الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفر الهمس (( اضاءة : ديوان من رحم الامنيات )) / الشاعرة السورية : ملاك العوام # 1

منير الكلداني

2018 / 4 / 21
الادب والفن


من رحم الامنيات ديوان للعشق والحياة للحب لكل شيء انساني قد اخفته الحروب والدماء ، هو تلك الامنيات التي لا زال كل انسان يحلم فيها منذ ان وعى وجوده وحتى الرمق الاخير هي الامنية التي تكمل الانسان وتجعل منه محبا لا يحمل في نبضه سوى لغة الحب لكل شيء ، لغة اصبحت غير مرغوب فيها للكثير من الاذان التي لم تعد تميز القيم الانسانية الاصيلة الموجودة في الطبيعة الانسانية ...
انه ديوان صاخب بلغة العشق والوجد والشوق متخلصا من كل اعباء محيطه المتوارثة والتي لا تجعل للشيء الا تاويلات متعددة قد لا تصل الى اي معنى مقصود ولعل ظهور تلك اللغة يعود الى الكاتبة (( ملاك العوام )) التي قد تطغى عليها تلك العواطف السامية بحيث يكون المتنفس الوحيد لها تلك (( اللغة )) ولا دهشة في الامر ما دامت هي (( سيدة الهمس )) وليس بخفي على من استقرأ قصائدها (( الاستقراء المنطقي )) ان يلحظ بوضوح شعلة العواطف المتوهجة فيها ، وهذا يجعلنا امام تساؤل ضروري مفاده :
ان هذه العواطف هي عبارة عن حروف والفاظ جمعت في تراكيب ثم اطلقتها الكاتبة تاركة لتلك (( الصدفة )) تصويرها ام انها رحلة (( عمر )) (( سيرة )) صورتها سيدة الهمس باسلوبها الرشيق وبتكثيفها الذي يؤطر للتركيب اكثر من خط في فهم المضمون ويجعل من تلك الدوائر اللفظية معطيات للتركيب تدور حوله تاركة للمتامل مساحات شاسعة من الانسجام !!!
ومن المؤكد الكلي انها (( رحلة – سيرة )) رغم امتلائها اللفظي بكلمات الشوق والعشق والحب (( تكرر لفظ العشق 36 مرة والشوق 19 مرة والحب 25 مرة )) وهو تكرار كثير في معدل 40 قصيدة ولكنه يدور دائرة (( التوكيد للمضمون )) فهو لا يخلو من قراءة عميقة لتلك المعاني المتكررة والتي (( تعمدت الكاتبة )) خفاءها بهذا التكرار لانها لا ترغب في خروج التوكيد المضموني من التوكيد الى ظهور اخر لفظي قد يضعها في موضع (( الحرج )) خاصة ونحن نعلم مدى القيد القسري الذي يفرضه المجتمع على كتابات الانثى مما يجعل مهمتها في اظهار هويتها التركيبية في النصوص امرا صعبا واحيانا متعذرا
تقول الشاعرة ملاك العوام
من رحم قلبي ولدت كل الامنيات (( قصيدة سندسا في غابات قهري ))
فهذا الديوان وما مسطور فيه اذ هو (( امنيات )) (( ايحاء مجموع النصوص )) للشاعرة بحسب المدلول ومن خلال الفهم الثانوي نرى ا ن اي امنية تقترب من الاستحالة وهذا هو الاقرب في الاستخدام العربي حتى قال شاعرهم
وما نيل المطالب بالتمني
في حين ان الشاعرة فغي ذات الوقت لا تقبل بهذا (( مطلقا )) فبحسب شخصية الحرف هي انسانة تمتاز بالاصرار والتحدي مما يجعل مفهوم (( المستحيل )) مرفوضا عندها بل ولا تؤمن بشيء اسمه (( المستحيل )) بل هي ترى ا ن اي مستحيل (( قريب )) ولا يحول بينها وبينه سوى (( القلب )) ذلك القلب الذي يجمل كل الطاقات الشعورية للجذب والانجذاب وهي تعلم جيدا ذلك فهي تجعل من (( قلبها )) كائنا حيا مشخصا واعيا لا يقف عند حد ولا يغريه اي شيء فهو رغم عاطفته واع لمصيره يعرف طريقه وعليه ان يثبت هويته فهو مثل باقي النوع الانساني وما للرجل يكون له بلا فرق ومع ذلك فهي تعيش حالة الخفاء في ظل البيئة التي ترى اي شيء يصدر (( محرما )) حتى لو كان انسانيا

يتبع ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3