الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراما التونسية دراما المستقبل

حكمت الحاج

2018 / 4 / 21
الادب والفن


لطالما كانت للدراما التونسية عندي المكانة الأثيرة بين مثيلاتها العربيات، ولطالما تحينت الفرص للحديث عن هذا الرأي الذي يخصني بطبيعة الحال لكنني غالباً ما كنت أبادر إلى تدعميه بشتى المقتربات، منها الذوقية ومنها النقدية ومنها التأولية بسياقيها الاجتماعي والفني. ومنذ عرضه في العام 2000 تحديدا، وعبر جميع الإعادات التي حظي بها، وفاز بها الجمهور أيضاً، وأنا واحد منهم، كان لمسلسل ماطوس وهو من تأليف الأديب علي دَبْ وإخراج الفنان حمادي عرافة الزمن المقتطع من وقتي لمتابعته، كما حصل لي أول مرة، حلقةً بحلقةٍ مستعيداً دائماً تلك المتعة الفنية الباهرة وذلك التتابع في الأحداث وكل ذلك التشويق الجميل. المسلسل يبث هذه الايام على القناة الفضائية التونسية الرسمية الوطنية الأولى في استعادة جديدة ولعل في الأمر حظوة بنسبة مشاهدة عالية يستحقها هذا العمل الكبير.
لكنني وفي كل مرة من مرات مشاهدتي لمسلسل ماطوس ومتابعتي له حلقة حلقة فإنني إنما أنتظر بفارغ الصبر أن تأتي الحلقة الثامنة منه وفيها يكون المشهد الأكثر جدارة عندي بالمشاهدة والنظر والتفاعل، وذلك هو مشهد المعركة التي تندلع ما بين فريق الأخيار وهم نائب الشيخ وفارس القبيلة المغوار، وبين فريق الأشرار وهم مبروك قاطع الطريق وعصابته من لصوص الليل المغيرين على القوافل.
أرفق لكم هذا الفيديو المقتطع من الحلقة والمتضمن المشهد المذكور أرجو ان تستمتعوا به. مشهد درامي لمعركة حقيقية بلا بهرج ولا مبالغة وبدون موسيقى غبية مزعجة كما هو الحال اليوم مع معظم المسلسلات العربية. كل شيء يتم ببساطة مذهلة. يتم بحقيقية عجيبة. البيئة صحراوية والتصوير تم في موقع حقيقي في تعامل ذكي جدا مع مسقط الشمس والظلال. أحداث المسلسل التاريخي هذا والذي أتى بواقع واحد وثلاثين حلقة تدور في الجنوب التونسي نهاية القرن السابع عشر ويبدو لي ان مكان التصوير الرئيسي قد كان في تطاوين وقصورها الشهيرة المبنية في الجبال. الأسلحة المستعملة في المشهد أكيد انها بنادق البارود حينها ذات الاطلاقة الواحدة وبعض انواع الخناجر لكني لم أرَ اي نوع من السيوف التي يتمنطقها بعض الشخصيات باقي حلقات المسلسل. الخيول العربية تمت ادارتها ببساطة واتقان دون مبالغات عنترية من قبيل الجري السريع في الصحراء والفروسية الزائفة. الحوار المستعمل في المشهد قمة في الحيوية والأداء. وعلى طرفي المشهد الرائع هذا يقف الفنانون العمالقة: من جانب نرى حسين المحنوش مع صالح الجدي وفي المقابل نرى محمد السياري والبشير الصالحي.
كل شيء كان رائعاً وممتعاً.
فشكرا لطاقم العمل كله.. فالجميع يتقاسمون العظمة.
أسمع دائماً من يقول في معرض الدفاع عن الدراما التونسية ومجابهة حقيقة عدم انتشارها عربياً ان الموضوع متعلق بحاجز اللهجة وخصوصيتها التونسية. بالنسبة لي أنا لا أرى ذلك بل أرى ان الأمر كله متعلق بالانتاح والتسويق وأولا وأخيرا بالتصور الإعلامي والإعلاني المطلوبين والعمل على ذلك بشكل جاد وحثيث واحترافي.
الدراما التونسية برأيي تنافس أعتى الدرامات العربية.
فتحية لها ولصانعيها ولجمهورها.
عوداً لماطوس، فهذا المسلسل من انتاج مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية عام 2000. وهو من بطولة النجوم عيسى حراث حسين المحنوش صلاح مصدق وسمير العيادي وخديجة السويسي صالح الجدي محمد السياري البشير الصالحي فتحي الذهيبي انور العياشي فؤاد اليتيم نجوى زهير هاجر العياري نادرة لملوم وغيرهم من نجوم الدراما التونسية. الموسيقى التصويرية التي لعبت دورا رهيباً في خلق الأجواء المناسبة للأحداث كانت من إبداع الموسيقار الكبير حمادي بن عثمان. الإخراج طبعا للكبير حمادي عرافة.
مشاهدة ممتعة أتمناها لكم. واليكم الرابط:
https://www.facebook.com/hikmatalhaj/videos/802387663261272/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن