الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكش البهيجة

زكية خيرهم

2018 / 4 / 21
الادب والفن


مراكش أيتها الأيقونةُ الخالدة ذات الجمال والثقافة والثراث.... يا جنة الأرض وحمامة السلام. طيري فوق الجبال واطلقي جناحيك على سقف الفضاء، انقشي أسماء النجوم مساء في السماء، واكتبي على ضوء الشمس تاريخ العشق والأمنيات. مراكش فيك يتعانق التاريخ وجمالية الحروف وفي ثنايا صفحات كتب عن أحياء خالدين بعد أن ماتوا .... تتراقص المساءات وتطرق الأبواب بأفكارهم وعلومهم عائمة فوق جنح الغيم ... يا من فتنتِ العرب والعجم، وأنزلت السكينة في نفس زائرك، أيتها المتلفعة بالجمال وعذوبة المعشر ما أبهاك حين تلقي التحية بإطلالتك البهية أيتها الساحرة المتمردة ..مراكش يا زينة أجمل الأعياد .... كم يروقني التيهُ فيك ... إلى حيث اللامكان. مراكش تأسرني طلائع قصصك الأسطورية والتاريخ منحوت في أسواقك وبمحاذاة الأسوار وبين الناس معلق في الحدائق وفي المساجد متناسق متشابك بالخط العربي ..مراكش أيتها المغربية الخالدة بمعالم تاريخك المتوغل .... منذ ابتداء الخلائق ...مراكش يا عاصمة المرابطين والموحدين، والسعديين والمرينيين... مراكش أيتها العروس ذات الرذاء الأحمر ... المحروسة بسبعة رجال أولياء .... تناثرت أفكارهم ورؤاهم على أرضك دررا ...وفكوا قيود الليل وافترشوا سهادك بالزهد، علومهم .... وديدنهم وكل ما خطوا ... يرفرف في سماك ... كما تفيض ارضك بوافر ما زرعوا من الفكر ؟ رجال عملوا قيمة للإنسان، كتبوا بالفكر التاريخ... وكانوا شعلة لا تعرف الانطفاء.
اسطورة زمانهم كانوا .....وبحب الله انتشر قولهم وكان جهادا في الحقّ والايمان .. ومعرفتهم ذكر وفكر ومذهبهم ترويح وتأريج " الريح الطيبة". يا ايموراكش يا مدينة الرب والانسان الذي يحتاجها كل مبعد عن الديار حين تخلعين سدافة وجهك .... أمسك عن الكلام وحين تقتربين مني إليّ أرى تاريخ عظمة ملوك متعاقبة عليك و علماء وصناع جعلوا منك أيقونة تتناغم فيها الاصالة والمعاصرة بما يصيب كل قادم إليك بعشق حدّ الوجع اللذيد.
هي هكذا .... عاصمة الثقافة ومعقل لحضارة ومركز لأشهر العلماء والفلاسفة . اسوارها قديمة ...ودفء يدثرها كسجاف الرأس ... كما النخيل تتسامق شغفا بهواها المجبول جمالا ونقاء. جبالها القصية تُدير مثابتها عن اللهفة والحنين ...عن بلاد الحرف الطافح بالعُبرِ من المجالس. " الكثير الأهل" . عن السياحة بكل أنواعها وفي كل مجدها المحموم الطالع من ثَغر الشمس. ومدينتها القديمة تغمرها هالات من قزح
... أزقتها ضيقة ... أشكالها ملونة وعبق روائحها مختلفة وأصوات من هنا وهناك تمارس طقس الهمس ولهجة بهجاوية تثير البهجة حين تقع على السمع. هنا أبرز المعالم السياحية في الرحلة ... هنا صخب الأصوات الدافئة والمنادية والمرحبة والمهرجة والمداعبة والمشاغبة ... هنا الجنون الجميل. بائعون يجعلونك تشتري تذكارا بسحر وعذب كلامهم ... هنا يضحك المرء ملء فيه من خفة دم سكان المدينة الملقببين بالبهجاوة للبهجة التي لا تفارقهم.
على جامع الفناء ...ذلك القلب النابض للمدينة والفضاء الشعبي.... للفرجة والترفيه وهمزة وصل بين والقصبة والملاح. في هذه الساحة يشعر المرء باللهفة والحنين وتختلط دموع الفرح بصخب ضجيج ملقى على قارعة الطرقات. ومن حيث لا تدري تأتي إليك الدقة المراكشية محملة بالبهجة بالشوق بالحنين ووجوه طافحة بالسخاء ... مراكش أيتها المدينة الحمراء بإطلالتك الآسرة. ومسجد الكُــتُبية أسطورة تروي تاريخ الموحدين. ومدرسة بن يوسف اللاهوتية للفكر و الوعي وللادراك لوجود الكائن الأسمى. والعمائر الاسلامية المفعمة بالجمال والابداع وحِرفية التصميم المجسدة في هيكلة المساجد والقصور والبيوت ، مشكلة معالم تَروي قصصا وشعرا وجزلا وملحونا. وحكايات عن قصر الباهية وعن قصة حب خالدة وقصر البديع الذي يروي تفاصيل وحكايات انتصار المغاربة على البرتغاليين في معركة وادي المخازن. أما حديقة ماجوريل الزرقاء فكأن السائح سافر عبر الزمن من حقبة الحروب مع البرتغال تاركا وراءه شظايا تلك المعارك ليجد نفسه وسط زحمة الصمت بعيدا عن صخب الحياة في حديقة استوائية بالوان فاقعة الزرقة ولون الطين الاحمر وخضار نباتات غريبة.
مراكش يا أيقونة الغرب الذي سرقت من الشرق الندى وتنافحت في عشق شرق لم يزل فيها المدى ..... مراكش يا وجع الذي ينتابني في كل حين ... وأنا الغريب عن الديار وتأخذني السنين مراكش كم أسرفت في حبها للعالمين .... كم جاهدت في شرقها لحن حزين .... كم قاربت ما بين غرب .... يحتوي وجع الشروق مع الغروب لتنتصر للمبدعين ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة