الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الشيطان

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ترامب وسياسية الكيل بمكيالين ، نهج أمريكا في المواجهات الصعبة ، لأنها تخشى عواقبها وما يترب عليها ، قد يكلفها الكثير من الخسائر لا تقتصر على النواحي المادية أو البشرية ، بل لخسارتها حسابات أخرى لديها ولدى الغير ، لأنها الزعيم 0
تشهد الساحة السورية متغيرات على الأرض وبشكل متسارع لصالح المحور السوري وحلفاءها ، وهو محور اثبت كفاءة عالية في ساحات القتال الدامي ، منذ بدء الإحداث الملتهبة في سوريا ولحد يومنا هذا ، وعلى طاولة المفاوضات والحوار صورة لا تختلف عن انتصارات الساحة ، ليكون الضغط الكبير على الإطراف الأخرى في الصراع الذي لا تعرف نهايته كيف ستكون على كل الأطرف المتصارعة وغيرها 0
رغم ما تحملت سوريا وأهله من خسائر في الموارد البشرية والمادية ، معلوم من الجميع،لتكون سياسية الأرض المحترقة هي طريقها نحو النصر والتحرير،وليس أمامها ما تخسره، في ظل تعقد المشهد والمواقف السلبية من الآخرين بضد اتجاهها ،مع ما اكتسبت من خبرة كبيرة، في الصمود والقتال بالطرق كافة، وللازمة استمرت سنوات طويلة ، لتكون خيارتها متعددة نحو إتمام مهامه بالشكل المطلوب ، وهو ما يصعب على الأمريكان ذلك بكثير0
والأمر المؤكد أن الأشهر الأمريكية السابقة كانت صعبة جدا عليهم ، وحافلة بالخسائر، ليس في سورية فقط، وإنما في محافل أخرى ، والسبب الموقف الروسي وحلفاءها في الكثير من القضايا الساخنة ، لتكون أمريكا في وضع يحسد عليه ، ومخططاتها ومشاريعها للمنطقة ، رغم أنها حققت منها ، لكن في المقابل ، واجهت تحديات صعبة ، والطريق نحو إكمال مراحل خططها مازال طويل ، ووجود قوى عظمى تقف بالمرصاد لها ، لتبدأ أمريكا سياساتها المعهودة 0
دعم الفصائل المسلحة في بداية الأمر ، بكافة الأسلحة المتنوعة ، منها ومن حلفاءها العرب ، ولعبة استخدام الأسلحة الكيميائية ، من اجل إثارة الرأي العام ، وهو أسلوب متبع منها في السابق ، ومحاولة جر تركيا إلى المواجهة المباشرة مع الإطراف الأخرى المتنازعة ، وتقديم كافة الدعم لها ، ووعود أخرى بمنحهم امتيازات ، وعلاوة على ذلك مساعدتها على القضاء على عدوها الأولى حزب العمال الكردستاني ، و تحقيق إطماعها المعروفة في العراق ، لكن دهاء وحكمة الآخرين ، ضربت أحلام أمريكا من تحقيق غاياتها ، لتكون تركيا نفسها خصم في المعادلة السورية ضدها0
ولتكون مرحلة لعبة الحلفاء هي العنوان الأبرز لواقع اليوم ، وبحجج واهية ووقائع غير متحقق ، أنها الأسلحة الكيميائية ، وأمور أخرى معروفة من الجميع ، ليكون ضرب سوريا من اللاعبين الجدد هذا المرة ، والباب مفتوح نحو الآخرين للمشاركة ، ولأهداف متعددة لهم ، لتصبح أمريكا مع فريقها ليست وحدها ، في ظل نزاع الاحتمالات فيه كثيرة ، والمنتصر في نهاية المطاف لم تبزر ملامحه بعد ، لأنها حرب الكبار 0
إن لعبة الشيطان التي تمارسها أمريكا ، في الانسحاب أو البقاء ، محاولات منها نحو تحقيق المزيد من المكاسب المختلفة ، وإعطاء دور اكبر لقوات سواء كانت عربية أو غيرها ، في المعركة القادمة ، ودعم الفصائل المسلحة أكثر من أي وقت مضى ، ولا تكون حجم تكاليف باهظة عليهم0 وتقليل حجم الخسائر في العدة والعدد ، وخصوصا بعد الضربة الأخيرة لسوريا ، وردة فعل الآخرين بين من اعتبره أهانه ، وبين من قتلت قادتها ، لتكون صواريخهم وطائرتهم المسيرة هي الرد الحاسم أو المتوقع منهم ، أو نشهد متغيرات و مفاجآت لم نشهدها من قبل في الرد ، مع تصعيد الأمور نحو الأسوأ ، لأنها غاية الشيطان الأكبر في ذلك 0
قد تكون لهم مخططات أخرى وأهداف مرسومة لم تعرف بعد ومن يقف وراءهم ، لنزاع سيستمر ما دائما هناك خيرات وثروات وحسابات أخرى،
وستبقى دم الأبرياء من أهلنا هي الثمن ،والأموال التي تدفع لهم لقتلهم من أخوننا العرب 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر