الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلامية / عندما نقرأ - الاخر - من غير استراتيجية عملية و علمية
حمزة بلحاج صالح
2018 / 4 / 18العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة لعله يعي...
ماذا يفيدنا " الاخر" إن لم نحسن قراءته و وضع بل فهم إشكالاته في سياقها بدل نقلها و انتحالها و ترديدها و اصطناعها و جعلها قهرا إشكالاتنا نحن و اقحامها في فضاء محاولات التفلسف عندنا ..
ما جدوى مثلا منجز " ميشال دو سارتو" أو ما جدوى النقد الثقافي و دراسة مختلف الأشكال التعبيرية للثقافة الشعبية و الفن و اللغة خاصة منها الهامشية التي تصنع عوالم تعبير موازية لتلك المستهلكة كما هو عند الأمريكيين خاصة مقلدة حرفيا من غير تطبيقات و تشجيبات و تبيئة
مثل الإشتغال بالغرافيتي و النمذجة و التنميط و الجندر و الحرية الجنسية و خطابات النسوية و " الهيمنة الذكورية " بلغة " ما بعد بورديو" و الخربشات على الجدران و لغة الفن مثلا لا حصرا " الهيب هوب " و غيرها من التعبيرات ...
حتى ظهر "علم" أو " فن" " التأويل الثقافي" و قد سبق أن تناولت صاحبه الذي اشتهر به على صفحتي القديمة " كليفورد غريتز" الذي ذاع صيته من خلال الكتاب الشهير " تأويل الثقافات "...
و خلاصة عمله تتمثل في أشكلة التأويل و بناء صرحه كعلم من خلال مداخل نقدية ثقافية ..
و أحسب أن هذا من امتداد هيمنة النزوع الأنثربولوجي على العلم الإنساني عموما و محاولة انتزاعه المشروعية و صبغة العلم و المعرفة بواسطة الأنثربولوجيا و هو موضوع يتصل بالمعنى إتصالا بنيويا و من ثمة بما بعد الحداثة و هبلها و خبلها كما أعتقد..
يتحدث الدكتور العائد من باريس عن "ستانلي فيش" باعتباره قنبلة فكرية و هي مبالغة كبيرة و انبهار شديد و تقليد ..
حيث لم يكن الرجل قنبلة في حصنه " العالم الغربي" فما بالك أن يكون " قنبلة " في حصننا ه مستقيلا عن اقعنا و عمله يتصل أساسا بموضوع القارىء و النص و كيف أن القارىء صانع النص ..
هذه فلسفة أم هوس و هرطقة و عبث لا نجد له مكانا في فضاء مشروع نقدي و حضاري بديل و لا نتمكن في جميع الحالات من أشكلته في سياق لحظتنا و واقعنا...
هذه التي سماها قنبلة لم يصنعها " بول ريكور" من قبل و لا من بعد في عالم الحكي و الرواية و السرد و النص فكيف ب " فيش" أن يكون صانعا لها ...
و يواصل ناقل الخبر ولعا و انبهارا الدكتور العائد من باريس منذ سنتين ربما أو أكثر و قد عاد إلى حضنه الطبيعي ...
و قد كنت أتتبع نقوده التي يسميها ثقافية و هي غالبا نقول لا نقود و كنت أشير إليها بملاحاتي النقدية على صفحتي الإفتراضة القديمة التي فقدتها فكنت لا أرى فيها إلا مجموعة قصاصات " بوزل " و شطحات لا تنخرط في مشروع نقدي و ثقافي واضح و متصل بحالنا بل قراءة عجائبية و غرائبية أو دونها بكثير ...
إنها قراءة مستلبة إغترابية تنتحل و تعيد الصياغة و تنقل إشكالات لا تعنينا إطلاقا و لا تجد مكانة لها في نسقنا الثقافي و المعرفي و الإجتماعي
تنقل بيننا من بيئة إلى بيئة غير معنية بها لا من قريب و لا من بعيد..
هل تراني أدعو الناس إلى رفض كل المنجز الإنساني و الإكتفاء بالتراث العربي الإسلامي كما يفعل التراثيون كلا كلا ...
رفضي ليس كرفضهم و قراءتي للاخر ليست كمواقفهم العمياء و الماضوية ...
تتبعت ذلك الضجيج و تلك الإعجابات و الإنبهارات لهذه النقول و كنت مندهشا من إلغاء العقل و النزعة العجائبية و التقليد و عشق الجديد براقا و لو مستقيلا عن واقعنا من غير فهم سياقه و لا فهمه كمنجز حيث يتم فهمه غالبا بحالة المستلب و بعنتريات و شطحات و هرطقات و إتباع و تقليد غير مبصر و موضة ....
الحداثة و النقد و التفلسف و الكتابة ليست عبثية و لا تسلية و لا موضة و لا تقليد طفولي مراهق و لا انبهار و إتباع غبي و لا مراوغات و تسويق إعلامي...
لا أقلل من قيمة ما يكتب مثلا "دوسارتو" و " فيش" و " دريدا " و غيرهم كثير...
المشكلة كيف نوظف كنوز غيرنا فلا نشيطنها و لا نقدسها أو ننتحلها و نرددها نظريات فجة و مفاهيم لا تجد في الايبستيمي العربي و الإسلامي وظيفة فلسفية عملية أو نستهلكها من غير جدوى عملية ...
و أحترم ما يكتب هؤولاء بل أثمن الكثير منه وأبقي بعضه تحت عنوان " جيمناستيك " العقل و الإدراك و التمثل و التصور و الإستلاب لأدوات ما بعد الحداثة العدمية و انفلاتاتها و إن كنت لا أتقاسم أيضا فهمي مع فهم كثير من ينعتون ب " الحداثيين " و " مابعد الحداثيين " على حد سواء لكنني أفهم منجزهم في سياقه و أسسه البعيدة و العميقة و الراهنة و في سياق لحظته و زمنه و أطره و بيئته و أستفيد من تأسيساته و مفهمته و تجريده و استخداماته في سياق جديد و اخر....
أن نرى جنونا ذلك المنجز " المابعد - حداثي " الغربي في نظرنا و بالنسبة إلينا و هو أي منجزهم لا يرى نفسه جنونا باعتباره تطور و انتقل من سياق الحداثة إلى ما بعدها و من شكل من العدمية إلى شكل اخر للعدمية غالبا و تباعا و حاصلا نراه شاهدا على تشظي القيمة و المعنى معا لترابطهما كما بينت ذلك " حنا أرندت " و " ألان توران " و غيرهما ....
أن نراه جنونا فهذا استعلاء يصنعه نوع من إيمان المسلم الذي يتفه أقوال الغير من غير فهم عميق سوى التكفير و التسفيه و التخبط فهذا لا يعقل ...
و أن نستدعيه أيضا و ننقله في حالة من القيد و الدهشة و الإنبهار و الإعجاب و الأسر و التقليد المحاكاتي الشكلي فهذا أيضا استلاب و تقليد و ماضوية و حبو في محراب الفلسفة و العلم و المعرفة الغربية ..
لكن أن يجن الواحد عندنا و هو يحدثنا عن " ما بعد الحداثة " تأييدا و مريدية و تضائلا و ربما هرفا و هرطقة أو رفضا يجهل معه سوسيولوجيا المنجز الحداثي و ما بعده و علاقته بالسياق و التطور التاريخي الذي جاء بها فسيكون ذلك أكثر من الجنون...
عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي...
و كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد