الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت رجل بسيط دون انثى

البدراني الموصلي

2018 / 4 / 18
الادب والفن


بيت رجل بسيط دون انثى
البدراني الموصلي

ليس مألوفا ان نرى ذكرا
يعيش وينمو ويحفظ النوع , دون انثى
ربما يستعصي على بعضنا الفهم ,
كيف يعيش الفحل وحيدا !!!
وهذه الأرض مملوؤة بالنساء
سمراوات وشقراوات
وبعضهن صبغن ما يغطي هاماتهن
بألوان ليس لها من الواقع شيء
الازرق والاخضر والاحمر القرمزي
حتى اصبحن نقيضا لأنفسهن ,
وبعضهن يحترن عند اختيار حتى ( ملابسهن الداخلية !!!)
وكأنهن سيذهبن الى العمل او الدراسة عاريات
بينما تنتحر انثى اليمام - حزنا وجوعا –
اذا فقدت ذكرها
هل تعرفون هذه الحقيقة
يا ساكني القرن الحادي والعشرين
وانا
كعراقي وعربي ومسلم ,
– حسب ما تقرؤه سجلات النفوس -
لا أرى في تلكم النساء
غير وحشية الجنس وفراغ العقول .
ولا أرى في ذلك اليمام , غيرفطرة ما يسمى بالانسان .

واعود بذاكرتي الهزيلة وبكم
الى هوميروس الضرير
لم يكن يدري : هل الآن نهار ام ليل
لم يكن يعرف شيئا عن الجنس
سوى ما توحي له به
احاسيسه الانسانية
( احاسيسه الانسانية العميقة جدا )
كان يدرك ,
ما لا ندركه نحن نزلاء القرن الحادي والعشرين
لم يكن يرى جمال استدارة النهد
ولا روعة المرأة الممتلئة الفخذين
ولا حتى شفتيها الصارختين بالرغبة
لم يكن يرى بعينيه شيئا
انما كان يفهم كل شيء
وبوضوح اكبر مني ومنك . نحن المبصرين .
وكتب ما لم يخلده التاريخ له
بل هو الذي خلد التاريخ بما كتبه.

واذا كنا مع انفسنا صادقين
فلنردد معا :
( ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان )
ولنكن منصفين
لكي نعطي لسجين المحبسين
–ابو العلاء المعري- حقه
وهو , اعمى
لا يعرف هل الآن نهار ام ليل .
وهو مقعد في باب بيته الطيني
مكتفيا ان يسمع خفق نعال السائرين
غير مكترث لذكر او انثى ,
فقد كان في لجج الظلام.
حتى اضطره عذابه الانساني ان يقول :
( هذا جناه ابي علي وما جنيت على احد )
فهل على لسان اي منا مرارة مثل هذه المرارة ؟؟؟؟

هل تبقى فينا جميعا – أنا وأنت , ونحن مبصرون –
وجميع محتويات القرن الحادي والعشرين
من يرى الليل – اي ليل – عروسا من الزنج
ويرى ما يزينها ,
وهي نجوم , لم ير بريقها المعري , ابدا
قلائد من ذهب له بريق ؟؟؟
يتلألأ على جيد عروس من الزنج

نحن موجودون في زمن ليس له وجود
قلتها قبل قرنين او ما يزيد
اننا اليوم في زمن ليس له وجود
فلنسارع الى الانسان الذي يحتضر في اعماقنا
ولنتوسل اليه ان ينقذنا
قبل ان تذرونا الرياح .

عصفت بي اليوم , هواجس مريبة
اخاف ان اعترف بها امامكم
رغم انني واثق تماما
انها هواجسكم ايضا
لأنكم , ما تزالون تنتمون الى صنف من الكائنات
لم يجرؤ دارون في جداوله
ان ينزلكم من علياء تصنيفه البايولوجي للكائنات,
ولا فرويد , في سبره الغريب لأعماق انفسنا
واكتشافه ان علاقة الرضيع بثديي امه
هي اولى حوافز الجنس .
ولا حتى الفريد نوبل , وجوائزه السمينة
استطاع ان يرفع وضيعا ,
او ان يحط من قدر سامق بشموخ انسانيته .
لقد جاهد هؤلاء العظماء
ان يقتحموا التاريخ , ليثبتوا له
اننا – ايها الاصدقاء - صنف من الكائنات
لن نتآكل , كما تتآكل ضفاف الانهار
أو تأسن كما نهر العشار ,
الذي تزكم رائحته انوف الفقراء , في مدينة الفقراء
لقد اثبتوا , اننا هو النهر الجارف
السريع الجريان
والذي سيكتسح كل نفايات القرن الحادي والعشرين
ويعود بنا , او بأجيالنا القادمة
الى علياء دارون في جداوله الطويلة والمملة
والتي وضعت القرود بأصنافها , تحتنا مباشرة
والى اعماق فرويد , الذي لم تسمح له جداتنا
ان يعالجهن كطبيب , في مستشفى الصدر التعليمي
والى شهامة نوبل , وأسفه العميق على ما اقترفه ذكاؤه .
نحن محتاجون الى شيء من الصبر
قد يطول , ويجتاز صبر ايوب
لكننا سنرى ثماره دانية قطوفها
ان لم تكن لنا , فلأجيالنا القادمة
لهذا , اناشدكم , وانا منكم ,
ان نسارع , معا , لأنقاذ الانسان
الذي يحتضر في تلافيف القرن الحادي والعشرين
قبل ان تذروه الرياح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل