الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفة السياسة الكذب...

محمد صالح أبو طعيمه

2018 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدأ الإنسان كذبته وهو يعلم أنه يكذب، وأن ذلك الكذب سيكون طارئًا لأمر ما، مصلحة ثم تنقضي، فإن انقضت تلك المصلحة، وجد الكاذب حيلة سائغة، فيكرر الكذب من جديد، حتى يصبح الكذب لديه سلوك اعتيادي، أو كما قال الرسول "حتى يكتب عند الله كذابا" وبعد مدة يزيد في كذبه، ولا يتوقف كونه سلوك اعتيادي، بل يتعداه ليصبح سلوك إلزامي، وشيء فشيء يفقد الكاذب قدرته على منع نفسه عن الكذب، فيتحول من كاذب إلى كذّاب، والفرق يعلمه أهل اللغة والصرف، فكاذب على صيغة اسم الفاعل، واسم الفاعل يدل على من قام بالفعل، أم الكذّاب فيدل على ما يدل عليه اسم الفاعل مع المبالغة فيه، وتكثيف حدوثه، وإن أضفناه إلى الصفة المشبهة تصبح الصفة ملازمة وثابتة.
وتلك آفة الساسة وأتباعهم لدينا، تأويل للدين، تسيس لأقوات الناس وحيواتهم، سلب للكرامة، تجويع وظلم، طبقات تعلو وأخرى تحت التراب، وكل هذا ينفوه عن طريق الكذب، فليسوا هم الذين سببوا الحصار، وليسوا هم الذين يحكمون بالحديد والنار، وليسوا هم الذين يرفضون الصلح.
وهم الذين يجوعون مثلنا، ويأكلون الزيت والزعتر، ويحلمون بأوجاعنا، ويعانون ما نعانيه.
وما نراه من المواكب، والقصور، والمشاريع، والأملاك والأبهة والغنى، ما هو إلا سحر، قد سحره اليهود وأعداء الحق فأصاب أعيننا، لنرى في القيادة الألوهية خلاف الحقيقة.
قمة الاستخفاف بعقول الناس، لدرجةٍ تُفقد الإنسان لياقته الأدبية، قمة البهت والزور في التصريحات، والتناقضات ما بين مسؤول حكومي وآخر حزبي تعريهم، وتهتك ستر جرائمهم في حق الوطن والمواطن، وفي حق إقامة الدولة، ويكفينا في هذا المقام التلميح، فالتصريح عاقبته وخيمة في بلاد الأعراب عموما وهنا خاصة.
فمتى يتوقف الكذابون عن كذبهم، لقد استمروا به وجمّلوه ونقحوه، حتى صار بالنسبة لهم أمر بديهي، وفي قرارة أتباعهم أن أسيادهم يكذبون لكنهم يُكابرون، كان ذلك قبل أمد، لكنهم اليوم يصدقوهم، ونسوا أنهم يكذبون، وأزيدك من الشعر بيتا للأسف قوامه مكسور، أنهم صاروا يرددون ذلك الكذب على ألسنتهم، ويدافعون به عن هؤلاء الأسياد، مع تحدٍ وأيْمانٍ غلاظٍ شِداد، وعن أفكار تلقفوها وعقولهم عنها في الغيابات سائحة، ومعطلة إلا فيما يخدم الحزب، ضمن الحد المسموح فيه للتفكير، وذلك في ظل حدود ضيقة رسمها الحزب، أو الخيار الآخر لا تفكر فنحن نفكر عنك وأنت اتبع ونفذ ولك أجر الدنيا والآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س