الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجموعة 778 رواية للكاتب توفيق فياض

مهند طلال الاخرس

2018 / 4 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


المجموعة 778 رواية تسجيلية للكاتب توفيق فياض، تتحدث عن مجموعة من المناضلين داخل الخط الاخضر ينمو فيهم الحس القومي والوطني فيبحثون عن ذاتهم من خلال الانتماء الصادق لفلسطين ويتم ذلك لهم من خلال الانتماء لحركة فتح وقيامهم بعدة عمليات نوعية ناجحة في عكا وحيفا هزت كيان العدو الاسرائيلي واعادت الثقة الى نفس الفدائي واعادت اللحمة بين فلسطينيي الداخل والضفة وغزة والشتات واعادت الثورة الحالة التكاملية لعطاء الفدائي الفلسطيني أينما وجد وعلى اي جغرافيا داخل الوطن او خارجه.

وفي احداث الرواية يجتمع الكاتب مع بعض أصدقائه ويعلنوا الانضمام والولاء للثورة الفلسطينية وبدؤوا يفكرون فيما يجب عليهم فعله لتنفيذ عملية فدائية تقصم ظهر الكيان الصهيوني، فكان التخطيط والتدريب لعملية عكا التي استهدفت ضرب مصافي البترول في حيفا لتكون رداً على قصف المدفعية الصهيونية وطيرانها مصافي البترول المصرية في السويس وإحداث حالة من الذهول والارتباك لدى الصهاينة وتشجيع العرب نحو دعم العمل الفدائي والالتحاق بالثورة الفلسطينية.

وتتحدث الرواية عن كيفية تنظيم الاخوة في الخلية المسماة المجموعة 778 وعن صلتهم التنظيمية مع مرجعهم التنظيمي الكائن في نابلس وعن الية تزويدهم بالاسلحة والمتفجرات وعن العقبات الكثيرة التي واجهتهم خلال عملهم الذي يمتاز بالدقة والانضباط والتفاني والبعد عن الغرور والهمبكة، ويستطرد الكاتب سيرة التسابق المحموم بين الفصائل الموشح بالكذب والتلفيق والادعاء ببطولات لم يقومو بها وكيف ان هذا التسابق يريح العدو ويوقع المجموعات التنظيمية بالاضطراب ويكشفها امام العدو، والاجمل من ذلك كله تخبرنا الرواية عن الية الاوامر بالعمليات والبلاغات وكيفية تبلغها وذلك من خلال اذاعة فتح (صوت العاصفة) وابراز دور الاذاعة المحوري في العملية النضالية، وهذا ايضا جزء من تكامل العملية النضالية، وهو ما يتجلى في اروع صوره من خلال محمد المجند في الجيش الاسرائيلي الذي ينتمي لهذه المجموعة، وهذا كله واكثر يجده القاريء من خلال احداث الرواية التي تخلو من التعقيد وتمتاز باسلوب السرد البسيط والبعد عن التكلف..

يستعرض الكاتب دور الفدائي وواجبه من خلال شخصية بطل الرواية "فوزي النمر"، واحسن الكاتب صنعا بذلك لتعدد الادوار والازمات والمواقف التي امكن استعراضها ضمن صفحات الرواية من خلال شخصية النمر، حيث مثل فوزي النمر ابرز سمات النضال الثوري المعاصر في الأرض المحتلة واعلاها درجة من حيث العنفوان الثوري والانتماء الوطني، وهذه هي القضية الاساس، حيث تتداخل أزمة البطل مع أزمة العرب في الأرض المحتلة بعد نكبة 1948، وصارت هذه النكبة هي الحقيقة الوحيدة في حياة البطل، حيث تلتغي الفوارق بين العام والخاص عندما يستباح الوطن وتحل النكبة، وهذا ما يخلص له الكاتب من خلال شخوص وابطال المجموعة 778 كونهم من عرب الداخل اصحاب البلد، وتبرز أسئلة موجعة من ناحية ومحفزة على الفعل الثوري من ناحية اخرى مثل : هل فصلت فلسطين عن عمقها العربي؟ !وما العمل ؟! وكان هذا السؤال سؤال فتح والثورة الفلسطينية اجمع الذي اطلقته في مرحلة التأسيس، وعقب الانطلاقة اوجدت فتح عبر رصاصتها الاولى في عملية عيلبون الاجابة السحرية والتي تجسدت في ادبياتها الرائعة" بان الارض للسواعد الثورية التي تحررها، وما بحرث الارض الا عجولها، وما حك جلدك مثل ظفرك واللقاء فوق ارض المعركة.

رواية مجموعة عكا 778 والتي تعتبر أول تسجيل روائي لمجموعة فدائية فلسطينية، فهي قصة ليست من الخيال بل واقع صنعته مجموعة طليعية من الفلسطينيين: هم فوزي أحمد النمر، محمد حسين غريفات، يوسف أبو الخير، عبد حزبوز، فتح الله السقا، رامز توفيق خليفة.

بقي ان نشير الى ان الكاتب والمناضل توفيق فياض روائي وقاص ومسرحي فلسطيني ولد في المقيلبة قرب حيفا عام 1939وعمل في التعليم وفي دائرة الجمارك بميناء حيفا… اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي عام 1970 بعد اشتراكه في عملية ضد الاحتلال وأفرج عنه عام 1974 في عملية تبادل الأسرى مع الجانب المصري.

وكانت محكمة إسرائيلية حكمت بالسجن ثماني سنوات على توفيق فياض عام 1969 بعد إدانته بالتخابر مع دولة عدو وقتها وهي مصر، واستغلال عمله في جمارك ميناء حيفا لتهريب أجهزة تنصت مصرية أرسلت لعبد الرحيم قرمان وكيل آخر للمخابرات المصرية.

ومن أعماله: المشوهون/ رواية 1964 /بيت الجنون/ مسرحية 1965 /الشارع الأصفر/ قصص 1970 /المجموعة 778/ رواية 1974 /حبيبتي ميليشيا/ رواية 1976 /البهلول/ قصص 1978 /وادي الحوارث، عواد الاول (رواية)، 1994 /حيفا والنورس (أدب أطفال)، حيفا، 2003. /الكلب سمور (رواية للفتيان) رام الله:، 2004.

بإختصار رواية تستحق ان تقرأ وان نزين بها رفوف مكتباتنا، واكثر من ذلك؛ لو كنت آمرا لمدرسة اعداد الكادر في التنظيم لجعلتها مقررا اساسيا ولوكنت آمرا عسكريا لجعلتها على الكتف الآخر مقابل البندقية، إذ لا تستقيم الحالة الثورية دون المرور عن هذه التجربة وهذه الرواية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست