الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حبكة لامبيدوز- لعبة ألمانيا الجديدة تجاه -الجالية المسلمة-

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


"حبكة لامبيدوز" لعبة ألمانيا الجديدة تجاه "الجالية المسلمة"
(لماذا لا تعترف ألمانيا بالإسلام كديانة؟)
تصر ألمانيا على أن لا تعترف بأن الإسلام دين عالمي كبقية الأديان السماوية العالمية الأخرى ( اليهودية و المسيحية)، و أن انتشاره بلغ المعمورة كلها، و الإكتفاء بأنه إيديولوجية سياسية لا تتوافق مع الدستور الألماني، فقد صرح هورست زيهوفر وزير الداخلية الألماني الجديد أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانية، و أن ألمانيا بلد شكلته التقاليد المسيحية ، و أضاف أن هذه التقاليد المسيحية تشمل الراحة من العمل أيام الأحد، و الاحتفال بالأعياد الكنسية و الطقوس الدينية، مثل أعياد الفصح و العنصرة و الميلاد، و على المسلمين أن يعيشوا معنا و ليس إلى جانبنا أو ضدنا، فقد تجاهل وزير الداخلية الألماني الجديد أن الإسلام كدين معترف به عالميا ، و اعتنقته غالبية الشعوب، له تقاليده أيضا، و أن المسلمين لهم أعيادهم و طقوسهم الدينية، بل يشتركون الشعوب التي على غير دين الإسلام أعيادها ( اعياد الميلاد أو ؤاس السنة الميلادية) من باب التعايش، و العلاقات الإنسانية، و بقوله ( أو ضدنا) أراد وزير الداخلية الألماني الجديد تحذير المسلمين بعدم الوقوف ضدها في علاقاتها مع الدول الأخرى، مثلما وقف الجزائريون مثلا ضد ألمانية في حربها مع فرنسا، من أجل نيل الاستقلال حسب الاتفاق المبرم بين فرنسا و الجزائر و هو ما عرف بأحداث 08 ماي 1945، و هذا يعني أن ألمانيا تضع شروطا لكل من يرغب العيش فوق أراضيها، و هو أن لا يعمل بتقاليد الدين الذي ينتمي إليه، في محاولة منها ترويج فكرة "الإسلاموفوبيا" في الوسط الألماني، وقد وعد زيهوفر أيضًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد من يرتكبون الجرائم من المهاجرين، والتعجيل بترحيلهم.
كما أن وزير الداخلية الألماني الجديد يلغي ما على المسلمين الألمان ( الذين اعتنقوا الإسلام) أو المسلمين الحاملين للجنسية الألمانية من حقوق مدنية و سياسية ، و كأنه يرفض فكرة السلام و التعايش، و نلاحظ هنا أن السلطة في ألمانيا تتفق مع المعارضة في بعض القضايا، خاصة إذا تعلق الأمر بالإسلام، الذي يرونه و كأنه شبح مخيف، و وجب حماية سكان ألمانيا الأصليين ( المسيحيين) من أي اعتداء قد يهدد سلامتهم و سلامة التراب الألماني، فهذا بياتريس فون شتورخ عن حزب البديل من أجل ألمانيا يبدو أنه أكثر عدائية للمهاجرين ، بحيث يدعو لحظر بناء المآذن وارتداء النقاب، يقول أن الإسلام ما هو إلا إيديولوجية سياسية لا تتوافق مع الدستور الألماني، في حين نجد أن مطلب الكنيسة يتمثل في تدريس الإسلام للتلاميذ المسلمين في جميع مدارسها الرسمية، و هذا من باب تطبيق مفهوم التعايش و حرية الأديان، كما تُصَوِّرُ ألمانيا المسلمين على أنهم الخطر القادم عليها، و لهذا فهي تحرص على أن يسود الأمن في البلاد، و إبطال الرؤية الدفاعية للمسلمين عن الإسلام و التوهم بأن الإسلام في خطر و في ضرر.
فمخطط ألمانيا في نهاية المطاف هو تطبيق ما سماه الخبراء بـ: "الحبكة اللامبيدوزية" ، وهي عبارة عن لعب استراتيجي تلعبه ألمانيا، في إطار الضغط على الجماعات، لتحريم جيل من المسلمين اكتساب الوعي بذاته و مكوناته، حتى يتسنى لها ترويج أفكارها و عقائدها، و جعل من الجالية المسلمة كالعبيد تخدم أسيادها، و كلما كانت الاستجابة قوية، كان الضغط أقوى جراء غياب الوعي و الفهم و الإحاطة لدى من بلعوا الطعم، و لهذا ترى ألمانيا مسألة "الهجرة" الحجرة التي تقف في حنجرتها، و تأبى أن تخرج، حيث ارتفع عدد أصوات الذين يطالبون بمنع دخول المسلمين ألمانيا، و لا يهم هنا أن تكون تصريحات المسؤولين الألمان متطابقة مع من سبقوهم، طالما قضية الهجرة و اللجوء ما تزال تشكل محو نقاش على مستوى دولي في ظل التحولات التي يشهدها العالم و ما تمر به الشعوب من ثورات شعبية و حرب أهلية أجبرت بعض السكان اللجوء إلى بلدان أكثر أمنا و استقرارا.
و حبكة لامبيدوز formule de lampedosa هي حبكة دعائية شرحها المحللون في جملة واحدة هي: "يجب أن نحرك شيئا ما، حتى تبقى الأشياء كلها في مكانها" il faut que quelque chose bouge pour que tout reste en place ، و لهذا نجد كثير من القضايا تثير جدلا و تعطى لها صبغة سياسية أكثر ما هي دينية، مثل قضية الحجاب و النقاب و تطبيق الحدود، ثم أخيرا قضية إمامة النساء في المساجد، يقول بعض المحللين ان حبكة لامبيدوزا تدخل في إطار صدام الحضارات و الأديان، و غالبا ما تحرك أيادي المخابرات هذه اللعبة لإعادة قراءة الأحداث، أخر التقارير تقول أن عدد المسلمين في ألمانيا بلغ 04 مليون مسلم بنسبة تمثل 05 بالمائة من إجمالي عدد السكان، و أن اغلب سكان ألمانيا اعتنقوا الإسلام عن حب و طواعية ، و بعضهم أسلموا عن طريق التزاوج، كما يوجد حوالي 300 مسجدا و مراكز إسلامية تعمل في هذا الشأن، رغم ذلك فإن المسلمين في ألمانيا يعانون من أزمة عميقة في ممارسة شعائرهم الدينية.
علجية عيش صحفية و مُدَوِّنَة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال