الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي و الديسم الروسي !!

سيف ابراهيم

2018 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عندما مرت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي على بعض الدول العربية ، ظن المعظم انها مرحلة سرعان ما ستنتهي و يعود الحال الى ذات الحال ، خاصة عندما ظهرت ملامح وجود اياد خفية غربية هي من اذنت بهذا النتاج المختلف الشكل المتشابه المضمون ، سبيعنات القرن الماضي كان التغيير انقلابا عسكريا و الالفية الاولى كانت الثورة عنوان .

هي بالفعل قد كانت مرحلة مؤقتة على دول و لم تكن كذلك على اخرى ، فمصر و تونس نرى كلآ منهما قد استطاعت ان تنأى بنفسها عن الصراعات و استمرار الاضطرابات الداخلية و بذلك استعادت زمام المبادرة و السيطرة ، و عاد الوضع الى ما كان عليه سابقا مع اختلاف الشخوص في الهرم لا اكثر مع بقاء الفكر و الالية في الحكم ذاتها .

هذا ما يجعلنا ندعم فكرة عدم وجود ثورة بالمعنى الفعلي كون الثورة من ضمن لوازمها ان تقضي على كل القائمين على السلطة من هرمها حتى القاع و تحدث تغييرا شاملا كاملا و هذا ما لم يحدث مطلقا ، حيث نرى تونس قد انجبت رئيسا هرما من مخلفات حكومات بن علي و عاد السوء في الوضع الاقتصادي الى الاسوء ، رغم ان ما دفع الشعب حينها للثورة هو الوضع المتردي اقتصاديا .

ليست مصر افضل حالا من شقيقتها الافريقية ، حيث يظهر لنا ان الحياة ساءت ايضا و جاء للسلطة و على ذات الشاكلة رئيسا من بطانة الدولة العميقة التي تقود مصر و التي لن تسقط ابدا ! ان هذين النموذجين من البلدان التي خاضت غمار الربيع العربي ، لم يكن ايآ منهما جزءا من المحاور بل كان بعيدا عنها ، هذا ما يؤكد لنا ان الاستقرار فيهما انما حدث بسبب عدم وجود تدخل خارجي كبير سواءا على المستوى الاقليمي او الدولي .



في حين نجد ان اليمن و سوريا كلآ منهما قد كان جزءا او بالاحرى خاضعا لمبدأ المحاور ، بذلك لم يكن للاستقرار فيهما من وجود ، فاليمن و رغم انتقال السلطة من صالح الى هادي ، استمر ربيعها المزيف حتى يومنا هذا و لعله ينذر بالاستمرار لمدة اطول ، دامت هناك قوى اقليمية هي من تتحكم بقوى الداخل و تسيرها بما يتفق و مصالحها و اهدافها و كل ذلك يحدث على حساب الشعب الاعزل الذي يعاني مرار الجوع و الفقر و التشرد و المرض !

اما اهم ملف معقد و متشابك في هذا الربيع الذي يتسم بالخلود ! هو الملف السوري الذي و منذ سنوات عدة لم تستطع الدول اجمعها العدوة و الصديقة على ايجاد صيغة حل و توافق ! ، ان وجود النظام السوري جزء من محور ما يسمى بالمقاومة هو ما جعل امد الازمة يطول و يتمدد .

حتى الان الحرب التي تدور في اطار هذا البلد هي حرب صفرية و غير صفرية ، فالطرف المساند للنظام يريدها صفرية و يسعى بكل ما اوتي من قوة للقضاء على كافة اشكال و انواع المعارضة و هذا امر صعب المنال ان لم يكن مستحيلا ، كون من يقف خلفها دول كثيرة لها قدرات مالية و عسكرية هائلة .

بينما الطرف المضاد يريدها حرب غير صفرية و يسعى لايجاد التوازن في ظل هذا التعارض المعقد بين قوى المعارضة المختلفة و التي تحمل افكار و رؤى و ايديولوجيات متباينة ، و هذا التوجه المجهول من قبل قوى المعارضة يجعل اللاعب الامريكي يتراجع عن صفرية الحرب التي كان يحمل لواءها في القضاء على الاسد و اصبح راضخا للامر الواقع و الذي يقبل فيه بأسد وديع كأنه الحمل من اجل الطفلة المدللة اسرائيل .

بذلك نرى ان من يساند النظام يريد انهاء المعارضة لكنه ليس بقادر على ذلك ، و من يعارض النظام و من معه ، يريد اسقاط النظام لكنه يخشى البديل ، ان عدم القدرة من طرف و التخوف و التردد من الطرف الاخر هو من يجعل الازمة تراوح مكانها .

لعلنا نستطيع ايضاح ذلك من خلال ما قام به ترامب ، فالكل كان يظن ان الحرب على الابواب و القضاء على النظام اوشك ، الكل تأهب ساعة الصفر و انتظر التحشديات التي قامت بها كلآ من بريطانيا و فرنسا و امريكا و لكنها لم تتمخض الا عن ضربات خجولة لا تغني و لا تسمن ، جل غايتها كانت هي إظهار مدى قدرة هذه الدول على بعث الخوف في نفوس الخصم ، و ارسال رسالة مباشرة و صريحة للروس و الايرانيين مفادها ان الغرب قادر على الرد بالمكان و الزمان الذي يشاء .

اللاعب الابرز في جل هذا المشهد هي امريكا و من خلفها الدول الحلفاء ، ان ابلغ رسالة وصلت للعالم اجمع ، هي ان نظام احادي القطبية لم يسقط بعد و الدب الروسي لا زال ديسما في مرحلة الحضانة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على