الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم مرشح رئاسة

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2018 / 4 / 21
كتابات ساخرة


دخل مرشح لرئاسة بلدية الى البار، لا فرق إذا كان مرشحا لرئاسة بلدية في اسبانيا، بلدية قرطبة مثلا التي كانت عربية ولعل فوزه يعيدها عربية .. او رئاسة بلدية في العراق او في تونس او في فرنسا او في أمريكا او رئاسة بلدية في اسرائيل .. ويقول بعض الخبثاء حتى لو كان مرشحا لرئاسة بلدية الناصرة مثلا .. لأن الواقع واحد والمنافسة واحدة .. والنجاح لواحد، أما للفشل فأكثر من واحد...
كانت ملابس المرشح أشبه بمن خرج من طوشة لتوه، وشكله مثل الديك الرومي المنفوش الريش بعد مناوشة بين الديوك .. شعره مبعثر، ثيابه تحتاج الى كي، يشعل سيجارة من قمع سيجارة سابقة بلا توقف .. وينفخ الدخان بعصبية الى أعلى وكأنه يقصد توجيه الدخان الى شخص فوقه ..
جلس امام البارمان، وطلب كأس وسكي.
ما ان ملأ البارمان الويسكي بالكأس وإذا المرشح يلتقط الكأس ويفرغ الويسكي فورا بجوفه دفعة واحدة .. انتبه البارمان الى غرابة تصرف هذا الزبون، لكنه قبل ان يطلب كاسا أخرى، اخرج حافظة النقود وتأمل ما في داخلها، وبان الامتعاض على محياه، مما خلق انطباعا انه يحسب ما معه من نقود وربما بناء على ما تحويه حافظة نقوده من مال، لا يكفي لثمن الكاس الثاني؟ .. لكنه سرعان ما طلب المرشح كاسا أخرى.
نفس الأمر جرى بعد الكأس الثالثة أيضا، تأمل ما داخل المحفظة وطلب من البارمان ان يملأ له الكاس، فورا أفرغ المرشح الكأس في جوفه، وأشار بيده للبارمان ان املأ كأسا رابعة...
هكذا استمر المرشح، يخرج حافظة نقوده، يتأمل ما بها ويطلب كاسا وراء أخرى ..حتى وصل للكاس السابعة .. عندها اخرج محفظة النقود وتأمل ما في داخلها، أطال التأمل كثيرا مما خلق الانطباع انه يحسب ثمن ما شربه من ويسكي وهل ما في محفظته من نقود تكفي لدفع ثمن الويسكي؟ ... لكنه هز رأسه وطلب كاسا أخرى .. ربما أخيرة كما ظن المتواجدون في البار.
لفت أسلوب شرب هذا المرشح للويسكي الانتباه لمن يجلسون في البار، بدأوا يتهامسون ويراقبون باستغراب أسلوب شرب الويسكي لهذا المرشح. ملأ له البارمان الكأس الثامنة .. لكن ما لفت انتباه الجالسين بأنه بدا يشرب الويسكي ببطيء وبجرعات صغيرة. تهامسوا ان حضرته ربما وصل لمستوى التشبع الذي يسبق فقدان الوعي.
مرة أخرى أخرج حافظة النقود وتأمل ما فيها وأطال التأمل وهو يهز رأسه عابسا .. طواها واعادها الى جيب بنطاله، تهامس الزبائن بانه ربما يراجع حسابه للنقود التي معه قبل ان يشرب كأسا أخرى .. لضمان انه يحمل ثمن ما شرب من ويسكي.
بالفعل طلب كاسا للمرة التاسعة بعد ان نظر لما يوجد بحافظة نقوده طويلا.
لم يستطع البارمان ان يواصل صمته. سأله: هل تعاني من مشكلة عزيزي المرشح؟ هل من اعتدى عليك لأن ثيابك تشير أنك قادم من مناوشة ..؟ هل كان المعتدي مرشح منافس او مؤيديه؟
أجاب: لا سيدي، كل شيء بخير .. لا اعتداءات .. لكني لا اشعر باطمئنان ..
سأله البارمان: لماذا اذن تنظر لحافظة النقود بين كاس وأخرى، هل تحسب ثمن ما شربت من ويسكي؟
أجاب المرشح وهو يلوح بربطة نقود أخرجها من جيب بنطاله: ما معي يكفيني ان اشرب كل ما هو موجود في بارك .. لكني انظر لصورة رئيس البلدية الحالي الموجودة داخل حافظة النقود .. الذي يقال من الكثيرين انه سيفوز مرة أخرى وإننا مجرد لاعبين هامشيين لن نؤثر على فوزه... هذا ما بدأت أخاف منه ..انظر الى صورته الضاحكة في حافظة نقودي، صورته تثير غضبي، فأطفئ غضبي بكؤوس الويسكي. لو انه عابس على الأقل لأراح اعصابي .. لماذا يبتسم؟ هل يظن أني جالس على خازوق؟ لذا اشرب حتى أنسى فكرة أنى جالس على خازوق!!
ابتسم المتواجدون حوله لسماع حجته بالشرب .. فصاح بهم: هل تضحكون لأنكم تتوقعون فشلي، ام لأن جلوسي على خازوق يبسطكم؟! هدفي ليس رئاسة البار .. بل رئاسة بلدية قرطبة التي بناها آنذاك العرب في اسبانيا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع