الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القيادي الشيوعي راشد سيد أحمد الشيخ ينتقد فيه مخرجات نداء السودان و الهبوط الناعم و يتساءل من فوض المهدي للتنازل عن حقوق المتضررين 2_1

عبير سويكت

2018 / 4 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



حوار مع القيادي الشيوعي راشد سيد أحمد الشيخ ينتقد فيه مخرجات نداء السودان و الهبوط الناعم و يتساءل من فوض المهدي للتنازل عن حقوق المتضررين 2_1

حاورته عبير المجمر (سويكت)
في Earls Court ببريطانيا

مخرجات نداء السودان حولها خلاف فنحن في الحزب الشيوعي لا نرحب بالحوار تحت أي ثمن فهذا موقف الحزب و خطه المعلن و رفاقنا في الداخل قالوها لا نرحب بالحوار.

فكرة تخطي المساءلة القانونية عن النظام الحالي قد تكون قد خطرت هكذا ببال الإمام و قد يكون أيضاً سبق الحديث معهم فيها و الله أعلم بهذه المسائل.

لا أظن أن الإمام الصادق قد تشاور مع المتضررين في دارفور، النيل الأزرق، جبال النوبة و أعطوه الضوء الأخضر فلا أحد يملك حق التنازل عن حقوقهم نيابة عنهم فهم الجهات المعنية بالعفو.

الجهات التي تنادي بالهبوط الناعم لمصلحتها عموماً هذه القوى السياسية و أفضل عدم تسميتها يهمها أن لا يزول هذا النظام بطريقة راديكالية و تفضل التدرج للإحتفاظ بالإرتباط الذي خلقته قوانين سبتمبر و من بعدها دستور النظام الإسلامي حتى تضمن هذه القوى إعادة تسويق الدولة الدينية بهادي الديمقراطية و بألفاظ قد تكون خلابه لكن الأساس يبقى هو نفس الأساس السابق.

مسألة الهبوط الناعم تتطلب مننا إجتهاد في فهم مقاصدها فآثار الأقدام تدل على المسير و البعرة على البعير و كما قال الإمام علي ابن أبي طالب :لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني، فهذه الجهات من حقها أن يكون عندها وجهة نظر و من حقنا أن نرى ما وراء الأكمة و نقرأ ما وراء السطور.

معادلة جنوب أفريقيا مختلفة عن السودان لذا التعافي أو الكوديسا كما يسميها الإمام الصادق لا يمكن لنا أن ننقل تجارب الآخرين نقل الكربون فحتى نكون واقعيين وضع السودان يختلف عن جنوب أفريقيا التي كانت فيها الكتل السوداء موحدة مع بعضها البعض و كذلك الكتل البيضاء بينما السودان فيه تعددات كثيرة إثنية و دينية و ثقافية و فكرية.

الشعر ظل ملازماً لي منذ فترة الشباب كلها فهو هواية أمارسها و تمارسني ،كتبت ديوانيي شعر معدات للنشر بالعربية الفصحي و العامية.

التصنيفات الشعرية هي عبارة عن وعاء فقط لكن أنا أجد نفسي في الحدث نفسه الذي دفعني للكتابة فالكلمة هي مجموعة مشاعر إنسانية لا تجد لها تصنيفات.

النظام لم و لن يلتزم بالإشتراطات فعندما كان الناس جاهزون لفكرة الحوار جاؤنا بحوار الوثبة و ما أدراك ما حوار الوثبة و ما ترتب عليه من تشظي و تشتيت لقوى المعارضة نفسها بين متفق عليه و معارض له.

النظام خلق لنفسه قنابل زمنية قريباً ستنفجر تحت أقدامه من جنجويد ودعم سريع و غيرها من التسميات و من ينتظر نتائج لحوار مع هذا النظام فهو ساذج أو حسن الظن في أحسن الظروف.

الحوار أثبت بالتجارب الكثيرة أن النظام يستفيد منه لتفريغ أجندة و كسر حدة المقاومة السودانية و خلق الانقسامات وسط فصائل المعارضة.

الجزء الأول

الأستاذ الشاعر و الأديب و السياسي راشد سيد أحمد الشيخ يساري قح ،أمن بالفكر الشيوعي منذ نعومة أظافره كما حكي لي ،إنتقلت إليه العدوى من والده الذي كان شيوعياً وطنياً و لهذا أصبح زبوناً دائماً للشرطة، و كان الطفل راشد يعلم أن السجن للمجرمين و الحرامية و والده ليس مجرماً و ليس لصاً يسطو على المنازل، كل ما يعرفه عن والده أنه إنسان محترم و وطني غيور ،فلماذا يطارده البوليس ؟و هكذا بدأ الطفل راشد يهتم بالفكر الشيوعي و أطروحاته التي وجد فيها نفسه و تطابقت مع أفكاره و مبادئه، فأهتم أكثر بالجانب الإنساني و الاقتصادي فيه حيث أنه ينصف العمال و المزارعين و طبقات الكادحين دولة البروليتاريا ، و هذا يظهر في مظهر الأستاذ راشد البسيط المتواضع في لبسه و هندامه تشعر بأنه سوداني أصيل ود بلد لا يعرف البرجزه أو الأرستقراطية المتفلسفة بالتنعم و البذخ و الرخاء.
حاورته عن قضايا الساعة و أوراق نداء السودان و مخرجاته فكان صريحاً و واضحاً و تحدث مستفسراً هل البسطاء و الفقراء المزارعين و العمال الكادحين في جبال النوبة و النيل الأزرق و دارفور فوضوا الإمام الصادق نيابة عنهم ؟و أكثر ما يزعجه دعوة الهبوط الناعم و الحلول التي تجنب النظام المساءلة و المحاسبة القانونية ليس هذا فحسب بل تطيل في عمر النظام و تطيل في أيامه و فكرة الحوار التي يرى أنها تشتت و تفكك فصائل المعارضة و تكسر حدة المقاومة السودانية .
الأستاذ راشد مناضل مخلص لقضيته صادق في توجهه يذكرك بعبد الخالق محجوب في ذكائه و تمسكه الحرفي بقضايا الوطن التي لا مساومة فيها و لا لف و لا دوران، مطالبه واضحه إستعادة الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و مكافحة الفساد و الإستبداد و لكي تتعرف أكثر على الأستاذ مسؤول العلاقات الخارجيه للحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة عن قرب و تقرأ أفكاره جيداً
أحيلك إلى مضابط الحوار:


اولا نرحب بكم السيد راشد هل لكم أن تحدثوا الأجيال النابتة عن سيرتكم الذاتيه؟

حقيقه لا ادري ماذا تريديني أن أقول عن سيرتي الذاتيه للأجيال النابتة ؟
ثم وأصل ضاحكاً : أنا راشد سيد أحمد الشيخ من مواليد 1956 ، إنتميت إلى الحزب الشيوعي السوداني في سنة 1975 و عملت في الخطوط الجويه السودانية ، اضطرت للهجرة من السودان بعد إعتقالات و فصل منذ سنة 1991 بعد مجيء هذا النظام أنا حالياً مقيم بإنجلترا دخلتها منذ أكتوبر فى عام 1991، عملت في وظائف كثيرة في العمل النقابي في السودان و كنت رئيساً لرئاسة الضيافة بالخطوط الجويه السودانية، عملت في اللجنة التنفيذية للنقابه العامه قطاع النقل و مثلتها في مؤتمرات كثيرة خاصةً مع international transport federation
أو فيدرالية موظفي النقل العالمية، لا أعرف ماذا أقول أيضاً أنا لا أحب الكلام كثيراً عن نفسي.

قلت له : شكراً ما في مشكلة اكتفى بهذا القدر.


السيد راشد نعلم انكم أديب و شاعر هل لكم أن تحدثونا عن تجربتكم مع الشعر و أثره و تأثيره في تحريك عمليه النضال؟

نعم قد كتبت الشعر منذ وقت مبكر لكن لم أنشر كثيراً نشر لي في منتصف السبعينات بعض القصائد في الملحق الثقافي لجريدة الصحافه و قد كنت محرراً للصفحة الأدبية  في مجلة الانباء للخطوط الجويه السودانية و هي كانت مجلة دعايه  لكن كان فيها صفحة و ملف ثقافي فنشرت فيها بعض القصائد و بعض المقالات و بعض الحوارات مع بعض الشعراء و الفنانين منهم مصطفى سند و غيرهم من الشعراء، فالشعر ظل ملازماً لي منذ  فتره الشباب كلها و ما زلت أمارس هذه الهواية و في الحقيقه هي تمارسني لأن الشعر في مرات تحس أنك ملئ بكلام كثير لابد أن يخرج، لكني لم أنشر كثيراً يمكن لظروف وجودي خارج السودان منذ فترة طويلة منذ عام 1991 أي 27 سنة ، إنقطاع الإنسان من البيئة التي تحرك فيها وتبادل فيها الشعر و الإنشغال  بقضايا ملحه و يومية من عمل عام و عمل خاص و مسأله الوظيفة و غيرها و ظروف الغربه لكن في هذه الفترة كتبت ديوانيين معدات للنشر ما زلت أعدل فيهما، واحد باللغة العربية الفصحى و أخر باللغة العاميه السودانية. 

هل لك أن تحدثنا عن ماذا يتحدث هذين الديوانين؟ 

لا في الوقت الحالي لا يمكن أن أحكي عن ديوانيي
ن كاملين. 

أنا لا أريد منكم أن تحدثنى بالتفاصيل و لكن بطريقة مبسطة يمكن أن تحدثنا عن الفكرة العامة للدوانين ؟

طبعاً الشعر بصورة مبسطة هو خلجات الإنسان ما يحس به بداخله من كل المشاعر و الآمال و الأهداف، فيه الشعر السياسي، و فيه الشعر الإنساني ، وفيه الشعر التأملي، و فيه الشعر الفلسفي، وفيه الشعر السياسي التحريضي وهكذا، فالشعر هو مجموعة من كل هذه الأشياء.

ولكن في أي نوع تجد نفسك؟ 

رد قائلاً :ماذا تقصدين؟ هل أجد نفسي في الشعر العامي أو الفصيح ؟

قلت له : لا أنا أقصد في أي نوع تجد نفسك في الشعر السياسي التحريضي أو الفلسفي أو التأملي... و هكذا؟ 

أنا أجد نفسي في الحدث نفسه فالتصنيفات هذه عبارة عن وعاء فقط، لكن ما عندي تفضيل في دروب الشعر لاني أفتكر أن العملية التي تتم من خلال الوسط الذي هو الكلمة هي مجموعة مشاعر إنسانية لا تجد لها تصنيفات بعينها في تقديري الشخصي، و قد يختلف معي البعض في ذلك لكني أرى أن التبادل يجب أن يكون في كل شؤون الإنسان، فالتبادل و الخلجات فيها الخاصة و العامة و من الصعب أن يفصل الإنسان بين خاص و عام إذا كان صادق مع نفسه. 

السيد راشد بإعتباركم مسؤول العلاقات الخارجيه بالحزب الشيوعي ما هو تقييمكم لإجتماعات نداء السودان التي عقدت في باريس؟ و كيف تنظرون اليها؟ و ما هو تقييمكم لمخرجات هذه الإجتماعات؟ 

اولا أنا أريد التاكيد على نقطة معينة أنا مسؤول العلاقات الخارجيه للحزب الشيوعي في المملكه المتحده و ليس في السودان. 

قلت له ضاحكة نعم أعلم ذلك و نحن الان ببريطانيا و ليس السودان ؟

نعم توجب على التأكيد لأن رفيقنا الأستاذ صلاح محمود هو المسؤول المركزي و هو الان يقبع في سجون النظام و نطالب من هنا بإطلاق سراحه و إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
بدايةً نداء السودان هو خطوة في  حد ذاته فالإجتماع الأخير في باريس ربما فيه إعاده إحياء لهذا الجسم ، فنداء السودان قد يكون لبعض المنظمات السياسية المدنية و التنظيمات السياسيه العسكرية المنضويه تحت لوائه، و مخرجات هذا الإجتماع حولها خلاف و هذا شيء طبيعي فيما يتعلق بمسألة إحياء خارطة الطريق و ما يصطحب ذلك من إجراءات و متطلبات منها الحوار طبعاً مع النظام الذي ثبت بالتجارب الكثيرة و ليس تجربه واحده أو تجربتين منعزلتين أن النظام يستفيد من هذا المناخ الخاص بالحوار لتفريغ أجندة و كسر حدة المقاومة السودانية و لخلق الإنقسامات وسط فصائل المعارضة السودانية الرافضه و التي تقبل مبدأ الحوار و الحوار في حد ذاته هو أحد الوسائل......


قلت له : عذراً على المقاطعة و لكن عندما تقولون أحد الوسائل هل هذا يعني أنكم ترحبون بالحوار؟

لا نحن لا نرحب بالحوار تحت إي ثمن و هذا موقف الحزب الشيوعي السوداني و خطه المعلن و بما أنني أنتمي إلى هذا التنظيم أتحدث كما يتحدث رفاقي في الداخل و هم قالوا و كتبوا في هذا الشأن أننا في الحزب الشيوعي لا نرحب بالحوار مع النظام. 


قلت له ضاحكة : نعلم أنك تنتمي  للحزب الشيوعي و تمثل رأيه لذلك نحاورك بناءاً على هذا المنطلق نحن هنا لمحاورتك من هذا المنطلق.

رد قائلاً : نعم نحن لا نقبل بالحوار الآن مع هذا النظام لانه لم يلتزم و لن يلتزم، و إن الإشتراطات التي قد طلبناها منهم من قبل في البديل الديمقراطي و في كثير جداً من المواقف  رفضوها جملة و تفصيلا في الوقت الذي كان الناس يجهزون فيه لفكرة الحوار و خارطة الطريق ، و قلنا فلندع هذه الفرصة تكتمل جاؤنا بحوار الوثبه و ما أدراك ما حوار الوثبه و ما ترتب عليه من تشظي و تشتيت لقوى المعارضة نفسها بين معارض و متفق مع هذه الخطوات. 
حوار مع هذا النظام الذي يعتمد إعتماداً كاملاً على سلطة العنف التي يحوز عليها لبقائه لا يمكن أن يحاورك و في ذهنك و ذهنه أن يفكك هذه الترسانة التي أعتمد عليها طيلة 28 سنة ماضية للحفاظ على موقفه، فمن يعتقد ذلك هو وأهم في أن يظن أن هذا النظام بمقدوره أن يترك أسلحته كلها و يسلمها بمجرد الجلوس معه على طاولة مفاوضات. 
النظام فقد مقومات الحكم منذ زمن طويل و الآن هو مأزوم اقتصادياً و متشظي داخلياً هو نفسه خلق لنفسه قنابل زمنية يمكن أن تنفجر و ستنفجر قريباً تحت أقدامه من جنجويد وتسمياتهم المختلفة دعم سريع و غيره، و من إتفاقات و نقدها مع الأجزاء التي كانت تتأمل و تنتظر أن تمنح من كعكة السلطة و غيرها، فلا أعتقد أن هناك جدوى من محاورة هذا النظام بنفس العقلية التي تمتلكها الآن من يظن ذلك فهو حسن الظن في أحسن الظروف وأعتقد أنه يمكن أن يكون ساذجاً، إذا أنت تنتظر من هذا النظام نتائج لحوار يفكك به نفسه ، و يرضى أن يترك هذه المعدات و الآلات التي يعتمد عليها في العيش والإستمرار و يعلم تماماً أن من بعض الإشتراطات التي تطلبها المعارضة مثلاً المحاسبة، فهؤلاء مطلوبين للعدالة الدولية و غيرها، و بإعتبارهم هم من نهبوا و سرقوا وقتلوا و جاء تحللهم من الإعتراف بالقتل على لسان رئيس الجمهورية نفسه عندما قال:( لم نقتل مئات الالاف بل قتلنا عشر الف فقط)، مثل هذه الاخطاء التي تحدث في تصريحات من قبلهم بغض النظر عن الأدلة الماديه لبلوغهم في جرائم ترقى لمستوى المحاسبة العالمية و المحلية، فنظام بهذه الوضعية لا أعتقد أنه يسلم نفسه بهذه البساطة، أما ما يسمى أو يقال عنه العدالة الإنتقالية و التعافي و التجارب التي نجحت في بعض المناطق، نعم قد تكون نجحت في بعض المناطق، لكن هنالك عقلية ثقافية و تراكم تاريخي جعلها ممكنها ، فمسألة العفو المسيحي الموجودة في جنوب إفريقيا ربما هي كانت بسبب وضوح الحدود الفاصلة ما بين البيض  ككتلة وأحده و السود ككتلة واحدة الأمر الذي جعل مسألة التداول إلى حد ما سهله ، لأن هناك أطراف كثيرة عندها مطالب و مظالم، أما الوضع في السودان مختلف جداً فهناك تعددات كثيرة إثنية و ثقافية و دينية و غيرها فكيف لك أن تضع سلطة في كف!!! و تتعامل مع كل ألوان الطيف من المظاليم و تجعلهم ينظرون إليها من نفس الزاوية، هذه الأمور تحتاج لشغل مختلف، تحتاج لتوحيد المظاليم أولاً ثم بعد ذلك ننظر فيما يحدث بعد ذلك.
النقطة الثانية التعافي أو كما يسميها الإمام بي (كوديسا) التي حصلت في جنوب إفريقيا، ففي هذه الحالة كان من المعروف تماماً حجم الضرر الذي ارتكبه البيض في حق القرية أو المنطقة أو الأسرة أو لهؤلاء الأشخاص، و تم الإعتراف بتلك الجرائم، أما عمليات التصفيات السرية و الإغتيالات من وراء حجاب و التجويع و التشريد و الذين ماتوا عطشاً في السودان من يتحدث بأسمهم؟ و من هنا يتضح لنا أن المعادلة مختلفة من جنوب أفريقيا، لكن الفكرة في حد ذاتها شئ عظيم أن لا تسعى للإنتقام الدموي و العنف الذي يولد عنفاً، بشكل متصل لا نرغب في ذلك، و لكن حتى نكون واقعيين الوضع في السودان لا يسمح بأن ننقل له نقل الكربون من تجارب الآخرين، فيمكن أن نحتفظ بالفكرة نفسها في أن يعترف الناس باخطائهم و يبقي للمظلوم أن يعفو أو لا يعفو ،فالكوديسا في معناها هناك إذا جاء شخص و أعترف باخطائه فيمكن أن يعفو الطرف الآخر أو يشعر شعور عميق أنه لا يمكن أن يكتفي بهذا الأمر فيطالب بتطبيق القانون على المجرم، إذن المسألة شكلها مختلف قليلاً لكن الفكرة في حد ذاتها نبيلة و جميلة و كذا...، لكن يجب أن نمهد لها و نأهل لتنفيذها و.....

عذراً للمقاطعة لكن عندما تقولون :(الفكرة نبيلة لكن يجب أن نمهد لها و نأهل لتنفيذها)، هل هذا يعني أنكم مع الفكرة و تؤيدها؟

رد قائلاً :فكرة العدالة الإجتماعية؟إذا كنت تسألين عن فكرة العدالة الإجتماعية بشكل عام، نعم، و إعملي خطين تحت كلمة عدالة بمعناها (رد الحقوق و المطالب إلى أصحابها)....

لكن السيد راشد حتى الآن لم ترد أي حقوق و لا أي مطالب لأصحابها؟ و في حواري مع السيد الإمام تحدثنا عن المساءلة القانونية و محكمة الجنائيات و السيد الامام بإعتباره رئيس نداء السودان و زعيم المعارضة يرى أن المساءلة القانونية تزيد من تشبث النظام الحالي بالسلطة لخوفه من المحاسبة لذا يرى أنه يجب تخطي مسألة المساءلة؟

رد قائلاً : نعم هذا ما قلته لك، أن النظام مهدد بالإدانة الدولية والمحلية و لا يمكن أن يسلم نفسه هكذا، فهذه أشكال ضمانات قد تكون تخطر ببال الإمام و قد يكون تم الحديث معهم فيها، و الله أعلم بهذه المسائل، أما الجهة الوحيدة التي يحق لها التنازل هي الجهة المتضررة و لا أعتقد أن الإمام قد شاور كل هؤلاء الناس و أعطوه الضوء الأخضر و لا جهة أخرى منحته هذا الحق، لأن كما قلت لك هناك مطالب و مظالم و هناك من لا يعرفون كيف يرفعوا شكواهم و لمن؟ و أنا قد سبق لي و عشت في دارفور جزء من حياتي و أعلمها و أعلم ظروفها و طبيعة الناس فيها و كذا، و هذه مسألة تتعلق بدارفور و النيل الأزرق و جبال النوبة و لا يملك أحد التنازل عن حقوقهم نيابة عنهم، ففكرة مثل هذه يجب أن تكون عن طريق ممثلين لهؤلاء شخصياً أو يتم استفتاءهم و سؤالهم بطريقة مباشرة ،و هذا بالطبع لا يمكن أن يحدث في ظل هذا النظام ،أذن المعادلة هنا فيها شوية إشكالية، لكن كما قلت المبدأ في حد ذاته مبدأ أن العدل يتم بطريقة طوعية و فيها تراضي قد يسهل في إزالة بعض الغبائن المتراكمة و قد يفرج الجوء قليلاً و ليس بشكل كامل، تمهيدًا في أن تحدث حركة تقدم للإمام في السودان و يلتفت الناس للبناء و التعمير، بدلاً من الركونة إلى إحساس الغبن و الظلم و الإنتقام فالفكرة في حد ذاتها معقولة أي أن الإنسان يطمح للبناء و التنمية و يفضل أن يتم ذلك عن السلم، أما أن يتم الموضوع بهدف إنقاذ النظام فقط أو تمسكاً من النظام بالسلطة أو لأنه يخشى أن يذهب إلى المحاكمة الدولية و قد يكون هذا حقيقاً و لكن ليس سبباً كافياً في أن يهرب من المحاكمة و لا حتي ضمان حتى إذا منح هذه الفرصة أن يوافق على تسليم  السلطة، عموماً بعض القوي أفضل عدم تسميتها يهمها أن لا يزول هذا النظام بطريقة راديكالية يهمها أن يتم التدرج للإحتفاظ بالإرتباط الذي خلقته قوانين سبتمبر و من بعدها الدستور الإسلامي الذي أتى به هذا النظام، فهذه القوي و هذه الجهات قد يكون من مصلحتها أن يكون هناك هبوطاً ناعماً حتى يتم تغليفها و إعادة تسويق الدولة الدينية بهادي الديمقراطية و بالفاظ قد تكون خلابة و لكن الأساس قد يكون هو نفسه، عموماً هذا اجتهاد و وجهة نظر لبعض الجهات و كما يقولون آثار الأقدام تدل على المسير و البعرة على البعير، و من حق أي إنسان أن يكون عنده وجهة نظر ،لكن أيضاً من حقنا أن نرى ما وراء الأكمة و نقرأ ما وراء السطور و كما قال الإمام علي بن أبي طالب : لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني

تمام سيد راشد ،الحزب الشيوعي من الأحزاب التي طالما أبدعت و تفننت في إبتكار آليات التغيير ،لكن ما شهدته ساحة المقاومة السودانية من عصيان مدني و مسيرات مرخصة لم تجن ثمارها و لم تحقق الهدف المنتظر في رأيكم ما السبب في ذلك ؟

الحزب الشيوعي السوداني وأحد من الأحزاب السياسية السودانية التي نشأت في خضم الصراع ضد الإستعمار، و الصراع من أجل توفير المعيشية الكريمة للشعوب، و من أجل العدالة الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية، فالحزب الشيوعي السوداني لم يأت إلى الساحة السودانية كوافد مفروض كما أشار إلى ذلك الأستاذ الخاتم في واحدة من حلقاته فالحزب الشيوعي السوداني لم يأت بالفرض بل إستدعاه الواقع السوداني إستدعاءاً، و أنا أؤمن على هذه الفكرة و أبدا منها في الرد على سؤالك ،فالحزب الشيوعي السوداني كان له تأثير و نفوذ بعد استقلال السودان عندما انخرطت الفصائل التي يعمل من أجلها و بها و معها (العمال و المزارعين و غيرهم) إنخرطوا في التنظيم و انتزعوا الحقوق، و القوانين الديمقراطية التي كانت تسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم و ممارست نشاطاتهم، و من خلال هذه المنظمات و من خطاب الحزب المستقيم و إستعداد قادته للتضحية و ارتباطهم بجماهيرهم كان لهم نفوذ يفوق تعدادهم، و مع الأنظمة الديكتاتورية من 58 و حتي 64 إلى حد كبير زادت الشراسة في فترة نميري و بالتأكيد تحت ظل النظام القائم على البطش، و المفاصل التي يتحرك بها أو يمارس من خلالها الحزب الشيوعي السوداني نشاطه مع بقية القوى الكادحه في السودان تم تدويرها بالتدرج و تم إحلال و ابدال القيادات الوطنية التي كانت آنذاك، و أنا هنا أتكلم عن النقابات و اتحادات المزارعين و اتحادات الطلاب و غيرها، فلم ينحصر نشاط الحزب الشيوعي السوداني لضعف خطابه كما يشير البعض و لكن بسبب إغلاق جميع المنافذ التي كان من خلالها الحزب الشيوعي السوداني يوصل صوته من أجل تحقيق برامجه.

فالسؤال في حد ذاته أحياناً عندما يطرح بهذه الطريقة كأنما يحمل أجابته بداخله على سبيل كأنما يقال لك :(لماذا نام السائق في السيارة و بعدها صدمت السيارة الحائط ثم مات السائق؟)، فالإجابة أن السائق إن كان يعلم أن بنومته تلك سيحدث ما حدث لما نام.

و هذا يعني أن هناك أشياء مفروضة عليه من الخارج و هذا ما قصدته بإستخدام هذا المثال أن الحزب الشيوعي السوداني مثل الزعيم، مثل الكائن السوداني ينمو و يحصل له تعديلات في شكله نتيجة للظروف التي حوله، لكن حزبنا مازال موجوداً و أهدافه ما زالت نفس الأهداف مع اشتداد القمع و التشريد و القتل و الإعتقال و الإرهاب و قفل منافذ الوعي و التنوير التي كان الحزب الشيوعي السوداني يخاطب من خلالها الجماهير و تتبنى من خلالها أراءه و تفيد و تلحقها باراءها ،هذه المنافذ أغلقت فالبتالى العمل صار بحده الأدنى و بالتأكيد سيعكس ذلك نفوذه و المؤسسات التي كان يصل من خلالها بحيث كان له تأثير على مخرجات الأحداث السياسية و النقابية تم تزويرها أيضاً و اختطافها، فالبضرورة الحزب الشيوعي السوداني ليس حزبا سحرياً يحافظ على كل قواه و ألقه على الرغم من  أن الظروف قد تغيرت لكن طالما أن هنالك ظلم و عدم عدالة و تهميش و حوجه للتغيير سيظل الحزب الشيوعي السوداني موجوداً ضعف بهذا القدر أو قوي.


بالتأكيد، السيد راشد عند مشاهدتي لبرنامج لعبة الأمم في قناة الميادين قال مذيع البرنامج أنه عندما حاول معرفة عدد السودانيين الشيوعيين بالسودان قيل له أن من الصعب معرفة عددهم الحقيقي لأن كل من له انتماء شيوعي في السودان لا يكشف عنه، فهل هذا يعني أن الفكر الشيوعي غير مرغوب فيه في بلد مثل السودان و لا يتلاءم مع طبيعته أم ماذا ؟

في بلد محكومة بمثل هذا النظام، نعم الشيوعية غير مرغوب بها من قبل النظام، أما في السودان فقد ظل الحزب الشيوعي منذ سنة 1946 مقبولاً و يأتي ممثليه على رأس النقابات و الاتحادات النسائية و الطلابية و الشبابية و النسائية بإرادة و تصويت و مباركة و موافقة غير الشيوعيين، فالحزب الشيوعي السوداني خلال الأزمات التي مر بها ظل كادرنا القيادي المختص يحمي من قبل المواطنيين السودانيين و ليس من قبل أعضاء الحزب الشيوعي السوداني، لأن أصلاً بيت الشيوعي معرض للتفتيش في أي لحظة لذلك يختفون و هم يعلمون أنهم سيتعرضون لجميع هذه المخاطر و مع ذلك هم راضون، فالبتالى الحزب الشيوعي ليس مرفوضاً من المواطنيين العاديين و لكنه مرفوض من القوى التي تخشى على مصالحها من إرتفاع الوعي السياسي و الفكري و الليبرالية الجديدة و ما يسمى بالعولمة، تلك القوي التي تعيش على مظالم الاخرين هؤلاء بالتأكيد لا يرغبون في وجود الحزب الشيوعي السوداني فعندما فشلوا في مقارعته في وسائط العمل العام لجأوا إلى إبتزاز مشاعر الناس عن طريق (هؤلاء كفار ملحدين ،سيسقطون رأس الجامع و يعملونه بارات ،هؤلاء يتزوجون أخواتهم... إلخ) فهم لجأوا إلى إستخدام هذه الخزعبلات، و لكن الوعي أرتفع الآن و زاد و ما عادت هذه القضايا مشكلة كبيرة، أما ضعف إنتشار الحزب الشيوعي و عدم إعلان العضوية للانتماء ببساطة كاملة لأن في السودان إذا نطق الإنسان بحرف ال شين، سيفكرون أول حاجه أن يقبضوا عليك ثم يسألوك فيما بعد إذا كنت بنطقك حرف الشين تريد أن تقول شايقي أو حتى شيخ أو شائعة أو أي شئ اخر يبدأ بحرف الشين، و هذا جزء من الحالة السائدة في البلاد، فإذا كانت هناك ديمقراطية و حالة حرية في التعبير و الرأي لما خشي الإنسان على نفسه لمجرد انتمائه الفكري و خياراته السياسية أو غيرها، و لما كان هناك دواعي لأن يخفى الإنسان انتمائه ،فهذا فهذا هو السبب في أنه لا يمكن معرفة العدد الحقيقي للشيوعيين في السودان للأسباب التأمينية فقط لا غير.

السيد راشد كم عمر مسيرتكم في الحزب الشيوعي و لماذا اخترتم الإلتحاق به دوناً عن الأحزاب الأخرى؟

كما سبق و قلت لك أنا عضو في الحزب الشيوعي منذ عام 1975، و قبلها كنت في المنظمات الشبابية و الجباه الديمقراطية في المدارس الثانوية و غيرها، و يمكن أن يكون الجو العام الذي كنت حوله كانوا يتحدثون عن الظلم و كذا، و ترى فيهم حماسة و أنهم يريدون أن يفعلوا أي شئ من أجل الآخرين هذه كانت البدايات، إضافة إلى أن الوالد تعرض لإعتقالات كثيرة جداً و أنا كنت طفلاً آنذاك و كنت أكبر الأولاد آنذاك و أنا كطفل صغير كنت أتساءل :لماذا تم سجن والدي فالسجن عادةً ما يكون للحرامية و الإنسان القاتل و هكذا، و أنا كنت عندما أرى هذه الإعتقالات أقول:(إيه الحاصل يعني ؟) ،فبدات أتساءل و أريد أن أعرف أبي هذا الرجل الطيب لماذا يقاد إلى السجن كالمجرمين؟ و بدأت تنمو عندي رغبة معرفة تلك الجماعة التي كانت تحضر إلى بيتنا، و هكذا نمت عندي رغبة معرفة السياسة بشكل عام، أما إختيار انتمائي للحزب الشيوعي بالتحديد  فالتأثير كان من الخلف لأن الوالد رحمة الله عليه كان لم يحاول أن يجبرنا أو يدفع بأي منا في أي تجاه سياسي فقد كان رجلاً ديمقراطياً و يحترم خيارات الناس، فبدأت اقرأ و من المؤكد أنه بدأت تكون عندي إهتمامات أدبية و فنية و غيرها و بدأت أقرا أشياء أخرى فلم أجد في بقية التنظيمات السياسية التي كانت موجودة آنذاك في أيام الدراسة من عندهم إهتمامات مشتركة معي فنياً أو أدبياً أو سياسياً و غيرها ،و قد شعرت أنهم ليسوا أحرار في رأيهم و كذا، فهذه كانت البدايات و بعدها إنتظمت في الجبهة الوطنية الديمقراطية في الثانوية و بدأت أقرأ إلى أن توصلت إلى أنه يجب أن يكون عندي مشاركة تمثل ما أقتنع به بآراء و أفكار و مبادئ حول العدالة و غيرها، فكانت تعجبني بسالة الشيوعيين و شجاعتهم ،فهم أشخاص يمكن للإنسان أن يألفهم لأنهم حميميين مع بعضهم البعض، شجعان و كرماء و قيم أخرى كثيرة وجدتها فيهم الأمر الذي جعلني أقول من هؤلاء البشر ؟و أريد أن أعرف عنهم أكثر، و شعرت أن هذا مكان يمكن أن أكون سعيد جداً إذا إنتميت إليه و هو مكان يمثل ما أحس به من قضايا تجاه العامه.

السيد راشد هل حقاً أن الحزب الشيوعي السوداني فقد قيادات كاريزمية و لم يعد يمثل خطراً مخيفاً على النظام كما يقول البعض؟

فقد الحزب الشيوعي السوداني قيادات كاريزمية هذه حقيقة فالحزب يضم العديد من القيادات سواءً كانت كاريزمية أم غير كاريزمية، لكن هل هذا يعني أن الحزب الشيوعي السوداني لم يعد عنده قدرة بعد ذهاب هذه القيادات؟ لا بالطبع لا أعتقد ذلك، فالنظام بغض النظر عن قبضته الحالية يعمل ألف حساب للحزب الشيوعي في السودان، و بالرغم من أن الحزب الشيوعي الآن في السودان هو أقل قدرة على التحرك مما كان عليه سابقاً لكن بالرغم من هذا فهو يشكل هاجس من ضمن الهواجس الأخرى التي تغض مضجع النظام الآن.
ما هو الشق الثاني من سؤالك ؟

قلت له : أنت أجبت على الجزء الأول من سؤالي فيما يخص فقدان الحزب الشيوعي لقيادته الكاريزمية و الجزء الثاني إن الحزب لم يعد يشكل خطراً على النظام و قد بدأت في الإجابة عليه ؟

نعم ،رداً على سؤالك ماذا كان يشكل الحزب الشيوعي في السابق؟ و على من كان يشكل خطراً الحزب الشيوعي؟ فالحزب الشيوعي كان يشكل خطراً على الديكتاتوريات العسكرية، و كان يشكل ذلك الخطر بوجود نفوذ له في مفاصل دولاب الدولة التي يمكن أن تؤثر في السلطة الحاكمة إذا توقفت هذه الدواليب سواء في النقابات العمالية و المزارعين و الخدمة المدنية و لم تعد قيادات الحزب موجودة في هذه التنظيمات بسبب الفصل و التشريد و القتل و غيرها، و قطع الصلة و التواصل، و خلق التراكم المعرفي ما بين هذه الأجيال التي تدخل في هذه المنظمات الجديدة و الأجيال القديمة و تبادل المعرفة... إلخ، و أيضاً للأسف العنف الذي وجهت به قيادات الحزب الشيوعي السوداني و التضحيات التي بذلها، و قياداته الذين يأتون لأول مرة أنها مسألة مخيفة جداً، لذلك تقاصر بعضهم من تقدم الصفوف بعد أن بدأت محاولات لإعادة الروح في هذه المسائل حتى قوانين الانتخابات و التزوير الذي حدث في نقابات المحامين مرات عديدة، فالنظام يخشى تماماً امتداد نفوذ الحزب الشيوعي السوداني و معه جميع القوى الوطنية، كما يخشى وصولهم إلى مواقع القيادة في التنظيمات النقابية أياً كانت عمالية أو طلابية أو مزارعين... إلخ ،فالان في اللحظة التي يكون فيها زمام هذه التنظيمات في يد الوطنيين ستجد السلطة مقاومة وطنية قوية جداً قد تقتلع النظام من جذوره، لأن كل سياسات النظام تعمل ضد هذه الفئات، فالحديث عن النظام لم يعد يخشى الحزب الشيوعي هذا حديث غير صحيح، فأنا لا أعلم بماذا يحلمون بالليل عندما ينامون؟ هل يجئيهم البعبع في شكل الحزب الشيوعي أو شئ آخر؟ لا أدري، لكن الحزب الشيوعي السوداني ظل موجوداً بأشكال مختلفة، صحيح يضعف هنا و هناك لأن الثورة لا تمشي في خط مستقيم و تاريخ السودان منذ الإستقلال و حتي الآن أغلبه كان تاريخ معادي للحركة الوطنية، معادي للجماهير، و معادي للتنظيمات النقابية، بالتحديد معادي لأفكار الحزب الشيوعي السوداني كما تعرض الحزب لضربات أكثر من أن تتاح له فرص التداوي من جراحه و الإنطلاق من جديد، لكنه حزب عصي كما قال الرفيق الراحل نقد رحمه الله.

تابعونا للحوار بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي