الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقلة النوعية في برنامج -الحزب الشيوعي الفلسطيني-

رائد الحواري

2018 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تم نشر برنامج الحزب الشيوعي الفلسطيني الجديد على النت، والملفت للنظر أن هناك نقلة نوعية في هذا البرنامج، فالحزب يعيد وجهة نظره في مسألة جغرافية فلسطين ملغيا ما قام وقال به في السنوات السبعين الماضية: "قد تكون موافقة حزبنا على قرار التقسيم عام 1947 في حينها، تكتيكا ومرحليا صائبة، لكن الحقائق الماثلة أمامنا اليوم تثبت أنها كانت استراتيجيا وتاريخا خاطئة" فالحزب يدعو إلى قيام دولة فلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني لكافة المواطنين بصرف النظر على دينهم أو معتقدهم، متجاوزا القرار الذي فرض على الحزب في اجتماع الناصرة عام 1952، والذي كان يعد التفافا على اجماع اللجنة المركزية برفض قرار التقسيم، لكن المجتمعين ارتأوا أن يكونوا تابع مجرور لقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي في حينها، وتم اتخاذ قرار الاعتراف بتقسيم فلسطين التاريخية رغم صغر حجمها.
ورغم تأخر اصدار مثل هذا الموقف الذي ينتقد الموقف السباق والذي لم يكن موضوعيا، يبقى "الاعتراف بالذنب فضيلة، وخير الخطاؤون التوابون"
وقد كنا نتمنى أن نجد في البرنامج تفصيل للحل الذي يقترحه الحزب في فلسطين، فهو يقفز عن المرحلة التاريخية في فلسطين منذ احتلالها من قبل الانجليز مرورا بقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وما تعرض له الشعب والقضية الفلسطينية إلى غاية توقيع اتفاق أوسلو، وهذا الهرب إلى الأمام لا يخدم الطريقة العلمية في مواجهة الذات والحقائق، فكان الأجدر أن يحلل الحزب كافة المراحل السابقة منذ تأسيس الحزب مرورا بالانقسامات والانشقاقات والدور الذي لعبه الحزب ساهم في ضياع الحالة الفلسطينية من خلال الأردنة والإسرلة التي فرضت على الحزب، بحيث تم محو الفلسطينية الشيوعية ـ إذا ما استثنينا الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، والذي لم يعترف به من أحد ـ ويتناول الطريقة التي تعاملت بها الحزب مع المسألة الوطنية الفلسطينية ودور دولة الاحتلال في تكريس حالة التقسيم التي وضعها الغرب "سايس بيكو وما بعدها".
على العموم نقول أن هذه الخطوة بحاجة إلى خطوات لاحقة، لكي يطهر الحزب نفسه من الخطيئة والإثم الذي ارتكبه في السبعين سنة الماضية، وهنا استحضر رواية "علي، قصة رجل مستقيم" للروائي الفلسطيني "حسين ياسين" الذي يتحدث فيها عن الطريقة القذرة التي تعامل بها (الشيوعيون) اليهود مع الشيوعيين الفلسطينيين، وكيفية الالتفاف الذي مارسوه لتحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين.
والنقلة النوعية الثانية جاءت من خلال نظرة الحزب لمسألة الوحدة العربية من خلال "على ضوء كل ما سبق فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني (وليس تحت مظلة الجامعة العربية التي تباع وتشترى بثمنٍ بخس) ننظر للوحدة العربية كحلم وشعار فاعل بين دول عربية متقاربة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، ويحظى بتعاطف وتأييد شديد من قبل الجماهير العربية، ونرى في الوحدة تعبيرا حضاريا عن طموحات مشروعة خصوصا في مواجهة خضم التكتلات البشرية والاقتصادية إن الوحدة العربية في الوقت الراهن ضرورة عربية:" من هنا يمكننا القول أن هناك خطوة صحيحة أقدم عليها الحزب الشيوعي الفلسطيني، يمكن أن يتم البناء عليها والتقدم بها إلى الأمام، ليأخذ الحزب دوره الطليعي في تصحيح المسار، ومن ثمة مواجهة الأخطار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استفسار
يوسف خماس ( 2018 / 4 / 17 - 11:37 )
الرجاء تبيان الموقع الذي نشر فيه البرنامج على النت


2 - العزيز يوسف خماس
رائد الحواري ( 2018 / 4 / 18 - 11:04 )
أفتح على جوجول، وأكتب -الحزب الشيوعي الفلسطيني- وستجد أمامك البرناج على صفحة الحزب

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف