الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة افتراضية

منوّر نصري

2018 / 4 / 21
الادب والفن


صحيح أنني أبتهج عندما يرنّ هاتفي الجوّال وأرى الاسم الذي أسندتُه إليك على الشاشة أوعندما تطلبينني على "سكايب" وأرى صورتك البهيّة على واجهة الحاسوب. وتسعدني المكالمات المطوّلة التي تجمعنا كلّ يوم، في أيّ وقت نشاء، شريطة أن لا يكون أحدنا أو كلانا في العمل. بل كثيرًا ما نتبادلُ جُمَلاً منعشة حتى ونحن في العمل. نتغذَّى بتلك الجُمَلِ. ينشرح قلبانا فتزداد قدرتنا على تحمّل أعباء العمل... المكالمات كثيرة وفي كلّ مكالمة مزيد من الفرح الجديد يدخل نفسي. عندما تكلمينني، أشعر أنّ أنفاسك قريبة منّي، تحيط بي، تُدْفِئُنِي عندما أكون بحاجة إلى الدفء وتنعشني كنسمات باردة عندما يكون الطقس حارّا.
أستمع إليك كثيرا وأتحدّث قليلا في أغلب الأحيان. تعوّدنا على هذا رغم أنني من حين لآخر أشعر أنني أتكلم أكثر منك. المهمّ أنني أحبّ أن أستمع إليك. أرتاح وأنا أستمع إلى صوتك. وكم بودّي أن أظلّ دائما أستمع إليه وأستمتع به.
في كلّ مرة نتبادل كثيرا من الأخبار في المهنة وفي السياسة والآداب الفرنسية والعربية وفي مجال العلوم المتصلة بمهنتنا وحتى في علوم أخرى وخاصّة التاريخ الذي له علاقة بالسياسة. نتحدّث عن زملاء لنا ونبرز خصال البعض ومواقفهم الإيجابية ونناقش المواقف السلبية للبعض الآخر من وجهة نظرنا. ونختلف أحيانا. وقد يذهب بنا الاختلاف إلى حدود الخصام. نتخاصم. وينقطع الخطّ بيننا. يقطعه أحدنا. ولكن نظلّ نحترم بعضنا ونتمنّى الخير لبعضنا حتّى ونحن غاضبَان ثائران. أقول لك مثلا "هذا كافِ. تصبحين على خير." وأغلق الخطّ. أو تقولين لي "هنا ينتهي كلّ شيء. لن تسمع صوتي مرّة أخرى. ربّي معك. مع السلامة." صحيح أننا ننطق تلك الكلمات بلهجة غاضبة فيها حدّة ظاهرة، ولكن يبقى خصامنا دائما خاليًا من الكلام الذي يؤذي النفس، لأننا لا نريد إيذاء بعضنا. إنّما هي خلافات عابرة وتبقى مشاعر العطف والرفق غالبة.
ولكن هل تعتقدين أنني راض عن هذه العلاقة الافتراضية؟
تسألينني دائما لماذا أستمع أكثر مما أتكلّم. وفي أغلب الأحيان لآ أجدُ بِمَا أجيبُكِ فأتعمّدُ الفرار من الإجابة بإثارة موضوع آخر. ولكنكِ تلحّين في طلب الإجابة عن السؤال الذي وجّهتِهِ لي، فأفرّ ثانية وثالثة إلى أن تتنازلي وتقْبَلِين الانتقال إلى الموضوع الذي أثرتُهُ عليكِ أو مواصلةَ الحديث في الموضوع الذي كنّا بصددِه قبل سؤالكِ.
أتجنبُ الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي تطرحينها عليّ وتطلبين الإجابة عنها بإصرار يتواصل أحيانا عدّة أيام. أقول لك عندما تذكّرينني في بداية مكالمة جديدة بالسؤال الذي مازلتِ تنتظرين الإجابة عنه "نسيتُ ماذا طلبتِ منّي". فتذكّرينني به دون سَهْوٍ أو نسيان لأيّ جزء منه وتصرّين من جديد على طلب الإجابة. وأظلّ كعادتي أتهرّب شمالا ويمينا عساني أنسيكِ السؤال لكنّكِ لا تنسيْن. والحقيقة أنني أتجنّب الأجوبة التي قد تعكّر صفْوَكِ. فأنا أحبُّ أن تبقيْ دائما منبسطة هادئة النفس. يسعدني أن أشعر أنّك تُحِبّين مكالمتي، وترغبين في أن تتكرّر مكالماتنا مرّات في اليوم الواحد، وأن تطول المكالمة لتستغرق ساعات أحيانا. الفضل لتكنولوجيات الاتصال الحديثة ولاتّصالات تليكوم. فبدونها ما كان لعلاقتنا أن تتواصل كلّ هذه السنوات. نحن فعلا أبناء هذه التكنولوجيات وفضلها علينا كبير.
أتجنّب أن أقول لك أنّ نفسي متعبة ومشتّتة وبقدر ما يُمتعني الكلام معك عبر الهاتف الجوّال أو على "سكايب"، أشعر بالحرمان منكِ. تزداد كلّ يوم رغبتي في أن تكوني معي، امرأة واقعية، واقفة أو جالسة أمامي أو بجانبي أو تتحركين في المنزل وتمشين في الشوارع باتجاه عملك أو عائدة منه، وأنا آخذك إليه أحيانا، عندما أكون متفرّغا. وقد نذهب مع بعضنا إلى الأماكن التي نحبها وأستمتع بوجودك معي، وقد نشرب قهوة في مقهى هادئ وأنيق، كما تحبّين. قد يكون فاخرا أو غير فاخر، لا يهمّ. المهمّ أن تشعري فيه بالراحة، وأن أرى ابتسامتك التي أحبّها أمامي مباشرة، لا على واجهة "سكايب".
أتجنّب أن أقول لك أنني أملّ أحيانا من هذه العلاقة الافتراضية وأكره البقاء ساعة أو ساعتين أو حتّى أكثر وأنا أمسك الهاتف الجوّال في يدي المرفوعة نحو أذني. تتعب ذراعي كثيرا وهي مرفوعة نحو أذني وقتا طويلا... عندما أكون في المنزل، ألجأ إلى استعمال مكبّر الصوت لأتجنب رفع ذراعي. ولكن يجب أن أكون وحدي في المنزل أو في الغرفة أو حتّى في السيارة لكيْ لا يسمع حواراتنا سوانا... حتّى استعمال السماعة جيّد. لقد جرّبْتُهُ عدّة مرّات ووجدتُ أنّه مريحٌ. لكن عادة استعمال السماعة مازالت لم تترسّخ عندي.
لا أجدُ ما أقول أحيانا وأنتِ تكلمينني. يَسُودُ الصمتُ بيننا دقائق طويلة. وتظلّين تنتظرين أن أتكلّم. فلا يصلُكِ كلامي... أنتِ نفسُكِ تملّين الصّمت الذي ازداد منذ مدّة وأصبح يحتلّ مساحات تتّسع باستمرار في مكالماتنا.
بدأتْ بهجتنا بالمكالمات تذبل. أتكون تقادمتْ مع مرور الأيام والأشهر والسنين ودبّ فيها الوهنُ؟ أتكون الفصول الكثيرة التي مرّتْ عليها أنْهكتْها وتركتْ عليها شيئا من الفتور؟ أتكون الأفراح العديدة التي عشناها أتْعبتْها وأخذتْ جذوتها التي كانت تتوهّج بالمسرّات؟ أتكون الأيّام والليالي ما عادتْ تتحمّل مكالماتنا الطويلة والفرحة المنسابة بيننا عَبْرَ ضفّتيْن اصطناعيّتيْن محمولتيْن على تكنولوجيات الاتصال؟ أنكون نحن قد تغيّرْنا وما عادت تُبهجنا كثيرا المكالمات الهاتفية أو عبر "سكايب" مثلما كانتْ في الأوّل، قبل مدّة، أو قبل سنين، على وجه التحديد؟ أنكونُ كبرْنا كثيرا بالنسبة إلى الفترة التي تعارفنا فيها، وتسرّبتْ إليْنا، شيئا فشيئا، الأفكار البائسة واليائسة، وما عدْنا قادريْنِ على التخلّص منها ومن ألوانها الباهتة التي تنشرها من حولنا؟
أقول لكِ إنّني مبعثر الأفكار، يسكنني اليأس في جزء منّي، ولكنني في الآن نفسه مسكون بأحلام كثيرة، أوّلها أنتِ، وآخرها أنتِ. وبين أحلامي التي تتصدّرينها، توجد أشياء عديدة أرنو إليها، أوّلها الرّسم والألوان... الرسم على الورق والقماش، والرسم الرقميّ... الألوان المادّية والألوان الضوئية، يجعلاني لا أيْأسُ، ويملآن نفسي بإشراقة عذبة... الشِّعْرُ والروايات الأدبية والموسيقى والأفلام... أشياء كثيرة أحبّها وتمنحني الأمل، وتُسْبِغُ عليّ شيئا من السرور، حتّى إنْ كنت مجرّد مستهلك لها، كما هو الشأن بالنسبة إلى السينما والموسيقى. أمّا بالنسبة إلى الشّعر والروايات والدراسات النقدية، سواء كانت بالعربية أو الفرنسية، فأنا أعتقد أنني قادر على كتابة بعض المحاولات فيها. وقد قمتُ بذلك منذ سنين بعيدة، ونجحتُ نسبيّا فيها. وتحصلتُ ببعض القصص القصيرة التي كتبتُها على بعض الجوائز عندما قدّمتُها في مسابقات وطنية. كتبتُ حتّى الرواية. لم أتجاوزْ في الحقيقة رواية واحدة كانتْ تغلب عليها السّيرة الذاتية. كتبتُ كثيرا عن معاناتي في مهنة لم أتمكّنْ فيها من تحقيق ذاتي. وكتبتُ عن مشاغلي اليومية وعن طموحاتي وعن الظروف التي تكبّلني وتمنعني من الانطلاق حيث تحبُّ نفسي. كتبتُ عنْ نفسي وعن مشاغلي لتكون كتابتي صادقة وواقعية. نشرتُ العديد من القصص القصيرة والقصائد والدراسات النقدية القصيرة في الجرائد اليومية والأسبوعية التونسية. ونشرتْ لي مجلّة "قصص" التونسية قصصا عديدة في الثمانينات. كانت كلّ قصّة تُنشَرُ مناسبةً لفرحة عارمة. كان عالمي الذاتيّ يتكوّن من خلال ما أكتُبُهُ وما أرْسُمُهُ. عالمي كان يتشكّل من الألوان والكلمات. لآ يكاد يمرّ أسبوع واحد دون أن أكتب أو أرسم شيئا جديدا يعلو به بناءُ عالَمِي الذاتيّ. نشرتْ لي مجلّة "القصّة" ومجلّة "إبداع" المصريّتين وتحصّلتُ مرّة على جائزة في الشعر، رغم أنّ أصدقائي آنذاك يعتبرونني أساسا كاتب قصّة.
كنتُ أحبّ أن أنشر مع بعض القصائد التي أبعث بها إلى الصحف رسومات شاعرية أنجزها بنفسي على ورق الرقن وأستعمل فيها الريشة والحبر الصّيني. وكانت تلك الرسومات تُنشَرُ مع بعض قصائدي فَتُضْفِي عليها جمالية متميّزة... عدْتُ هذه الأيام إلى بعض تلك القصائد والرسومات المنشورة معها. عُدْتُ إليها وقدْ مرَّ على كتابتها ما يناهز ثلاثين عاما، فأحسستُ بأنّني مازلتُ أجدُ نفسي فيها ومازالتْ تتوهج بنفس المشاعر التي كتبتُها بها.
الرّسم والكتابة هما النشاطان الأساسيان اللذان أسّسْتُ عليهما عالمي الذاتيّ وعَرَفَنِي بهما أصدقائي القدامى. كنتُ مولعًا بالرسم منذ كنتُ صغيرا بالمدرسة الابتدائية. لكن لم تكن المدرسة الابتدائية تهتمّ كثيرا بالرّسم، ربّما لعدم توفّر القدرات الضرورية لتدريس هذه المادّة بنجاعة لدى المعلّمين. لذلك كان لا يُمْكِنُ التفطّنُ إلى المُيُولات في هذا المجال لدى بعض الأطفال مثلي. ورغم أنني كنتُ تلميذا مجتهدا أحصُلُ على معدّلات عالية وأُنجزُ دون أخطاء المسائل الصعبة في مادّة الرياضيات ويحبّني معلّمو الفرنسية وخاصّة "مدام محجوب" معلّمتي في السنة الثالثة، كانت كراسات المنزل التي لا يخضع استعمالها لضوابط، مملوءة بالرسومات التي أنجزها بالتوازي مع التمارين الدراسية المختلفة... وعندما انتقلْتُ إلى التعليم الثانوي، وقد كان آنذاك يبدأُ مباشرة بعد النجاح في مناظرة السيزيام، درسْتُ مادّة الرّسم الفنّي بالفرنسية منذ السنة الأولى. أظهرْتُ اهتماما واضحا بالمادّة ووفّرْتُ كلّ الموادّ اللازمة لها، رغم غَلائها. لكن لآ أذكر شيئا مُهِمًّا حَدَثَ فجعلني أفتحُ عيْنيَّ على عالم الفنّ التشكيليّ.
بقيتُ مغمض العينين أحبّ الرّسم ببساطة ولا أفْهَمُ تعبيراته، ولا أفقه شيئا في معاني الألوان واستخداماتها وكيفية مزجها وعلاقتها بالأشكال وتاريخ هذا الفنّ والمدارس المختلفة فيه... وذات يوم، سأظلّ أذكره ما حييتُ، تفتّحتْ عيْنايَ على ألوان جديدة لم أرَها من قبل. شاهدْتُها في معرض تشكيليّ أقامتْهُ أستاذة "رسم فنّي" كما كان يُسمّى آنذاك. لأوّل مرّة أرى الألوان حرّة لا تحتويها أشكال مرسومة مسبقا كما علّمونا. لأوّل مرّة أرى ألوانا تبهرني. لآ أستطيع أن أحدّد بدقّة ما الذي شدّني إليها، ولكنْ انبهاري بها كان عظيما ومبهما، لا أستطيع تفسيره. تنقصني الأدوات اللازمة لذلك. لم يعلّموني حتّى كيف أرسم، فمن أين لي أن أعرف كيف أشرح إعجابي بتلك الرسومات.
ظلّ شغفي بالرسم يزداد يوما بعد يوم، واكتشفتُ في نادي الرّسم الذي كان يشرف عليه أستاذ رسّام أنني أستطيع أن أقلّد بعض رسومات الفنّانين المعروفين أمثال "شاقال" الإيطالي. وقد أسعدني كثيرا ورفع معنويّاتي تشجيع الأستاذ لي...
بَعْدَمَا باشرتُ العمل وأصبحْتُ أتمتّعُ براتب شهريّ، أحسستُ أنّني لنْ أستطيع تحقيق ذاتي في تلك المهنة، فوددتُ أن أدْرُسَ الفنون التشكيلية لأخْتصّ فيها وأنقِذَ نفسي من عمل لا أرغبُ في البقاء فيه ولا يمكن أن تحققَ فيه طموحاتي. منعتني ظروفي من الدراسة بتونس وبفرنسا وبالجزائر رغم أنني تمكّنتُ من التسجيل في المعاهد العليا للفنون الجميلة بهذه الدول الثلاث. بقيتْ الجمرة تستعر في نفسي سنوات عديدة. وقبل بداية كلّ سنة جامعية أقوم بمساعي عديدة للتسجيل بتونس أو خارجها. وقدْ تمكّنْتُ من التسجيل مرّتيْن بمعهد الفنون الجميلة بتونس. لكن، تمنعني نفس الأسباب في كلّ مرّة. الدروس تتوزّع على كامل أيام الأسبوع، وكلّها حضورية. والحضور إجباريّ كامل اليوم. ولا يمكن أبدًا لطلبة المعهد أن يزاولوا نشاطا مهنيّا بالتوازي مع الدراسة. وأنا لا أستطيع أن أتخلّى عن العمل وخاصّة عن الراتب الذي أحصل عليه من جرّائه لأنّ لي أُسْرَةً صغيرة كوّنْتُها منذ السنوات الأولى التي باشرتُ فيها العمل.
بعد خيباتي العديدة في طلب دراسة الفنّ التشكيليّ، لم أجدْ حَلاًّ أفضل من أن أدرسَهُ بالمراسلة، لكيْ أستطيع في الآنِ نفسِهِ مواصلةَ مباشرة عملي والمحافظة على راتبي...حقّقتُ تقدّما لا بأس به وأصبحت رسوماتي تنال إعجاب أفراد عائلتي والعديد من أصدقائي...وخضتُ تجربة المعارض الفنّية، الشخصية والجماعية... أقمتُ معارض جهوية ومعرضا شخصيا بالعاصمة وشاركتُ في معرضين جماعيّيْن بالعاصمة أيضا.
وابتعدْتُ سنين طويلة عن الرسم والألوان، وعن كتابة القصص والشعر، وانشغلتُ بين الدراسة والعمل. حقّقـْتُ نجاحات علمية ومهنية وأعْدَدْتُ العديد من البحوث والدراسات التي التزمتُ فيها بضوابط الكتابة العلمية...
واليوم، ذهبتْ أشياءُ كثيرةٌ. ذهبتْ ولعلّها لن تعود. بل هي فِعْلاً لن تعود . أو أنّ معظمها لن يعود. لا سِحْرُ الأحلام ولا سنوات العمر ولا الجَرْيُ هنا وهناك لإنجاز الواجبات المهنية ولا النقاشات المستنيرة في قاعات الكلّيات ولا الصّباحات المشرقة التي أعقد فيها جلسات العمل ولا قوّة الطموح سوف تعود. أشياء كثيرة ضاعتْ وتسرّب الحزنُ تدريجيّا إلى نفسي. وَلَوْلاَ أنّكِ اعْتَرَضْتِني في اللحظة المناسبة، لَمَا بقيَ لي غيرُ الحزنِ والألوان القاتمة... اعترَضْتِنِي فتفتَّحَ الفرحُ أمامي ورأيْتُ في ابتسامتِكِ وَعْدًا بمسرّاتٍ قادمة... لم أدرِ لماذا أحسستُ منذُ الوهلة الأولى أنّكِ مقرّبةٌ إلَيَّ كثيرًا كأنّني كنتُ مرتبطًا بكِ من زمان. ثمّةَ أشياء تسرّبتْ إليَّ وأنا أقفُ معكِ أوْ أنظُرُ إليكِ أو أتحدّثُ معكِ وجعلتْني أقتنعُ تمامًا أنّ ارتباطنا حقيقيٌّ ودائمٌ ولنْ تَشُوبَهُ شائبة.
واليوم، ما الذي تغيّر؟ أين ذهبتْ ضحكاتنا ونحن نتخاطب عبر الهاتف الجوّال أو عبر"سكايب"؟ أين ذهبتْ عبارات الغزل التي كانتْ تضفي على مكالماتنا سِحْرًا يُسكِرُنَا ونحنُ نتكلّمُ ويلازمنا ساعات بعد المكالمة؟ لماذا أصبحتْ مكالماتنا خالية من الضحك في أغلب الأحيان؟ لماذا أصبحنا نختلف كثيرا في وجهات النظر عندما نريد أن نتناقش في شأن من الشؤون؟ لماذا أصبحنا نتشنّج ونتخاصم لأتفه الأسباب وتنقطع مكالماتنا أياما عديدة وكلانا يعلم أننا في حاجة لبعضنا؟ لماذا أنا هنا وأنت هناك والتكنولوجيات هي التي تجمعنا؟
أشعر أنني مريض بكِ. لا استطعْتُ أن أكون بجانبكِ ولا أن أّذْهبَ في حال سبيلي وأبتعدَ عنكِ. أريد أن أبحث عن علاج يشفيني منكِ. لا أعرفُ ماذا أفعل لأجدَ العلاج الذي أبحثُ عنه. لكن أخشى أن أجدَ العلاجَ فيضيعَ منّي الحلمُ الذي ألهمْتِني إيّاه وتضيعَ معه الألوان والرسْم والشعر والقصص وكلّ الأشياء الجميلة التي تمنحني بهجة أحتاجها لأعيش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن