الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة إنسانية تكشف عن النذالة والبسالة

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 4 / 21
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
بخصوص المقاومة والعمالة سوف نروي لكم هذه الحكاية -أو بالأحرى الفاجعة والمأساة الإنسانية- حيث عندما كنت ما زلت بجنديرس "عفرين" فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة بدايةً من النظام ومن ثم من الإخوة في الإدارة الذاتية حيث ومنا يعرف المثير من الأخوة والأصدقاء المتابعين بأنني كنت معروف بإنتمائي السياسي للبارزانية، بل وفي منصب قيادي داخل الحزب؛ عضو اللجنة المركزية للبارتي وهكذا ومع بداية الأحداث السورية وتحركات النظام والجماعات السياسية عموماً والتي شهدت تقوية نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) واستلام القرار السياسي والأمني في المنطقة، فإنني تعرضت لمضايقات كثيرة من قبل السلطة الجديدة -أي جماعة الإدارة الذاتية لاحقاً- وقد وصل الأمر إلى التهديد بالقتل بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومن بين من جاءني مهدداً كان شخص من أبناء بلدتي، بل تربطنا نوع من العلاقات الاجتماعية عن طريق المصاهرة، ناهيكم عن إنه ابن البلدة.

وبالتالي هناك معرفة شخصية بيننا وكان هذا الرجل قد ألتحق مبكراً بصفوف الكريلا وفِي فترة بداية الألفية وتعرض حزب العمال الكردستاني للكثير من التضييق والخناق عليها من قوى ودوّل إقليمية مع مساعدة من أطراف كردستانية لتلك القوى المعادية للحركة، فإن المنظومة العمالية تعرضت لعدد من الانتكاسات ومحاولات الإنشقاق من قبل البعض، مما دفع بالكثير من مناصريها التخلي عن الحركة أو على الأقل الدخول فيما يعرف لدى الشيعة ب"التقية"؛ أي نوع من الجمود وأحياناً النكران والتنكر لمبادئهم وقناعاتهم، بل عدد من الكريلا تَرَكُوا جبال كردستان وعادوا إلى مواطنهم بعد أن دفعوا أثمان تلك العودة لدى الدوائر الأمنية من اعتقال وتعذيب وسجون والبعض عمالة أمنية وقد كان صديقنا الذي جاءني مهدداً واحداً من أولئك الذين هادوا وأخذ نصيبه من المتابعة الأمنية، بل وكذلك من رفاقه في المنظومة حيث تعرض لأكثر من مشكلة وصل إلى ضربه ومحاولة قتله أيضاً إلى أن كانت أحداث سوريا وعودة الحزب لنشاطه السابق وبالتالي عودة الكثيرين، إن لم نقل المل إلى نشاطهم السابق وضمناً هذا الشخص وبالتالي أصبح أحد الفاعلين في جنديرس والحي الذي كنت أسكن وأعمل فيه وبحكم خلفيته العسكرية حكماً سوف يكلف بهكذا مهمات وبالتالي كانت واحدة منها تهديدي بأكثر من أسلوب.

لكن وبعد خروجي من البلد وخلال هذا العدوان الغاشم على عفرين من قبل تركيا وتلك المجاميع الإسلاموية فإن هذا الرجل قدم خلال فترة مقاومة الإحتلال التركي الإخواني ثلاثة أبناء له قرابين دفاعاً عن كرامة المنطقة وشعبنا .. والسؤال الجوهري بقناعتي هنا هو؛ هل يمكن لأحد بعد هذه التضحيات المؤلمة لحد الفاجعة أن يحمل أي ضغينة لهكذا أب فجع خلال أقل من شهرين بثلاثة أبناء، بل كيف يجرؤ أحد منا أن يرفع رأسه أمام هذا الأب الشهيد هذا الكائن الحي الميت حتى وإن كان قد قتل أباك وليس هددك ولذلك فأنا من جهتي لا أقدر إلا أن أتعاطف معه ومع قضيته وإن كنت لا أوافقه وأوافق حركته السياسية في بعض أساليبهم النضالية، أما أن يأتي اليوم وبعد كل هذه الكوارث من يقول له: "لا مكان لعملاء ب ك ك في عفرين" وهو الغارق تماماً في العمالة والنذالة لأعداء هذه الأمة فتلك والله من أنذل وأحط الأخلاق قبل أن تكون أحط وأحقر السياسات والأحزاب!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلسة لمجلس الأمن تناقش وضع الأونروا في فلسطين.. ماذا جاء فيه


.. مشروع متواضع لشاب في قطاع غزة لشحن الكراسي الكهربائية لذوي ا




.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل