الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار الميالي - كاتبة ومدافعة عن حقوق المرأة وعضو في سكرتارية رابطة المرأة العراقية - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: بناء الدولة المدنية ودور المرأة وإمكانية تأثيرها حاضرا ومستقبلا .

انتصار الميالي

2018 / 4 / 17
مقابلات و حوارات



من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -222- سيكون مع الأستاذة انتصار الميالي - كاتبة ومدافعة عن حقوق المرأة وعضو في سكرتارية رابطة المرأة العراقية - حول: بناء الدولة المدنية ودور المرأة وإمكانية تأثيرها حاضرا ومستقبلا .ْ


المقدمة أو تمهيد

المَرأة هي أنثى الإنسان البالغة، كما الرجل هو ذكر الإنسان البالغ، وتستخدم الكلمة لتمييز الفرق الحيوي (البيولوجي) بين أفراد الجنسين أو للتمييز بين الدور الاجتماعي بين المرأة والرجل في الثّقافات المختلفة.
وقد واجهت المرأة صعوبات كثيرة في الماضي فقد كان لا يسمح لها باختراع الأشياء وإذا اخترعت شيئا ما سمي الاختراع باسم زوجها. وازداد دور المرأة فعالية في عصر النهضة الأوروبية، وعلى الأخص خلال القرن العشرين ، فأصبح لها حق التعلم والعمل والمشاركة في جميع نواحي الحياة.
لقد لعبت المرأة العراقية دوراً ريادياً وحقيقياً في المجتمع في القرن الماضي قبل وبعد ثورة 14 تموز 1958 وتابعت مسيرتها بعد 2003 ومارست حريتها بالمفهوم الصحيح للحرية كمسؤولية ودور , وحاولت القضاء على كل النكبات والويلات والمصائب التي مرت بها المرأة وذلك من خلال تخليص الدستور العراقي من الثغرات التي يعاني منها في حقل المرأة مثبتة بعض الضمانات مثل الكوتا , والتمسك بقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل , وضع إستراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالمرأة ولإدماجها والارتقاء بها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وضع خطة وطنية لتنفيذ قرار مجلس الامن 1325 لتمكينها من ممارسة حقوقها كافة ( السياسية , الاقتصادية , الاجتماعية , الثقافية ) وفي لجان المصالحة الوطنية وبناء الامن والسلام.
 


مفهوم الدولة المدنية والدولة الدينية

الدولة الدينية والمدنية مفردات ومفاهيم كثر حولها الجدل والنقاش وتجمّع حول هاتين المفردات أنصار كثر ممن يرون بصلاح هذه أو فساد تلك وهناك أنصار للدولة الدينية وللدولة المدنية والجدلية بين هذين المفهومين لا زالت قائمة ومنبع الإشكالية بين الدين والسياسة أو بين العقل السياسي والعقل الديني مثار جدل صاخب خصوصا في المجتمعات المدنية المعاصرة التي لم تحسم خياراتها وتحدد موقفها الأخير بشأن هذه القضية وهناك من يجادل بأن الدولة المدنية هي نتاج الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين والسياسة والبرلمان الفرنسي ناقش مفهوم العلمانية أثناء إعداد الدستور عام 1946 وعرفه باسم حياد الدولة حيال الديانات ومصطلح الدولة العلمانية يعني دولة المؤسسات التي تقوم على الفصل بين الدين والسياسة ففي الديانات مذاهب وأراء واجتهادات ومعتقدات واختلافات وإشكاليات ولا يجوز اهتمام الدولة ولا مؤسساتها المدنية في هذه الاختلافات ومهمة الدولة المدنية الدستورية هي المحافظة على كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والجنس والفكر وهي تضمن حقوق وحريات جميع المواطنين باعتبارها تقوم على قاعدة الديمقراطية وهي المساواة في الحقوق والواجبات خصوصا أن هناك من يرى أنه لا يمكن بناء الدولة المدنية في ظل الدولة المذهبية أو الدينية لان العقيدة أية عقيدة كانت لا تؤمن بحق جميع المواطنين على قدم المساواة طالما أن القانون الديني يميز بين العقائد والتوجهات الفكرية والسياسية، وهناك آخرون يرون أن الدولة الدينية هي المطلوبة كونها تقوم على أساس العقيدة والتي هي المرتكز الأساسي للمجتمعات الإسلامية ومن هنا تؤسس جميع الأمور القانونية في الدولة على أساس التشريع الإسلامي ذات الغالبية على أساس أن الإسلام هو مصدر التشريع وليس على أن الأمة هي مصدر السلطات . وهي مثبتة على نظرية حالة الحاكمية المطلقة للعقل الديني بأن نجعل الضرورات الدينية التي يدركها العقل الديني بأنها حق مقدم على الدوام على المصالح السياسية التي يدركها العقل السياسي بوصفها ضرورات لا يجوز التخلي عنها وتضيعها ولو على حساب الحق.


مواصفات الدولة المدنية

هى التى تقوم على أساس الحرية والعدالة والمساواة والحق فى التقاضى والديمقراطية لجميع الأفراد داخل المجتمع بطوائفه تحت مظلة من الحريات منها حرية العقيدة وحرية الرأى وحرية التجمع السلمى والانتقال وحرمة المسكن ومبدأ المساواة بين أفراد المجتمع وتجنب أى تمييز بين شخص وآخر على أساس الجنس أو الانتماء أو الدين أو الطائفة وهو ما يعبر عنه لفظ «المواطنة» وما ينطوى عليه الدستور وغيرها من مبادئ العدالة الاجتماعية وعدم الظلم أو التعرض للإيذاء وتطبيق روح الديمقراطية وهى حكم الشعب بالشعب واختياره لمن يحكمه واختيار النظام السياسى الذى يمثله ويخضع له والمشاركة فى المجالس النيابية والحياة السياسية فى ظل القانون الذى ينظم الحياة العامة للناس والوعى الكامل من أفراد المجتمع واقامة العدل والحق للجميع دون تفرقة بنزاهة وقوة واقتدار بصرف النظر عن المكانة الاجتماعية للأفراد دون تمييز فالدولة المدنية هى دولة القانون.


معايير الدولة المدنية والديمقراطية

تؤكد معظم القوى العلمانية والدينية التزامها بالدولة المدنية، لم تفتأ الأحزاب الإسلامية يوماً عن التأكيد بأنها لاتسعى لبناء دولة دينية بمعنى أنه لا مشكلة لديها في الالتزام ببناء الدولة (المدنية) ولاتتوقف عن الادعاء بأنها حامية للدولة المدنية، لمجرد كونها قوى غير دينية. أين المشكلة إذن، إن كان الجميع يؤمن بالدولة المدنية وينادي بها؟ المشكلة تكمن في التفاصيل وفيما لا يقال، وليس فيما يقال.
المطلوب مجتمعياً ليس إقامة دولة مدنية بمعناها الفضفاض، وإنما دولة مدنية ديمقراطية ذات معايير محددة، تلتزم بها القوى الدينية وغير الدينية كافة، بغض النظر عن تفسيرها للدين أو العلمانية أو أي فكر آخر. بعد ذلك، كل تيار حر في تفسيره طالما لا يؤثر على هذه المعايير أو يغير فيها، أو يلزم الآخرين بغيرها.
1- المعيار الأول: الالتزام بالتداول السلمي للسلطة، فلا يحتكر حزب السلطة، ويحتكم في الظروف كافة لصندوق الاقتراع، يحترمه ويسلم بنتائجه. فيصبح الفيصل الذي يعكس إرادة الشعب هو الصندوق، يأتي بمن يريد للسلطة، ويخرج منها من يريد، ولا يستخدم فريق ارتباطه العقائدي أو قوته العسكرية للبقاء في السلطة. فللجميع حق العمل السياسي السلمي، وليس لأحد احتكار السلطة أو إقصاء الآخر.
2- المعيار الثاني: احترام حرية الأفراد والمجموعات، لا يتسلط عليها أحد بسبب معتقده، حتى لو كان في السلطة. فالدولة المدنية هي وحدها القادرة على حماية الفرد ومعتقده، وهي التي بشكلها المدني الديمقراطي تمثل مظلة قانونية تتسع للجميع. وحامية للآخر، لا مكان فيها للعنصرية ولا متسع فيها للإقصاء.
3- المعيار الثالث: بناء المؤسسات فلا دولة مدنية ديمقراطية من دون بناء المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ناهيك عن ضمان تطور صحافة حرة، لضمان بناء نظام من الفصل والتوازن ومراقبة السلطات بعضها للبعض الآخر، بحيث لا تهيمن واحدة منها على الاخرى وبالتالي على عملية صنع القرار.
4- المعيار الرابع، احترام حقوق الإنسان فعلا وقولا. ويتضمن هذا المعيار دعم حقوق الفرد الأساسية، والسياسية والثقافية والاقتصادية، بغض النظر عن دينه أو معتقده أو جنسه.

هل غالبية المجتمع العراقي متفق مع معايير الدولة المدنية الديمقراطية، أم أنه يحب رنين المصطلح دون محتواه؟ تستخدم أغلب القوى الدينية هذا المصطلح لترويج وصولها للسلطة وإخفاء رغبتها في فرض أنظمة معينة على الناس. فيما تستخدم بعض القوى غير الدينية هذا المصطلح لإيهام العامة بأنها تقف ضد التطرف الديني، بينما تمارس هي نفسها تطرفا فقط لأن الطرفين لهما مصالح بعيدة عن مصالح خاصة الشعب والبلد.
( الدولة المدنية الديمقراطية) هي التي تتفق عليها مكونات المجتمع كافة بالتوافق، وليس وفق حسبة الأغلبية والأقلية، هي التي تحدد الإطار العريض للمجتمع، بغض النظر عن الآراء والقوى المختلفة فيه. وفق هذا التعريف، لا يعني التزام أغلب الأحزاب الدينية وغير الدينية بالدولة المدنية شيئا إن لم يرافقه التزام بالديمقراطية بشروطها كافة،اذا ليس المطلوب دولة مدنية خالية من محتواها الحقيقي، بل المطلوب دولة مدنية ديمقراطية بكامل معاييرها الحقيقية.


مدخل حول المرأة والحقوق المدنية والسياسية

تعد قيم المواطنة والمساواة من أبرز القيم والمفاهيم التي أضحت تمتاز بصفة العالمية والكونية، لتأخذ قدر كبير من الانتشار والقبول في سياقات كثيرة متنوعة ثقافيا، وحضاريا، واقتصاديا، كأحد أبرز القيم التي يمكن أن تساهم في إحلال قدر كبير من العدالة والسلام الاجتماعي، إلا أن إنسانية وانتشار هذه القيم لم يحل دون أن يواجه تطبيق هذا المفهوم بعقبات هيكلية تطرحها السياقات المختلفة التي تسعى لتبني هذه القيم وفي القلب منها قيمة المواطنة، والسياق العربي والعراقي تحديدا مثال لذلك، والذي تتداخل فيه الاعتبارات الحداثوية، والتقليدية، مع العوامل الهيكلية الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما أوجد ضرورة تفكيك هذه العلاقة المشتبكة. وقد أنتجت هذه الاعتبارات جملة من الاختلالات فيما يتعلق بقيم المواطنة والحقوق والحريات المرتبطة بها، وفي مقدمتها الحقوق المدنية والسياسية على أكثر من مستوى. وهي الوضعية التي تزداد وطأتها سوءا في فئات اجتماعية أكثر من غيرها، فيما يمكن تسميته بالفئات الأقل حظا أو الأكثر تهميشا، وفي مقدمة هذه الفئات المرأة، والتي تعاني من تمييز فيما يتعلق بهذه الحقوق على أكثر من مستوى، أولها هو غياب التعامل والمعالجة للمواطنة كقيمة شاملة للجميع ومن ثم رؤية الاختلالات التي تعانى منها وضعية المرأة ضمن مجموع كلي اجتماعي وسياسي، وهو ما يجد سبيله للترجمة في التعامل التقليدي والبسيط من جانب السلطة مع المرأة، باعتبارها فئة مجتمعية منفصلة، كما يتضح في النصوص الدستورية والقانونية المحدودة من الأساس، مصحوب بتبني السلطة لتصورات تقليدية عن المرأة وأدوارها الاجتماعية، وموقعها في النظام السياسي، وهي الرؤية التي تشترك فيها القوى السياسية، وهي رؤية تتداخل فيها التصورات التقليدية الدينية مع التقاليد المجتمعية السائدة والتي لم تترك انعكاسها فقط على تعاطي السلطة والقوى السياسية معها، بل وعلى ممارسات المواطنين ايضاً، وهنا يمكن ان نؤشر نقاط الخلل في الدستور العراقي:
1- رغم ان المادة (14) من الدستور ونصها (العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او الاصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي)، قد اشارت صراحة الى كون العراقيون متساوون الأ انها حصرت المساواة امام القانون فقط وكان من الأفضل ان يقرر حالة المساواة بشكلها المطلق وفي جميع جوانب الحياة القانونية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والوظيفية.
2- المادة (45) من الدستور تنص على (تحرص الدولة على النهوض بالقبائل والعشائر العراقية النبيلة بما يساهم في تطوير ألمجتمع وتمنع الأعراف العشائرية التي تتنافى مع حقوق الإنسان). فهذه المادة تعيدنا الى القبلية والعشائرية فالمرأة العراقية هي اكثر شريحة متضررة من الأعراف العشائرية وكمثال على ذلك زواج النهوة والكصة بكصة، والفصلية وهي الممارسات التي تحصل في مجتمعنا ذات الطابع العشائري ولها انتشارها الواسع في المجتمع ومع ذلك لا يوجد نص قانوني عقابي صريح بهذه الأوضاع وهي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان رغم وجود مادة عقابية وهي المادة التاسعة من قانون الأحوال الشخصية بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات ، وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين وتعتبر العقود القائمة على الأكراه عقودا باطلة الأ ان المرأة العراقية لا تسنح لها اية فرصة بسبب السلطة العشائرية المانعة.
3- نصت المادة ( 44 -أولا): ( للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه) ولكن حرية التنقل والسفر عمليا غير مكفولة للعراقية دون سن( 40 )عاما والقانون لا يجيز لها الحصول على جواز السفر دون موافقة الزوج أو الأب أو الأخ حتى لو كان الأخير يصغرها سنا بكثير.
حقوق المرأة والدولة المدنية
يدل مفهوم حقوق المرأة على ما يُمنح للمرأة والفتيات من مختلف الأعمار من حقوق وحريات في العالم الحديث، والتي من الممكن أن يتم تجاهلها من قبل بعض التشريعات والقوانين في بعض الدول، و لتحقيق ذلك تشكلت العديد من المؤسسات و الحركات والتجمعات من قبل النساء و حتى الرجال في العديد من الدول للدفاع عن هذه الحقوق.
حقوق المرأة هو ذلك الإسم الذى يشتمل على كافة الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والقانونية والثقافية التى تمتلكها النساء بشكل مساوٍ مع الرجال. واكتسب مفهوم حقوق المرأة أهمية خاصه في القرن 19 ويقوم عدد كبير من المؤسسات والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم بعمل دراسات من أجل القضاء على كافة المشاكل وأشكال التمييز التى تواجهها النساء.



المرأة والدولة المدنية والعلمانية

ان الدعوه الى مدنية الدوله تحظى بأهتمام المرأه العراقية الواعية والمدركة لأهمية دورها لانه في المحصله ستعود بفائده كبيره عليها وعلى المجتمع بشكل عام، وان دور المرأه في الدفع بأتجاه الدوله المدنيه يجب ان يأخذ الحيز الاكبر من اهتمامها واهتمام المدافعين عن مشروع الدولة المدنية لان بتحقيقه سيكون من السهل عليها تحقيق مساواتها في الحقوق الانسانية وحماية هذه الحقوق والاهم حريتها واستقلال شخصيتها وتحقيق ذاتها كأنسان وليس كأنثى.
احزاب الاسلام السياسي تقاوم هذا الامر بشراسه لانه اذا تحققت مدنية الدولة سينحسر نفوذها وبالتالي خروج المرأة من قوامة الرجل وسيطرته مما يحقق مساواتها وعدم تبعيتها له بل ستكون شريك مناصف مما قد يراه رجال الاسلام السياسي فقدان لجزء مهم من امتيازات هيمنتهم وتسلطهم على المرأة.
ان الدول العربية ومنها العراق التي سقط حكامها فيما يعرف بثورات الربيع العربي لم تكن مدنية ولا علمانيه بالمفهوم العلمي الذي يشمل تشريع القوانين المدنيه واهمها حقوق الانسان والمساواه والحريه والعداله الاجتماعيه، بل كانت حكومات استبداديه دكتاتوريه تقوم على حكم الفرد وحرمانه من حقوقه والهيمنه على سياسة واقتصاد البلد، والدوله المدنية أو العلمانيه لا تعني الدوله الملحده كما يصورها ويروج لها رجال الاسلام السياسي، انها الدوله التي تفصل الدين عن السياسه وتكون فيها حقوق الانسان والحريه والعداله الاجتماعيه مصانه للجميع ومن ضمنها المرأه ولا فرق فيها بين الرجل والمرأة.
 


دور المرأة في بناء الدولة المدنية والديمقراطية

ان القوانين المدنيه تعتبر ان الدين هو حريه شخصيه وان مبادئ حقوق الانسان لا تفرق بين الاعراق والاديان والثقافات والطوائف والمملل وحقوق الجميع مصانه.
لماذا على المرأه بالذات ان تناضل في سبيل مدنية الدوله لان الدولة المدنية بمعاييرها الحقيقية تستطيع ان تضمن لها حقوقها التي جائت بها المعايير والمواثيق والالتزامات الدولية.
أن المرأة هي القوة الريادية للأدارة الذاتية الديمقراطية، فكلما تمكنت المرأة من المشاركة بطبيعتها وخصوصيتها في بناء المجالس الشعبية والأكاديميات السياسية والروابط والمنتديات الإجتماعية، كلما تمكنت هذه الإدارة من تمثيل حقيقة المجتمع ومصالحه وإدارته بشكل جوهري.
الى جانب البعد الثقافي والسياسي والأقتصادي والحقوقي للأمة الديمقراطية ومشروعها العملي المتمثل في الإدارة الذاتية فأن البعد الإجتماعي يمس دور المرأة وتحررها ومساواتها مع الرجل بشكل مباشر. لأننا لا نستطيع أن نتصور حياة حرة ومجتمع سياسي - أخلاقي في ظل العبودية المتجذرة المكرسة على المرأة. لأن حرية الرجل ووصوله الى قناعة فكرية مرتبط تماماً بدور المرأة الريادي في بناء المجتمع.
بناء العلاقات الإجتماعية الحرة بين الأفراد وبناء العلاقات العائلية على أساس ديمقراطي، من الشروط الأساسية في عملية بناء المجتمع الديمقراطي، مثل هذه العلاقات تتحقق فقط في أجواء وصول المرأة الى مستوى لعب دورها في عملية بناء الإدارة الديمقراطية الأجتماعية.
كل الثورات التي أخفقت في الوصول الى الحرية الحقيقية على الرغم من التضحيات والمقاومات الكبيرة، كانت بعيدة عن فهم قضية دور المرأة الريادي في سياق العملية الثورية، لأن الثورة تعني بناء المجتمع وليس الدولة، بمعنى آخر تعني بناء العلاقات الأجتماعية الحرة بآلية المؤسسات الديمقراطية الذاتية للمجتمع وإداراتها، ولكن كل الثورات السابقة انحرفت عن هذا الهدف وحاولت تقليد الثورة المضادة المتمثلة في مؤسسة الدولة. فالثورة الأجتماعية الأولى (الثورة الزراعية - القروية ) قادتها المرأة الأم وخدمت البشرية بمؤسساتها الإجتماعية الطبيعية والعفوية حتى هذه اللحظة، بينما الثورة المضادة المتمثلة في ظهور الدولة قبل الاف السنين أوصلت الأنسانية الى نقطة الإنهيار على أرضية تكريس عبودية المرأة.
الأمة الديمقراطية كمشروع لبناء المجتمع الديمقراطي بآلية الإدارة الذاتية المستقلة عن الدولة، هو مشروع اعادة المجتمع الى طبيعته الأصلية عبر لعب المرأة لدورها الطبيعي والريادي في بناء العلاقات الاجتماعية الطبيعية وتحرير البشرية من سرطان مؤسسة الدولة القائمة على اساس ذكورية القيادة والادارة معاً.
علينا ان ندرك بأن نجاح مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الذي يهدف إلى بناء مجتمع حر وديمقراطي مرهون بمدى مشاركة المرأة بطاقتها وقوتها الذاتية وتنظيماتها في عملية بناء مؤسسات الدولة، المرأة تعتبر قوة وطاقة رائدة في عملية البناء ، ونقطة الأنطلاق في عملية التحرر ستبدأ بتحرر المرأة أولاً وليس ثانياً، ومنحها المزيد من الفرص لتأخذ دورها الحقيقي في بناء الدولة المدنية القائمة على أساس المواطنة والعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان، وبمقدار الاقتراب من هذه الاهداف نضمن الشكل الحقيقي للدولة المدنية وبمقدار الابتعاد يحدث العكس، ولتحقيق دور فاعل للمرأة العراقية في بناء الدولة المدنية يلزم اتخاذ خطوات ملموسة عبر:
1- تنفيذ وإصدار التشريعات والقوانين الكفيلة بضمان مساواة المرأة مع الرجل في مختلف ميادين الحياة.
2- معالجة أثار التخلف الاجتماعي المدمرة للمرأة وعدم معرفة التنوع الاجتماعي انطلاقا من مسألة تحرير المرأة ونيل حقوقها من خلال مجتمع يدرك جيدا أهمية المساواة بين الجنسين.
3- أعداد منهاج تربوية تعترف بحقوق المرأة, والتصدي وبحزم لظاهرة الأمية وانخفاض مستوى التعليم لدى الفتيات.
4- دعم جهود المرأة للحصول على فرص التعليم والعمل بما يضمن لها استقلالها الاقتصادي.
5- الالتزام واحترام جميع المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق المرأة .
وتقول المناضلة السودانية الراحلة فاطمة احمد ابراهيم
(ان نضال المرأة من أجل حقوقها لن يحقق أهدافه المرجوة الا اذا ارتبط نضال المرأة بالنضال الوطني العام من أجل التحرر والتقدم الاجتماعي والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تغير التفكير من الأسطوري إلى العقلاني
د.علي ابو زايد ( 2018 / 4 / 18 - 12:07 )
مجتمع لا يفكر بعقلانية وأفراده لا يبدعون ولا يجتهدون في التفكير فهو مجتمع بدائي وعليه فإن امتلاك حقل التفكير العقلاني يبدأ بهدم أسس المجتمع البدائي الذي تأسس على الأسطورة والعادات القديمة التي تضر بتقدم الامم وتطور الانسان ولذلك المطلوب تأسيس آخر على أساس العقل والعلم، وكذلك الحرية والاستقلالية للفرد وللمجتمع والقانون الوضعي والمساواة والعدل بين افراد المجتمع وذاك هو المعنى الحقيقي والشامل للثورة بمفهومها الوسع، إذ إن تغيير أساس المجتمع لا بد أن يوازيه وينتج عنه تغير الثقافة -بمعناها الأنثروبولوجي والأفكار ومن ثم تغيير القيم الهدامة وتغير نمط الحياة الاقتصادية والسياسة وشكل الفعل الاجتماعي كل ذلك سيؤدي لتتغير المشاعر والأحاسيس اتجاه الوجود بكل مكوناته وفي طليعتها الإنسان، إذا تغير التفكير من الأسطوري إلى العقلاني


2 - رد الى: د.علي ابو زايد
انتصار الميالي ( 2018 / 4 / 20 - 18:38 )
الاستاذ الدكتور علي ابوزايد المحترم شكراً لحضرتك .. بالتأكيد ان ما ذكرته هو تحليل للواقع الذي تعيش فيه النساء والمرأة العراقية تحديداً وهو تحدي كبير يحتاج الى قوى طليعية تقدمية تعمل على هدم أسس التخلف والتهميش والتمييز عبر نشر ثقافة احترام حقوق الانسان وحقوق المرأة جزء مهم فيها فلا حقوق انسان امام تغييب لحقوق المرأة ولا حديث عن العدالة امام تهميش واقصاء النساء وتأطيرهن بأدوار نمطية لاتبتعد كثيراً عن الاستعباد والاسترقاق بحكم العادات والتقاليد القبلية البالية، وكل هذا يحتاج الى عمل تشاركي بين المؤسسات التربوية والاعلام والمجتمع المدني والحركات التقدمية وبالتأكيد بالتعاون مع الحركات النسوية ودعمها ومساندتها لتغيير العديد من القيم التي ساهمت في تجهيل افراد المجتمع عبر الخطاب البناء والقائم على الاعتراف الكامل بأهمية وجود المرأة في كافة المواقع والمجالات بلا استثناء كونها شريك في وضع الاسس الصحيحة والمتينة لبناء الديمقراطية والدولة المدنية القائمة على العدالة الاجتماعية واحترام القوانين والحقوق لجميع الافراد نساء ورجال دون تمييز.


3 - السيدة انتصار الميالي
أبو علياء · ( 2018 / 4 / 18 - 20:07 )
السيدة انتصار الميالي . سؤالي من يمنح المرأة المزيد من الفرص لتأخذ دورها الحقيقي في بناء الدولة ......... الخ ؟؟ وتعليقي ان تحرر المرأة ومساواتها بالرجل مرهون ومشروط بتحرر المجتمع من كل مظاهر التخلف السياسي والأقتصادي والأجتماعي والثقافي والنفسي ( مجتمع ديمقراطي خالي من الفقر والجوع والبطالة والأمية والمخدرات والجهل ) وهذا المجتمع ينبغي ان تساهم في خلقه وانجازه المرأة كتفا الى كتف الرجل ولا تنتظر ان يمنحها احد المزيد من الفرص .....الخ بل تخلق وتنتزع فرصها بنضالها وتضحياتها وليس من خلال الكوتا ( مع اهمية مرحلة الكوتا ) في النضال النسوي من اجل التحرر النسوي بشكل خاص والتحرر الأجتماعي بشكل عام . تحياتي


4 - رد الى: أبو علياء ·
انتصار الميالي ( 2018 / 4 / 20 - 18:40 )
الاستاذ ابو علياء المحترم
في العراق نساء قويات ونساء مناضلات يصنعن الحياة ، وهذا لون حقيقي للوحة المرأة العراقية لكن شرح اهمية مشاركة المرأة ووجودها في رسم السياسات وصناعة القرار السياسي يحتاج الى جهد وعمل عام وكبير لايتوقف عند نضال المرأة وحدها، وهذا يحتاج تأييد كامل من مجتمع متحرر من كل العقد والصور النمطية لأدوار المرأة، واتخاذ اجراءات جادة بشأن وجود المرأة كرئيسة للبرلمان أو الحكومة أو حتى الدولة الى جانب حمايتها بشكل لايجعلها تشعر بالقلق وعرضة للقتل أو التهديد ، اما بالنسبة الى الكوتا فهي تظل أجراء مرحلي حتى تتوفر البيئة المؤمنة بالمرأة كشريك اساسي في عملية بناء الديمقراطية ، وتحرر المجتمع عبر توجيه الاعلام الوجهة الصحيحة والتي تسلط الضوء على اهمية دور المرأة وعلى صور كثيرة من الابداع للنساء العراقيات وتغيير الصورة النمطية في المناهج الدراسية بما يساهم في توعية مجتمعية وخلق أجيال متفهمة وواعية لأهمية وجود النساء في صناعة الحياة وبناء السلام والديمقراطية ومجتمعات مستقرة، وكل مظاهر التخلف التي أشرت اليها في تعليقك هي مرهونة بمنظومة تحتاج الى الكثير من العمل الجاد لتساهم في خلق مناخ يجعل المرأة قادرة على التغيير والعطاء بشكل مملوس واكثر فاعلية.


5 - مساوات المرأة مع الرجل قبل أي شيء
أمير أمين ( 2018 / 4 / 18 - 23:06 )
تحية طيبة ست انتصار العزيزة
الموضوع الذي سلطتي عليه الضوء هام جداً وخاصة في المرحلة الحالية وبعد عقد ونصف من سيطرة قوى الإسلام السياسي على مقاليد الحكم في العراق أي بعد نيسان عام 2003 ولحد الآن.. أنا أعتقد أن تحرر المرأة بشكل تام وحقيقي يأتي من خلال تحرر المجتمع خاصة ومجتمعنا ورث تركة ثقيلة من العادات والتقاليد البالية التي أعادت بالمرأة العراقية ووضعها في المجتمع الى عقود من التدهور والتخلف وزاد الطين بلّة السنوات العجاف الأخيرة وما رافقها من تشريعات تحط من كرامة المرأة وتقوم بإذلالها مثلاً زواج القاصرات والقانون الجعفري للأحوال الشخصية المقترح وغيرها بالإضافة الى تقليص عملها ودورها في البرلمان والحكومة بشكل تدريجي ..الخ ..أنا أرى أن العقبة تكمن في عمل ونشاط الأحزاب الإسلامية السنية والشيعية والتي تسعى لتحجيم دور المرأة في المجتمع والتي لا تؤمن مطلقاً بمساواتها مع الرجل ولابد من تحريم نشاط كل الأحزاب الدينية والمذهبية وبناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية دون وصاية من مرجع ديني أو من حزب إسلامي ودون الرجوع لتشريعات دينية.. ولدي ملاحظة حول عدم الإشارة الى رأيك بتعدد الزوجات والذي يجب منعه بقانون صريح.. شكراً لك وتحياتي للرفيقة العزيزة شاميران مروكل والى هند كريم وجميع الرابطيات متمنياً لعملكن التقدم والازدهار ..


6 - رد الى: أمير أمين
انتصار الميالي ( 2018 / 5 / 15 - 21:16 )
تحية طيبة استاذ امير أمين
كل ما تقدمت فيه بتعليقك وملاحظات هي عدد من المؤشرات الصريحة والواضحة والتي تسببت في تراجع حقوق المرأة لا بل حقوق الانسان بشكل عام في العراق، ولكي نكون اكثر دقة في الاجابة ليست الاحزاب الاسلامية بل احزاب الاسلام السياسي جميعاً لعبت دورا سيئا في نسف الكثير من الحقوق والترويج لأحاديث غيبية منقولة لا مصادر صحيحة لها مستغلة مشاعر البسطاء وقلة الوعي لدى البعض الاخر مستفيدة من نفوذها في السلطة ومن ابواق منابرها الدينية في الترويج لأمور تخلو من الانسانية ومنها زواج القاصرات وشرعنة تعدد الزوجات ، وبشكل ادق هناك تعدد من نوعين نوع يسمى الزواج الدائمي مستندين الى صدر نص قرآني دون تتمة لبقية الاية ( ولن تعدلوا ) ؟؟!! وزواج اخر هو زواج مؤقت اي ( زواج المتعة ) والذي نسف البنية الاجتماعية والاخلاقية مستغلين الارامل والمطلقات وحتى الفتيات وهنا لا يمكن التعميم على ان من يمارس هذه الامور هم من رجال الدين او اتباعهم ، بل النزعة الذكورية والغريزة الحيوانية وكثر اموال الفساد جعلت الكثير من الشباب والرجال لا يكتفون بأمرأة واثنتين او 3 و4 شرعاً ( كما يقال ) وامام المجتمع ، بل يلجأون الى زواج المتعة الذي انتشر وترجم بشكل غريب ومقزز ، بالنسبة للقانون واضح وصريح يمنع ولازال العمل بقانون الاحوال الشخصية لكن نحتاج الى مؤسسة قانونية وقضائية رصينة خالية من الفساد والعقلية العشائرية، ونحتاج الى زيادة الوعي لدى المجتمع بالقوانين المدنية وقوانين الزواج ، ونحتاج الى اعلام يلعب دورا في توعية الناس ونحتاج الى منابر دينية حقيقية ومؤثرة ومتنورة تقدس انسانية المرأة ، لأن وبصراحة حتى المنابر الدينية فقدت جزءا من هيبتها ومكانتها المجتمعية بسبب سوء عمل احزاب الاسلام السياسي ، أن خلق شراكة واسعة بين المؤسسات الحكومية المعنية بحقوق المرأة سواء المباشرة أو غير المباشرة والجهات التربوية والقانونية والامنية والاعلامية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني من شأنه انه يعالج الكثير من المشكلات المجتمعية بما يجعلنا نعيش في مناخ من التقدم والتطور والازدهار.. تقبل كل المودة والتقدير


7 - طوباوية ....ولكن ممكنة
ثائــــــر ابـــو رغــيـــف ( 2018 / 4 / 19 - 15:23 )
هناك بيت شعر تم استهلاكه لغاية النفاد وهو (الام مدرسة ان اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراقِ) رغم البراءة التي قد يستوحيها القارئ من هذا البيت الا انه ابعد ما يكون عن البراءة (ربما لم يقصدها الشاعر بل اغلب الظن انه كان يعتقد انه يمتدح المرأة بمقولته هذه) اقول ابعد من البراءة لأن البيت يوحي بإن المرأة كائن يحتاج للبرمجة فإن اعددناها نحن معشر الرجال اعداداً جيداً ستكون مفرخة لرجال آخرين نفتخر بهم . سيدتي انا أُحمل المرأة أوزار كل ما وصلت اليه فهي شريكة لجلادها بما وصلت اليه فالمرأة الشرقية التي تنتمين انتي نفسك لها سواء بالنسب او التكوين تحملت وتحمل وستتحمل المسؤولية الاعظم بخصوص تربية الابناء والبنات وهم وهن سيتعلمون ابجديات السلوك المتحضر او الغير متحضر من امهم اولا فالاب الشرقي كعادة الشرقيين هو من يكدح من اجل الاسرة المرأة في مجتمعنا الشرقي بل وحتى الغربي هي جلادة ذاتها اذ كان بإمكانها منذ القدم تعليم ابناؤها الذكور على مبدأ العدالة وعلى ان حواء ليست ضلعاً معوج في صدر آدم ولكن وكما ذكرت آنفاً المرأة شريكة لجلادها


8 - مساء الخير!
Heiam Abu Zuluf ( 2018 / 4 / 20 - 07:12 )

مساء الخير!
تحياتي وتقديري للمرأة العراقية الصّامدة عموما، وللمبدعة الكاتبة انتصار الميالي بشكل خاصّ.
لقد تضمن مقالك أربعة معايير هامة وحيوية كقاعدة ومنطلق للمواطن بغض النظر عن انتماءاته المتعدّدة.
أمّا عن جاهزيّة أي مجتمع للعمل بموجبها، فهو أمر لا يحدث بين ليلة وضحاها، غير أنه من المهم البدء بممارستها من فوق (من السلطة السياسية) حتى لا تظل مستهجنة وتذوّت لاحقا من قبل المجتمع، حتى من الأحزاب الدينيّة. إذا لا أحد فوق القانون.
يجب التطلع إلى نظام ديمقراطي مدني والبدء بالسعي إليه والترويج له بكل الطرق المشروعة، فنظام كهذا يجب أن يبدأ من الشعب.
بنود الدستور التي تفضلت بذكرها والتي تكرس لواقع غير مرغوب فيه، لا يمكن أن تكون نتاج رؤية واعية وتقدميّة.. والمجتمع المدني – إن قام- كفيل بتغييرها.
طرحك يتوافق مع ما أومن به بأن حال المرأة ليس بمعزل عن المجتمع.. فلا يمكن أن تحصل على حقوقها –كإنسان- ما لم يحصل الرجل على مثلها. لم يتحرر الرجل بعد، لم يمارس الديمقراطية ولا الحرية التي تضمن الشعور الإنسانيّ. وأرجو ألا أفهم خطأ.. فتحرر المرأة ليس عبر الرجل المانح، إنما مع الرجل الواعي لمعنى الحريّة.. ومعنى أن تكون المرأة شريكته. وهي لن تكون شريكته ما لم تكن مساوية له، ولا أعتقد أن الرجل الواعي يرضى بالدونيّة لنصفه الآخر. علاوة على أن المرأة هي مورد بشري هامّ اقتصاديا واجتماعيا وحتى سياسيا.. من جهتي أعتبر المجتمع كائنا عضويا لن يكون سليما إلا بسلامة جميع أعضائه.


9 - رد الى: Heiam Abu Zuluf
انتصار الميالي ( 2018 / 4 / 20 - 18:50 )

الاستاذة هيام المحترمة ..
شكرا لأضافتك النوعية التي أغنت المنشور وكانت أضافة رائعة منك، اتفق معك بأننا بحاجة الى سلطة سياسية أي ( ارادة سياسية ) تكون مؤمنة بقيمة المرأة كعامل مهم في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع ونجاح العملية السياسية بالاضافة الى مساهمتها في تطور المجالات الاخرى والتي يتطلب تطورها تقدم المرأة وضمان مشاركتها الحقيقية والفعالة لبناء مجتمع سليم يكفل العدالة للجميع دون تمييز ، وان وجود المرأة كشريك اساسي في كل مفصل وجزيئة من السياسة العامة لكل بلد كفيل بنشوء مجتمع تقدمي يرى فيه كلاً من النساء والرجال انهم شركاء في التعاون المبني على اساس التفاهم والاحترام الكامل، حتى الان لاتوجد الارادة السياسية المؤمنة بوجود النساء كشريكات لايمكن فصلهن عن تقدم المجتمع العراقي وعملية تنظيم الدولة بدليل عدم وجود قانون للحماية من العنف أمام ارتفاع مخيف في نسب العنف الاسري والعنف بكل اشكاله الذي تتعرض له المرأة والفتاة والطفلة، فالمرأة العراقية تواجه العنف من مجرد كونها جنين بعمر 4 اشهر في بطن امها حتى اللافتة التي تكتب فيها الوفاة، وللتعامل مع هكذا مجتمع وهكذا ارادة يتطلب نضال عميق من قبل النساء اولا الى جانب نضال الداعمين والمؤيدين لحقوقها الانسانية نضال يقلب موازين الامور ويكسر النمطية المشوهة لأدوار النساء ويعترف بشكل كلي بأن النساء هن مصدر للتغيير والبناء والعطاء الذي من الخطأ تهميشه واقصائه. لذا يتطلب حزمة مترابطة من الخطوات العملية لأخراج المرأة من مستنقع الاذلال الذي يكرس عبوديتها تحت مسميات كثيرة وتفسيرات مقلوبة للدين.


10 - حياد الدولة
رائد محمد نوري ( 2018 / 4 / 20 - 07:58 )
تحية طيبة سيدتي..
تحدّثتِ عن حياد الدولة العلمانيّة، ترى هل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد السوفيتي سابقاً دول حيادية؟
هل تسمح مثلاً بريطانيا وأمريكا بتحوّلٍ نحو النظام الاشتراكي؟


11 - هل انتم مستعدون فعلا للمواجهة ؟
محسن حنيص ( 2018 / 4 / 20 - 11:34 )
اعتقد ان اي حديث عن المرأة وحقوقها او دورها في المجتمع سوف يقود مباشرة الى نقد القوى
المهيمنة على العقل في العراق او الوطن العربي ونعني بها الدين والقبيلة . هاتان القوتان هما اللتان تضعان المعايير والاخلاق والسلوك وتحدد السلطات ايضا . ولكي نخوض في اي موضوع يخص الحياة المدنية فعلينا ان نكون مستعدين لمواجهة هاتين القوتين . للاسف ان التيار المدني لايملك القدرة على هذه المواجهة ، لذلك فان الحل الوحيد هو اللجوء للغرب . لكن الغرب يواجه معضلة انه غير مقبول لأن التيارات الثلاث : القومية واليسارية والاسلامية ضده وتشوهه منذ زمن طويل ومازالت . اننا امام مأزق جدلي . يشبه البيضة من الدجاجة . وكل حديث هو عبث وغير فاعل
.طالما بقيت هذه الاشكالية غير محلولة
مع تحياتي الى السيدة انتصار الميالي

المهندس محسن حنيص
هولندا


12 - رد الى: محسن حنيص
انتصار الميالي ( 2018 / 5 / 15 - 20:56 )
الاستاذ المهندس محسن حنيص من هولندا ، شكرا على تعليقك وتوضيحك ... ان تحديد السلطات ليس بسبب الدين والقبيلة ولأكون واضحة معك اكثر هو بسبب رجال تاجروا بالدين مستغلين غياب الوعي والاحساس بالمواطنة اتجاه الكثير من القضايا وليست قضية المرأة فقط، بالاضافة الى استغلال مناصبهم الحكومية في خلق التوتر السياسي والامني وتعميق الكثير من المشاكل التي باتت لها اولوية اكبر من حقوق الانسان أو حقوق المرأة حتى وصل الحال بالمواطن ان يقول لا اريد شيء غير الامان امام غياب كامل لحقوقه البسيطة من خدمات وضمانات اجتماعية وصحية، اتفق معك ان تخلل قوى التيار المدني وعدم توحيد جهودها تسبب في عدم الاهتمام بقضية المرأة لا بل اجتهدت القوى التي تنادي بالعلمانية في الاستفادة من مفردة حقوق المرأة ووظفتها لمصالح شخصية وذاتية ضيقة في حين انها بعيدة كل البعد ان الاهتمام بواقع المرأة في العراق خصوصا المتنفذين في المؤسسات الحكومية او منهم قادة لأحزاب ليبرالية وعلمانية وهذا كان له مردود سلبي على نضال الحركة النسوية في العراق، الامر يتطلب توحيد للجهود وارادة صادقة للأعتراف بحقوق المرأة وبأن النساء شريكات حقيقيات في بناء الديمقراطية وصناعة التغيير .. لا جواري او حريم... تقبل فائق الاحترام

اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية