الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة النقص و -الأنا- المتضحمة

محيي الدين محروس

2018 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


جوهر عقدة النقص في إحدى حالاتها يتمثل في نقيضها، في الكبرياء الزائد عن الحد، وبأن هذا الشخص معصوم عن الخطأ.
لذا مهما أخطأ في مواقفه وتصرفاته، يستحيل أن يعتذر عن الخطأ!
وهذا ما نشاهده على مستوى الشخصيات السياسية بصورة عامة، وفي سوريا بشكل خاص.
فهو صاحب البصيرة ( هكذا يُعلن ) منذ انطلاقة الثورة في تبنيه لهذا الموقف، وإن كان قد غير هذه المواقف لعدة مرات! أو رغم أن كل الدلائل تدل على خطأ تقديراته وتحليلاته، وهو يصر بأنه على صواب،
لأن " الأنا "المتضخمة عنده لا تسمح له بالاعتراف بأنه أخطأ.
والثورة السورية ابتلت بالعديد من هذه الشخصيات "الوطنية"، التي ارتكبت الأخطاء الفادحة بحق الثورة، ولم ولن تتراجع عن مواقفها.
على سبيل المثال: الحل الوحيد في سوريا هو الثورة المسلحة!
كل دول العالم تُصرح والعديد من الشخصيات الوطنية حقاً، تُصرح بأن الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي، وهم لا يزالون مُصرين على خطئهم في تقديراتهم، ويصرون على الحل العسكري!
فكيف لمثل هذه الشخصيات :الكبيرة أن تخطئ؟ " أنا " لا أخطئ!

وعلى المستوى السياسي: نرى تعدد التنظيمات السياسية الوطنية وعدم توافقها على مشروع وطني، على مشروع ميثاق وطني، وقيادة توافقية بناءً على هذه الرؤية.
فقائد كل تنظيم، فقط " أنا " أحمل الرؤية الصحيحة، وهو "القائد " الأفضل" من الجميع !رغم أن هذا التنظيم أوذاك يُعد بالعشرات، ولكنهم "قادة" !
وكم شهدنا وتابعنا من اللقاءات بين هؤلاء " القادة " دون التوصل إلى أي رؤية مشتركة.
هذا في حال عدم تبعية هذا القائد لهذا التنظيم أو ذاك لهذه الدولة أو تلك، عندها مواقفه تتبدل حسب الأوامر.

كما نشاهد تبديل المواقف السياسية، دون الاعتراف بذلك، والأكثر هو أن يُصرح هذا القائد: بأن هذا كان موقفه منذ بداية الثورة " وأنا" قلت ذلك منذ سنوات!
بالطبع، هذا لا يمس، من كان ولا يزال لديه نفس الموقف.

المشكلة تكمن بعدم الاعتراف بأي خطأ في التقديرات والتصرفات، ف " أنا " المعصوم عن الخطأ!
وينسى أو يتناسى، بأنه لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ، وبأن الاعتراف به هو فضيلة، ودليل قوة لشخصيته ولتواضعه.
وهذا ما نراه ليس فقط على المستوى السياسي – في قادة التنظيمات السياسية، وإنما في علاقاتهم الاجتماعية العامة، وحتى على مستوى أسرهم.

نحتاج إلى ثورة ثقافية إلى جانب الثورة السياسية. نحتاج إلى المثقفين لكي يقوموا بدورهم في التوعية، رغم صعوبة الطريق.
ونحتاج إلى قادة سياسيين بدون عقدة "الأنا"! وبدون " الأنا " الإلهية المنزهة عن كل الأخطاء! كفانا " الأنا" عند معظم قادة البلدان العربية .. كلً منهم يعتبر نفسه إلاهاً!
نحتناج إلى قادة يعملون بجهد وبكفاءة وبتواضع. مما يُسهل التوافقات السياسية، ويُسرع في إيجاد الحلول الوطنية، أمام الكوارث الإنسانية التي تحل بشعبنا العظيم.

قال الشاعر:
تواضع إذا ما نلتَ في الناس رفعةًً *** فإن رفيع القوم من يتواضعُ*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل