصالح إيران ومن في فكرها في معاداة أميركا، حيث استجلب شخصيات لبنانية وعراقية وسورية موالية للأنظمة المعادية للولايات المتحدة الأميركية، وحلفائها في الخليح والعالم العربي ، فقد جلب مديرا للأخبار مواليا لنظام الأسد بعد أن صرفته قناة الجزيرة عام 2011 بسبب دفاعه عن نظام دمشق،ليجد مكانا لأجندته في قسم الأخبار بالحرة، مع دعم كبير من الإدارة السابقة حيث اعتمد هو ودانيال ناصيف على أظهار أخبار سطحية وغير شفافة ،مع الابتعاد عن كل السياسات الاخبارية المعادية ل إيران والنظام السوري وحزب الله، وعدم نقد قطر وسياساتها، والاعتماد على مصادر اخبارية موالية لطهران ودمشق،واستضافة شخصيات مدافعة عن هذا التوجه. أيضا أعتمد حسان شويكي مع دانيال ناصيف على توظيف صحافيين وأشخاص يحملون نفس الأفكار الايدولوجية، مع تهميش الصحافيين المعارضين والليبراليين. ولهذا باتت الحرة أقل قناة من حيث المتابعة والمشاهدة لدى الجمهور العربي.
في زيارتي الأخيرة إلى بيروت للمشاركة في ندوة أعلامية ،ألتقيت بمجموعة من الاعلاميين والصحافيين من جنسيات مختلفة، ودخلنا في نقاش حول واقع الاعلام العربي، فأبديت رأيي أن الحرة أفضل قناة من خلال طرحها وأفكارها وأعلامييها، فضحك صحافي لبناني قائلا " ليس كذلك فأنت لا تعرف شيئا". فبدأ يتحدث لنا عن تفاصيل عن الحرة جمعها من زملاء له عملوا في المحطة لسنوات . يقول: الحرة لديها تمويل كبير بملايين الدولارات ولكن بسبب الفساد لا احد يعلم كيف تصرف الأموال ، ورغم الحرية الكبيرة التي تمنحها الادارة الاميركية لهكذا اعلام في التغطية والشفافية والاستقلالية ،لكن وجود القناة تحت أدارة دانيال ناصيف ومسؤولي الأقسام الذين اختارهم بعناية ، وظف القناة لخدمة مصالحهم الشخصية وأجندات الحكومات المعادية لأمريكا، فوجود شخص من النظام السوري رئيسا لقسم الأخبار ، ومديرة راديو سوا التي تتباكى على المقاومة وحماس، وكذلك مديرة البرامج الموالية لحزب الله والتيار العوني قضت نهائيا على هوية ورسالة هذه المحطة الأميركية، فدانيال ناصيف جلب ليلى بزي اللبنانية الفاشلة في الصحافة ،والسيئةالصيت ضمن الوسط الصحافي اللبناني،لتكون مديرة لمكتب بيروت لسنوات، فدمرت كافة البرامج التي كانت تنتج في بيروت والتي كانت شهيرة وناجحة،بحيث هي أبقت فقط برنامج " هن" لعلاقتها الشخصية مع مقدمة البرنامج ماتيل دا فرج الله، وبعدها قام دانيال ناصيف بترقية ليلى بزي كمديرة للبرامج في واشنطن،وهي التي لا تملك أية خبرة وتجربة في إدارة البرامج،ولكن وساطة حزب الله والتيار العوني لدى دانيال ناصيف كانت من السهل الحصول على هكذا منصب هام وحساس. يضحك مخرج : أتدرون أنني عملت مع ليلى بزي،وكانت أسوأ مرحلة بالنسبة لي حيث أساءت لنا جميعا،من خلال محاولاتها الاساءة لنا لدى الادارة في سبيل أن تكسب ودهم.
بعد سفري إلى دبي، كنت قد قررت الكتابة عن واقع الحرة في سبيل المساهمة ولو من بعيد في الحفاظ على منبر حر لا نراه في واقع اعلامنا العربي، فعرفني صديق أردني له علاقات اعلامية هائلة على صحافي مصري ليبرالي حتى العظم مقيم في دبي ، قلت له ما رأيك في الحرة التي عملت انت فيها ومن ثم تركتها ؟
بدأ صديقنا الحديث: لقد عملت في الحرة والتي هي ليست حرة،وأنما عبارة عن شركة لا وجه لها ولا جسد، حيث يسيطر عليها لبنانيون موالون للجنرال عون ولحزب الله، وأيضا شيعة العراق الموالون ل إيران، مع تهميش بقية الموظفين والصحافيين المساكين. قسم الأخبار فيه من الأخطاء والكوارث ما يجعلك تصنفه بشيئ لا يمت بصلة للأخبار، ومديره لا يوظف ألا من يكون ضمن نفس الخط السياسي. أما البرامج تقودها شخصية لبنانية لا علاقة لها بالوسط الاعلامي بسبب تسلطها وفسادها الاداري والظلم الذي كانت تمارسه بحق قسمها من الموظفين، الذين أثنا عشر منهم قدموا شكاوى بحق مديرتهم لدى قسم الموارد البشرية ولكن دون نتيجة، بسبب دعم بسبب دعم نائبة الرئيس للشؤون الإدارية و دانيال ناصيف، أيضا تنسيقهم مع مدير الأخبار في تقديم نتاج يشوه صورة القناة ويخدم أجنداتهم السياسية، فخلال ثلاث سنوات استطاعت ليلى بزي أن تقضي على الكثير من البرامج الناجحة والتي تراجعت إلى أدنى المستويات ، فتراجع مستوى برنامج عين على الديمقراطية،بعد أن استجلبت مواليا لايران ليقدم البرنامج،فتحول إلى برنامج بلا هيكلية واضحة ورصد ضد حكومات وأحزاب محددة،على حساب معاناة المواطن العربي والانتهاكات التي تمارس بحقه ،مع اتباع سياسة انتقائية من قبل ليلى بزي ومقدم البرنامج، ومعالجة قضايا اخرى ليست من صميم اختصاص هكذا نوع من البرامج، أيضا لجأت ليلى بزي إلى سرقة أفكار وأعمال الصحافيين داخل الحرة. يقول صديقنا المصري بحسرة ، نعم لقد كانت تسرق عرق جبين الزملاء، وتتشارك معهم في الجوائز التي حصدوها للحرة وتنسبها لنفسها مع معرفة الأدارة بذلك. لقد تركت قناة الحرة بعد ما فعلته مديرة البرامج مع أكثر من عشرة صحافيين وتخلصت منهم بطريقة جهنمية، بما فيهم الصحافي ناظم السيد الذي منحته وظيفة عالية كونه من نفس المنطقة في لبنان، وطردته لخلافات شخصية، حيث ألغت وظائفهم لتطردهم دون رحمة، وتستطيع بذلك تعيين أشخاص موالين لها،أضافة أنها أتبعت سياسة استعلائية فوقية عدائية بحق الموظفين، وتهميش كل من لا يكون تابعا لها، وحرمانهم من الترقية او زيادة الراتب والمكافات ، مع تغطية ودعم من قسم الموارد البشرية ودانيال ناصيف.
وبهذا تحولت المحطة إلى مستنقع وبيئة فاسدة، ولهذا قامت الادارة الأميركية بتكليف السفير الأميركي السابق ألبرتو فرنانديز بمعالجة وادارة المحطة في سبيل تغييرها من الداخل والخارج، ومعالجة الفساد والبروقراطية، وبالفعل استطاع ألبرتو أن يعيد للمحطة هويتها الأميركية،وصوتا أعلاميا جريئا خلال شهور،وقد لاحظنا ذلك من خلال نشرات الاخبار ومواضيع البرامج، والتحاق الاعلامي نارت بوران بالمحطة كمساعد للرئيس سيمنح الحرة هوية ومضمونا جديدا ليبراليا،ولكن ستكون مهمتهم صعبة جدا بعد كل هذا الفساد الاداري والاعلامي للقناة بسبب الادارة السابقة وتوابعهم الذين ما زالوا متشبثين بالقناة ، ولهذا تحتاج الادارة الجديدة إلى شخصيات صحافية شفافة ونزيهة للمشاركة في تطوير ونجاح الحرة،وبتصوري أن المحطة بحاجة إلى غسيل عام،والتخلص من كل ما تركته الادارة السالبقة خلفها، فالأخبار بحاجة لرئيس جديد يكون سياسته تماما كسياسة الاعلام الأميريكي الحر، وضمن قوانين الصحافة المستقلة والشفافة، والتغطية بدقة وبمصادر خاصة بالحرة يمنحها هوية خاصة بها مغايرة لكل المحطات العربية التي هي مسيرة من قبل حكوماتها،أيضا قسم البرامج يحتاج لشخص خبير في الادارة والتطوير الاعلامي مع معرفته بالثقافة العربية وواقع الاعلام مع ألمامه بالنماذج الأميريكية الاعلامية والسياسية ، والتشارك مع طاقم البرامج في وضع استراتيجية تطور من البرامج أكثر،فواقع الحال أن الحرة لديها برامج ممتازة جدا مثل ساعة حرة وتقرير خاص والجهات الأربع وثلاثون دقيقة وبرنامج المجلة والوثائقيات الشيقة التي تتحدث عن تاريخ أميركا، وما سيضفي دعما أكثر هو الحرية الصحافية داخل القناة بروح أمريكية وبلغة عربية تغطي كل قضايا العالم العربي دون نقصان، وهكذا سينجح ألبرتو ونارت في منح الحرة صوتا وهوية أميركية ولكن ضمن العمل والتعاون مع طواقم القناة بسواسية ومهنية وعدالة ودون التمييز والأجندة المعادية لأميركا والذي مارسته الادارة السابقة وما زالت توابعها مندسون داخل مفاصل القناة، ولهذا ما زالت مهمة الادارة الجديدة في بداياتها وتحتاج إلى تغيير من الجذور واستكشاف منابع الغلط داخل كل قسم وضمن ادارات جديدة تعمل كخلية نحل تحت قيادة السفير ألبرتو ونائبه نارت، ومن المتوقع أن يستطيعا انتشال الحرة من ماضيها الأسود وأعادتها لهويتها الأميركية الليبرالية الحرة ضمن منابر الاعلام الأميركي. وأن حدث تغيير فأفكر أن أترك القاهرة وأسافر إلى واشنطن كي أكون ضمن طواقم الحرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية