الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضوج انتخابي

نجاح العلي

2018 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


نجاح العلي
التجربة الديمقراطية حديثة العهد نسبيا في العراق، شابتها العديد من المعوقات والصعوبات وأحيانا الإخفاقات، لكن هناك نضج انتخابي سواء من الناخب الذي بات يقيم الأحزاب والشخصيات السياسية بناء على أدائها السياسي، او التشريعات والقوانين المتعلقة بالعملية الانتخابية التي تغيرت ونضجت مع مرور الوقت وانتقلت من القائمة المغلقة الى القائمة المفتوحة وتخصيص مقاعد للاقليات وكوتا للنساء، وإقرار قانون الاحزاب الذي افضى عن تسجيل 204 حزبا سياسيا بشكل رسمي، فضلا عن اعتماد نظام سانت ليغو المعدل رغم العديد من التحفظات والجدل بشأنه وكل طرف له مسوغاته ومبرراته، لكنه في النهاية خطوة بالاتجاه الصحيح نحو عملية انتخابية تمثل جميع مكونات المجتمع العراقي، اضف الى ذلك امكانية تطبيق التصويت الالكتروني الذي سيمنع التزوير ويوفر امكانية عرض النتائج بسرعة وشفافية عالية.
ايام قلائل فقط تفصلنا عن موعد انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات والاقضية والنواحي المقررة في12 ايار المقبل، ومن الأشياء المهمة والضرورية التي من المفترض الالتفات والانتباه إليها هو وضع معايير وشروط عند الترشح للانتخابات بغية تنظيمها والحد من التشويش على الناخب وهدر المال العام في قوائم ومطبوعات لاناس لاقاعدة جماهيرية لهم، وهذا ما اثبتته الدورة الانتخابية السابقة اذ ان مئات الاشخاص ان لم نقل الالاف لم يحصلوا الا على عدد محدود جدا من الاصوات لايتجاوز المئة صوت، وهنا لابد من وضع غرامة لاتقل عن 25 مليون دينار تدفع كتامينات اولية لكل مرشح لم يحصل على مئة صوت على الاقل، والامر نفسه ينطبق على كل كيان سياسي لم يحصل على ألف صوت.
كما ان عملية الترويج الانتخابي شابتها في الفترات السابقة فوضى كبيرة وتشويش وتأثير على إرادة الناخب عبر استحواذ أحزاب متنفذة على واجهات مهمة وفي أماكن مميزة في حين حرم منها الآخرون، فضلا عن عدم تحديد أماكن محددة للدعاية الانتخابية وبمساحات متساوية لجميع المرشحين، اضافة الى ضرورة اجبار المتنافسين على ازالة الملصقات والبوسترات بعد اعلان النتائج والا تصادر التامينات المالية وتعطى الى المجالس البلدية التي تأخذ على عاتقها إزالتها.
يحدونا الأمل في الفترة القريبة المقبلة ان تشهد العملية السياسية نضجا اكبر ينسجم ويتناغم مع ضرورات المرحلة وان تبزغ للوجود تحالفات وكيانات سياسية عابرة للاصطفافات الطائفية والدينية والمذهبية، دون ان يتخلى او يفقد اي مكون انتمائه، على ان تجتمع هذه الكيانات على برنامج سياسي واضح المعالم وقابل للتطبيق على ارض الواقع يلبي طموحات وامال المواطنين، وبعيدا عن المناكفات الحزبية والتسقيط السياسي، ويا حبذا لو اجريت مناظرات سياسية هادئة ورصينة بين الزعماء السياسيين تعبر عن الاحترام المتبادل والاحتكام الى صناديق الاقتراع المعبر الحقيقي عن ارادة الناخب الذي بدأ رويدا رويدا يسأم من العملية السياسية برمتها لو لم يتحقق استقرار سياسي ونهوض اقتصادي وتوفير الحد الادنى من الخدمات الأساسية التي باتت محدودة او منعدمة في الكثير من المدن والقصبات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي