الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب مسجى بالعراء

كمال تاجا

2018 / 4 / 20
الادب والفن


شعب مسجى بالعرء

لقد عرضنا على العالم المتحضر
مشاهد شتات مواطنين
مشلوحين في خيام
العراء
غير هيابين
على ما يدور بالخفاء
من صراع
على بقاء
صلح وشيك
أواصر قربى
أو لحمة أهلية
~
والخلاف الدائر
لا يوحي بالقليل من
تخفيف حدة
النزاع
~
وينفقع في عيوننا
كانفجار
نحيب مزمار
إعلان حرب مجنونة
لا تبقي
ولا تذر
شعب واقف على الحياد
~
ونرهف السمع
لصفير أبواق
ريح صرصر
لقصف متواصل
على سكن جيراننا
~
مع حداء زوبعة
دويّ قصف
تجر
هزيم رعد
غارات متواصلة
وعلى أحدث طراز تدميري أخاذ
~
ونرى كما يرى العاجز
عن التصدي
رمي قذائف
مدفعية ميدان
متواصلة
على نبش المدن
عن بذور فرقة
~
وفي سحق كل اعتراض ممكن
في صدر شعب
أضحى خارج
أوقات الحضور الدولي
على خارطة تضاريس الأمم
~
شعب يسوق
وابل غيث
فوق وحول الشتاء
كحارس شقاء
لرعي قطيع
شدة البأس
من الفاقة
والذي يقطّع أمعاء
أولادهم من
غصات جوع
وفي تردي أوضاع
أوجاع شتى
~
وفي جر معاناة
ظروف معيشة قاسية
فوق ضروب العناء
-
وفي سعيهم للنجاة
بجلدهم المحترق
من تحت القصف
بنيران صديقة
للبيئة الأهلية
~
ولقد تضعضت جثامينهم
من أن تكون
كوقود حيّ
لحرب ضروس
تجري في الواقع
على مراتع
كل خلاف
-
ولذلك كنا نسمع دوي
قذائف
مدافع الميدان
ومن بعيد
ونسكت عن شدة
وقعها بنكأ صدر الشعب
عن جراح آثمة
لا يمكن رتقها
~
ونرى هول القذائف
الموجهة نحونا
في معارك
حامية الوطيس
فنطأطأ لعبورها
فوق رؤوسنا
ونعيش بحمى
حفر القنابل
على أزيز
رشق رصاص طائش
~
ونترفع عن الإصغاء
على هديل طيور مهاجرة
إلى كل أصقاع الأرض
غادرت البلاد
بلا رجعة
إياب
~
ونصغي لدمدمة السيل الجارف
ولا نعرف كيف سيلقي بنا
شلال الانجراف الهادر
على سحيق هاوية
من علّ
-
ومهما دققنا النظر
لا نرى إلا أسلحة ناشبة
نصالها القاتلة
في صدر جندي مجهول هوية
انتماء
~
ونعثرعلى آثار دم مسفوك
ولا نكتشف الجاني الحقيقي
حتى لا نضع نصب أعيننا
هدف مزعوم
لنزاع أهلي
غير مشرف
على إصبع
يشد زناد اتهام
-
وتمر جحافل الهلاك الدائر
على صهوة معارك
وغى مجنونة
غير منتهية
فوق جثث
ضحايا الدمار
والخراب الشامل
-
ومع قتال غير مشرف
يترك جثامين
لم تخدش حياء
وطن
وفي انكفاء
إلا برفع أعلام
استسلام مزري
وبالتلويح
بمحارم ورقية
جففنا بها عرق خجلنا
من أنفسنا
وكفكفنا بأطرافها
دموع عالقة
متمسكة
بأسلاك أهداب مسنونة
شائكة
لم تحطم القيود بعد
~
مع بقع دماء جافة
لا يمكن غسيلها
بالماء البارد
~
لضحايا هلاك
لفظت أنفاسها
لم يطالها جرح
ولا مغروسة بظهر
شعب محمول
على نعش
من العهن المنفوش
نتيجة استعمال أسلحة
استشاطت بهدر الدم الشامي
-
حتى أضحت توجهات
النزاع منصبة
نحو هلاك قادم
يجر خطاه الحثيثة
نحو مقبرة جماعية
حتى أصبح الوطن كله
مثوى ضريح
للشعب
ورفرفة علمه المهلهلة
شاهدة
على مسقط رأسه
-
ونرى طعناً
ولا نشاهد سكاكين
ولا نصال حادة
ولا نعثر على أدوات جارحة
إلا في ظهورنا
مغروسة بلواعجنا
ناشبة الأظافر
في نبش ضمائرنا
على مابقي من
حرارة كافية
ملء صدورنا
الناضبة
~
ويتوالى إلى سمعنا
سل
كل السيوف قواطع
من غمدها
دون أن نحرك ساكناً
~
ونستغرب كم من الوقت
باق لبلوغ أجلنا
ولوصولنا
إلى خاتمة أمرنا

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا