الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ج2من2ج : هل وضع النجيفي فيتو على رئاسة -العامري- وانحاز مبكراً الى العبادي

علاء اللامي

2018 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نواصل قراءتنا في حديث السيد أسامة النجيفي الأخير للحياة السعودية ولكننا هذه المرة سنكتفي بتعليقات وتساؤلات لماحية سريعة
6-ويقول النجيفي: (إن رئيس الوزراء لا يتدخل في عمل الوزراء، وبالتالي فإن الوزير حر في وزارته).
*ألا يعني هذا الكلام أننا أمام حكومات شبه مستقلة في حكومة واحدة، دويلات طائفية غير معلنة ضمن دولة واحدة تابعة للأجنبي، ولا يجمع بينها سوى توزيع الحصص والحماية الأجنبية؟ أليست هذه الحكومة التي يسمونها " حكومة الشراكة الوطنية " أشبه بالقنبلة العنقودية القاتلة؟
7- ويقول النجيفي ( هناك كتل هي الأقرب إلينا في المنهج والرؤية. لدينا تفاهمات مع الكرد، خصوصاً الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، ومع الدكتور برهم صالح. ومن الكتل الشيعية الأقرب إلينا: الحكيم، ومقتدى الصدر، والعبادي).
*هذا يعني أن النجيفي موافق على التشارك أو التحالف في مرحلة ما بعد الانتخابات مع العبادي والحكيم والصدر، أما علاوي فلا نعتقد أنه يرفض التحالف معه، ولكنه يضع فيتو على تحالف العامري وتحالفه "الفتح" رغم أنه لم يقل ذلك. وهذا يشي بأن الاستقطاب الطائفي قد يتخذ مستقبلا شكلا فصائليا مسلحا فالنجيفي ذاته لديه فصيله المسلح المدعوم والممول والمسلح والمدرب من قبل تركيا والجيش التركي الذي تحتل قواته أرضا عراقية قرب بعشيقة بحجة أن حكومة العبادي ووزير الدفاع السابق " خالد العبيدي" عقد اتفاقا معها لتدريب قوات عراقية! إن الاستقطاب الطائفي إذا اتخذ لغة الفصائل المسلحة فسيكون أفقا دمويا وتدميريا محتملا بين الصقور من الطرفين الطائفيين في المعادلة التي أوجدها الاحتلال الأجنبي.
8- وحول أداء العبادي يقول النجيفي (هناك تغيير واضح عن فترة سلفه السيد نوري المالكي. العبادي نجح في بعض الملفات، ولا ننسى أن الظروف الإقليمية والدولية ساعدته كثيراً. العبادي لا يزال مكبلا بقيود الحزبية؛ حيث لم يتمكن من الخروج من عباءة «حزب الدعوة»؛ بينما كانت أمامه فرصة كبيرة ليخرج إلى الفضاء الوطني بعنوان جديد. أيضاً لا بد أن نسجل أنه في عهده نمت الجماعات المسلحة).
*النجيفي الذي يسجل هنا على العبادي أن الجماعات المسلحة نمت في عهده وأنه حزبي من حزب الدعوة ينسى أنه حزبي ولديه تحالف عريض وأن لديه فصيله المسلح العائلي الخاص "حرس نينوى" الذي يقوده أخوه أثيل، المطلوب للقضاء بتهم فساد عديدة، والشريك الثالث المباشرة في تحمل مسؤولية هزيمة حزيران العراقية 2014 وسقوط الموصل أو هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من "مسرحية" لجنة التحقيق البرلمانية التي حققت في تلك الكارثة. ينسى النجيفي أن فصيله وحزبه ممولان من تركيا ودول خليجية معروفة وكان حريا به - هو أو سواه - لو أراد أن يصدقه الناس أن يحل ويصفي فصيله المسلح أو يعلن عن رغبته بفعل ذلك أولا، ثم يطالب بحل الفصائل المسلحة المقابلة لفصيله طائفيا.
9-ويقول النجيفي (نعم، ندعم العبادي لولاية ثانية لكن بشروط. نحن نريد برنامج عمل واضحاً، وشراكة سياسية حقيقية؛ لكنه يبقى شريكاً محتملاً. كذلك الأمر بالنسبة لشخصيات أخرى، مثل الحكيم والصدر؛ حيث نرى أن لديهم لمنصب رئيس الوزراء شخصيات محترمة ومهمة).
*هذه إشارة أخرى إلى موافقة النجيفي منذ الان على الاصطفاف مع العبادي بعد الانتخابات ضمن تحالف تدعمه واشنطن والسعودية وتركيا ويشكل البارزاني والحكيم وربما الصدر أطرافاً فيه وقد لا تحتاج واشنطن الى التنسيق مع إيران عندها إذا حصل هذا التحالف المرتقب على الأغلبية البسيطة في البرلمان ولكن هذا أمر غير أكيد كما يبدو.ولكن من قال لنجيفي إن العبادي لن يتحالف مع العامري وهناك إشارات و أدلة عملية كثيرة على ذلك ليس أقلها إنهما بدآ بتحالف واحد ثم خرج العامري دون أسباب مقنعة ؟!
10-ويقول النجيفي (مشكلة الكرد الدائمة أنهم يتطلعون إلى الدولة الكردية، وقد تسرعوا بالاستفتاء الذي أجروه العام الماضي ... الإطار العام للعلاقة بين بغداد وأربيل بقي لفترة طويلة بعد عام 2003 عبارة عن تفاهم شيعي – كردي، ولم نكن نحن السنة طرفا فيه. وقد كان ذلك على حساب العملية السياسية. أشياء تطبخ بينهم لا نعلم بها؛ لكن قوة الكرد بدأت تضعف أمام نمو قوة بغداد، حتى وصلت الأمور إلى الاستفتاء، وما جره من مشكلات على الكرد قبل غيرهم.)
*عجيب أن يعترف النجيفي بوجود حكم قائم على الصفقات الطائفية الثنائية ثم يسجل نقده لهذه الصفقات التي حكمت وما تزال تحكم وضع الحكم في العراق رغم انه أو الطرف الذي يتحدث باسمه كان الطرف الثالث الفعال في الحكم فهل انتقد يوما تلك الصفقات والتحالف الشيعي الكردي؟! والأكثر عجبا من ذلك هو أن يسجل النجيفي اليوم أن البارزاني "تسرع في إجراء الاستفتاء" وكأنه يلوم البارزاني على التسرع والتوقيت وليس على مبدأ الانفصال عن العراق وإقامة كيان عائلي وعشائري مدعوم من إسرائيل فقط! ورغم ذلك فالمعروف أن النجيفي لم يقل كلمة واحدة ضد "تسرع البارزاني" ولم ينصحه بالإبطاء في ركضه نحو نهايته قبل أو خلال الاستفتاء! فهل يمكن لأحد ان يستأمن النجيفي على وحدة العراق؟ ومن يضمن ألا يبادر هو وحزبه غدا الى إعلان قيام " الإقليم السني" الذي يحلم به وطالب به علنا؟
11-ويقول النجيفي (نينوى عانت كثيراً خلال السنوات الماضية بعد احتلال «داعش»، وما حصل من نزوح ومشكلات. نحن واثقون من جمهورنا، وسوف نحصل على ما نعتقده طموحنا رغم التحديات والتنافس. هناك أطراف كثيرة دخلت على نينوى، وبعضها محمية بالسلاح؛ لكننا أقوى جبهة سنية رغم كل شيء).
*يبدو أن النجيفي متشائم من نتائج الانتخابات عبر اعترافه "بوجود التحديات والتنافس" ولكنه ولرفع معنويات فريقه وقائمته العائلية الفئوية يقول كلاما آخر حول احتمال الحصول على "ما يعتقده طموحه".
*أختم هذه القراءة في حديث السيد أسامة النجيفي بالكلمات التالية: معلوم أن ساسة العملية السياسية الأميركية " نظام المحاصصة الطائفية" ينقصهم الخيال السياسي أو ربما لا يريدون استعمال خيالهم لابتداع حلول خلاقة لأزمتهم لأنهم لا يريدون إنهاء هذه الأزمة التي هي أزمتهم وأزمة العراق ككل والذي بات يختنق وينهب ويتفسخ جراء هذا النظام. ولو كان للنجيفي او أي سياسي عراقي يريد التغيير إرادة حقيقية في التغيير لفكروا بمشاريع جديدة وخلاقة للخروج من هذا الوضع. من ذلك أن يطرحوا برنامجا فعليا بسقف زمني لإنهاء الأزمة عبر حكومة انتقالية لمدة عام واحد يكون وزراؤها من التكنوقراط ويحتل فيها مناصب الرئاسات سياسيون مستقلون من غير العرب الشيعة أو السنة وتكون مهمتها الأولى الإعداد لإعادة كتابة الدستور العراقي من قبل خبراء دستوريين غير حزبيين وبشفافية تامة وعرضه على الاستفتاء الشعبي في الشهر الأخير من حكم الحكومة الانتقالية وتنتهي عهدة هذه الحكومة بإجراء انتخابات عامة بإشراف قضائي عراقي مباشر و بمراقبة شعبية ودولية مستقلة وبعد تشكيل مفوضية انتخابات من الخبراء التكنوقراط المستقلين.
*إن من المفهوم والمتوقع أن يسفِّه أهل النظام الطائفي اللصوصي والمدافعون عنهم من الكتبة والمتثاقفين "أيتام بريمر" المأجورين أي طرح بديل جذري ويسخرون منه ويعتبرونه نوعا من الطرح الخيالي وغير الواقعي والمتطرف، فهذه مهمتهم التي يتقاضون عن أدائها أجرتهم مناصب وأموالا و"أوساخ دنيا" غيرها، ولكن غير المفهوم وغير المتوقع تماما أن يشارك في هذا التسفيه ونشر اليأس والقنوط من إمكانيات التغيير الحقيقي من خارج النظام وعبر الحراك الشعبي واسع النطاق ورغم أنف الحكم وأنوف حماته الأميركيين والإقليميين بعض السياسيين والكتاب والمثقفين الديموقراطيين والوطنيين الذين عرفوا بمناهضتهم للاحتلال والطائفية! وهذا أمر يشير إلى أن البعض لا يستطيع الانفكاك عن نزعته السلبية فيعبر عنها تارة بجلد الذات وشتم الشعب العراقي بملايينه الثلاثين أو بتأييدٍ عاطفي أو انحياز معلن أحيانا لهذا الطرف السياسي الطائفي، المسلح أو غير المسلح، أو ذاك، فيعول عليه في الخلاص من النظام الرجعي والتبعية للأجنبي، أي انه يراهن على البنادق الطائفية بهدف تغيير الواقع الطائفي ذاته، وهذا كما أثبت التاريخ العراقي البعيد والقريب أنه من سابع المستحيلات!

*كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال