الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور بقرار جمهوري

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 4 / 20
السياسة والعلاقات الدولية


قرر الرئيس الإنقاذي عمر البشير خلع وزير خارجية نظامه إبراهيم غندور من منصبه بقرار جمهوري صدر مساء أمس الخميس 19 ابريل 2018م بعد حديث الوزير غندور في البرلمان الإنقاذوي عن تردي حال البعثات الدبلماسية والتي لم تصرف رواتب الدبلماسيين ولم تسدد متأخرات إيجار مقراتها لسبعة أشهر ويزيد وطلبهم العودة إلي السودان.

رغم توقع خلع غندور منذ إعلان النظام رهن أراضي البلاد بصفقة الإستثمار لدى التحالف الإسلاموي الثنائي (تركيا - قطر) وبحسب التكتلات داخل الإسلاميين في السلطة غضب غندور وقتها وقدم إستقالته ورفضها النظام لحسابات المشايلة بين الشلليات المتصارعة علي السلطة داخل النظام الحاكم.

البروف غندور فجر فضيحة البعثات الدبلماسية داخل برلمان النظام كمحاولة منه للقفز إلي الأمام والتملص من مسؤليته تجاه الفشل الدبلماسي والفساد الأخلاقي المنتشر وسط سماسرة الدبلماسية الإنقاذية، وأراد غندور في هذا الوقت بالتحديد أن يطلق أخر رصاصة ويخرج من السلطة غاسلا وجهه مما يجري في النظام مبرزا نفسه كمدافع عن حقوق الدبلماسيين، والحقيقة انه كان علي علم بكل المشكلات التي تسبب فيها نظامه ولكنه صمت ولم يتحدث إلا دفاعا عن السلطة حتى دارة عليه الدوائر ووجد نفسه ومجموعته خارج اللعبة.

الأن بعد خلع غندور من منصبه نتوقع تصاعد الحرب داخل المؤتمر الوطني وفتح ملفات كبيرة حتى لو من خلف الكواليس فهي حرب نفوذ وسلطة وتسلط أطرافها المتنازعة فاسدة بكل المقايس، ولا يدفع الثمن سوى المواطن الذي باتت قضاياه خارج جدول النظام المنشغل بلعبة الكراسي.

كل ما يجري الأن يعبر عن إنهيار النظام وسقوط نظريات (ترقيع النظام) ولا يوجد سبب واحد مقنع لبقاء هذا النظام وقد نفر منه الجميع حتى المقربين منه وأخرهم الوزير غندور.

هذه فرصة جيدة للإسلاميين المعتدلين الذين صحت ضمائرهم ومنهم حركة الإصلاح الآن بقيادة د. غازي صلاح الدين العتباني وحزب المؤتمر الشعبي المنقسم بين معسكري (المشاركة والممانعة) ليلحقوا بالمعارضة لتحقيق التغيير والتحرر دون إستثناء لأي مجموعة تود التراجع عن خطوط الأخطاء الإنقاذية لتقف حيث مطالب الجماهير والقوى الديمقراطية الثائرة لتحقيق الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي وتشكيل دولة السلام والحرية والعدالة للجميع، اما غندور ومن سبقه في الخلع والطرد فعليهم أن يدركوا فظاعة ما إرتكبوه او صمتوا حين إرتكبه النظام وهم جزء منه بحق السودانيين في كل السودان، وعليهم بعد الذي كان تقديم إعتذارهم للسودانيين والتشجع في قبول المثول أمام محاكم الشعب والتاريخ إمتثالا للعدالة التي ستطالهم طوعا ام عنوة فلا أحد فوق قانون الشعب حين يثور وينتصر، ولا أحد سيكسر اقلام التاريخ عندما تكتب الحقيقة.


سعد محمد عبدالله
20 ابريل 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على