الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل ليس بالعودة الى أحضان نظام الاستبداد

صلاح بدرالدين

2018 / 4 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




قضية للنقاش
( 143 )
منذ أكثر من ثمانية أعوام يحاول النظام وحلفاؤه وأعوانه والى جانب القتل والتدمير المادي الممنهج وتهجير نصف السوريين شن الحرب النفسية المعنوية ببث الروح الانهزامية بين صفوف الشعب ليفقد الأمل بالمستقبل ونشر اليأس ومشاعر الاحباط حتى يقضي على ارادته في نشدان الحرية والكرامة ويصل الى درجة الندامة ثم العودة الى أحضان الاستبداد مجددا نعم لايمكن انكار صعوبة الحالة العامة وماحل بالسوريين من كوارث فكلنا نعاني من ذلك وبدرجات متفاوتة طبعا ولكن يجب فهم أن كل ذلك يشكل جزءا من ثمن الحرية التي لن يتم الحصول عليها في ظل مثل نظام بلادنا الهمجي الطائفي العنصري المستبد الا بقبول دفع الثمن مهما كان غاليا .
كما لايمكن في أي حال تناسي نتائج الانتكاسات أو اغفال الارتداد الحاصل في صفوف الجزء الأكبر من ( المعارضة ) التي سيطر عليها الاسلام السياسي بداية ثم تسلل اليها الوافدون من صلب النظام وأجهزته واداراته وحزبه مما مكنهم من افراغ الثورة السورية الوطنية من مضامينها الديموقراطية وأهدافها النبيلة وذلك بدعم واسناد النظام الرسمي الاقليمي ورضا الأطراف الدولية المعنية حيث الجميع كانوا متفقون على عدم السماح لتوسع الثورة وانتصارها التي كانت تتميز عن كل تجارب ثورات الربيع من حيث المجتمع السوري التعددي ( قوميا ودينيا ومذهبيا ) والموقع الجيو سياسي الاستراتيجي لأن تحول بلد مثل سوريا وبكل مواصفاتها الى الحالة الديموقراطية والتماسك المجتمعي بعد حل القضايا العالقة مثل القضية الكردية يتناقض مع مصالحها الآنية والمستقبلية في الشرق الأوسط .
وبالنسبة للكردي السوري يمكن تفهم غضبه المزدوج مرة بشأن الوضع العام وأخرى بسبب المشهد الخاص المحزن للحالة الكردية : مناطق تفرغ من سكانها وخصوصا من الشباب نتيجة التطهير الحزبي وسلطة امر واقعية مستبدة ترفض الآخر المختلف وتخونه وأحزاب بقيادات فاسدة وفاشلة اما تدور بفلكها أو تصارعها من دون برامج وأهداف واضحة مما تزيد من مشاعر الاحباط والسوداوية وشعور عام بالوسط الكردي السوري بالخذلان من القريب والبعيد والأخطر من هذا وذاك هو واقع الجمود والغموض بشأن القضية الكردية وقيام القيادات الحزبية بخلط الأوراق لتعتيم المشهد حول من هو الصديق والحليف ومن هو الخصم ومن هو العدو وطنيا واقليميا ودوليا .
كل ذلك دفع المتربصين من تيارات سياسية حزبية التي لم تنقطع يوما عن التعامل والتعاون مع النظام وبعض السذج من الأفراد الى الدعوة للاستسلام والعودة الى براثن النظام السبب الأول في محنة الكرد وكل السوريين وأتوجه الى هؤلاء بأن مصلحة الكرد وقضيتهم لن ولن تكون أبدا الى جانب النظام في اللحظة الراهنة بل مع الشعب السوري وحركته الوطنية والديموقراطية بكل تفتتها وبالرغم من كل الملاحظات والمآخذ والانحرافات في الجسد ( المعارض ) ومثل هذه الأمراض تتوفرأيضا في حركتنا وخصوصا بين أحزابنا ( مافي حدا أحسن من حدا ) والكل أحوج مايكونوا الى الاصلاح والمراجعة والتجديد .
من المؤكد وفي نهاية الأمر سيحل السلام في بلادنا ولكن قد يكون ليس كما يتمناه السورييون لأن القرار بأيدي الخارج وهو اما محتل أو متواطىء أو متفرج أو مستفيد من الوضع وكلنا نتابع مايجري الآن من مفاوضات في الكواليس الخارجية بعد الضربة العسكرية الغربية المحدودة حول مشاريع ومقترحات تتعلق بمصير رأس النظام وأتباعه وبمفاوضات – جنيف – ومسألة الحكومة الائتلافية وغير ذلك من المسائل المختلف عليها حول مصير سوريا كدولة ونظام سياسي .
ماأريد ايضاحه أننا نحن الكرد السورييون وفي حالتنا البائسة الراهنة ووضعنا المنقسم على ذاته لن نستطيع التأثير في الأحداث وكل الخيارات لن تكون ذات جدوى فان هرول البعض منفردا نحو دمشق المدار من نظام موغل بالاجرام وأيل للسقوط أصلا لن يكون له دور أو قيمة ولن يحقق شيئا لمصلحة القضية الكردية وان تخندق البعض الآخر الى جوار قوى دولية من دون أساس سياسي مثبت وشفاف لن يكون الا تابعا ذليلا ووقودا لحروب الآخرين وان تشبث البعض في مواقع الى جانب الخاسرين الفاشلين كما هذا البعض فلن يحصد سوى الندامة والخذلان ولكن ازاء كل ذلك مالعمل ؟
كماأرى فان الطريق الوحيد الذي يمكن سلوكه ويحمل بعض الأمل هو أولا وقبل كل شيء اعادة النظر في حالتنا الداخلية والاستعداد للتحرك بتوفير الشروط اللازمة وأولها معالجة الانقسام الكردي باعادة بناء الحركة الوطنية الكردية بجانبيها الذاتي والموضوعي وتوحيد الصفوف عبر عقد المؤتمر الكردي السوري كمصدر للشرعيتين القومية والوطنية بشرط الاستفادة من اخفاقات الأحزاب وعدم تكرار التجارب المريرة وذلك بأن يكون المؤتمر المنشود بلجنته التحضيرية وأعضائه المشاركين بأغلبية من الوطنيين المستقلين والفئات الشبابية وناشطي المجتمع المدني مع مشاركة من يقبل الصيغة المطروحة من الحزبيين وأن تكون قرارات المؤتمر ملزمة ومدعومة من الشركاء والأشقاء والأصدقاء على الصعيدين الاقليمي والدولي .
وبعد ذلك فان القيادة الموحدة الشرعية المنتخبة للحركة الكردية ستكون مخولة باختيار ماتراه مناسبا لمصلحة الشعب الكردي خصوصا والسوريين بشكل عام وتتحمل المسؤولية في مواجهة كل التحديات وأولها اصلاح وتعزيز العلاقات الوطنية السورية على أسس سليمة واعادة النظر في العلاقات الكردستانية شرقا وشمالا وترسيخها على قاعدة التنسيق والتعاون وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية واحترام خصوصيات كل جزء وايلاء الاهتمام الأكبر بالعلاقة مع الأشقاء في كردستان العراق وخاصة حزب البارزاني الخالد هذا ماأراه كخيار على درب الخلاص .
والقضية تحتاج الى نقاش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي