الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للأرض المغذية 22 أبريل

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 4 / 22
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


خصصت الأمم المتحدة يوم 22 أبريل كيوم عالمي للأرض المغذية من أجل التحسيس بأهمية الأرض و بيئتها في حياة الإنسان ووعيه الوجودي .
ذكرني هذا حينما كنا ندرس علم البيئة في المدرسة العليا للأساتذة في ثمانينات القرن الماضي ، و بدا لي مصطلح النوع espèce النباتي أو النبات عموما ،الذي يوجد في بداية كل السلاسل الغذائية بدون إستثناء ، لا قيمة له أمام عدم وجود الشروط البيئية المناسبة لتواجد ذلك النوع أوالنبات .بمعنى آخر لا يمكن فصل وجود الأنواع النباتية عن الوسط المعدني و ظروفه التي يتواجد فيها كالتربة و التساقطات والحرارة و الرطوبة و عامل العرض exposition و البي إيتش ph و غير ذلك ، حتى بدا لي أن النبات كيفما كان شكله هو ما يشكل مع ظروفه البيئية مفهوم النوع في معناه الواسع و الحقيقي المرتبط بالواقع .بمعنى آخر أن النوع و وسطه البيئي الملائم له يشكل وحدة واحدة لا فكاك بينهما إلا في أدمغة البشر الذين يحتاجون فصل الأشياء الطبيعية والظواهر من أجل تبسيطها و دراستها أولا و فهمها ثانيا .و لأن الأنواع النباتية و خصوصا التي تنتج المادة العضوية بإستعمال الطاقة الشمسية و ثاني أكسيد الكربون و الماء و غير ذلك هي الأكثر تنوعا و كثرة ،فإن باقي الأنواع الحيوانية ما هي إلا تابع و تحصيل حاصل في وجودها البيولوجي الناتج عن التطور البيولوجي العادي التاريخي لهذه الأنواع النباتية السالفة الذكر و التي بدأت في التواجد على الأرض ولنقل بخلايا وحيدة مجهرية لا حول لها و لاقوة بالأطنان منذ 3 ملايير سنة و أكثر في محيط بحري وحيد هو البانتالاسا panthalassa حينما كانت الأرض لا تزال تتشكل من قارة واحدة البانجيا pangea.

و لأن الكائنات الحية ترتبط عضويا ببعضها البعض و ترتبط أساسا بمصدر الطاقة العجيب الذي هو الشمس ، فإن الإنسان لا يشذ عن هذه القاعدة في كل ظروف حياته .
و إذن فإن كل الأنواع الأخرى نباتية كانت أم حيوانية مهما بدت للإنسان العادي و كأنها تافهة فإن لها دورا تلعبه في الوسط داخل توازن طبيعي عام ناتج عن إشتغال المنظومات البيئية écosystèmes المرتبطة بمحرك طاقوي لكل الدورات الطبيعية هو الشمس في المجموعة الشمسية .و يحتمل أن يكون هذا النظام الذي ليس ناتجا عن الصدفة في إعتقادي في مجموعات شمسية أخرى و مجرات أخرى .فوجود الإنسان مثلا في مجرات أخرى و مجموعات بيئية أخرى ليس أمرا مستحيلا .فقد تساءل اليونان قديما قرونا عديدة قبل الميلاد "هل نحن وحدنا في هذا العالم ؟" .و معلوماتنا نحن تقول أنه إذا توفرت نفس الأسباب أي الظروف البيئية فما الذي سيمنع تواجد نفس الظواهر ؟ و ما يعنينا هنا هو وجود الإنسان.هذه الإمكانية و لو كإحتمال وارد نظريا يجب أن تدفع إلى إعادة النظر في تفكيرنا و فيما كان إلى وقت قريب يعتبر كحقيقة مطلقة أو بديهيات لا تزل للأسف يتم تدريسها في مدارسنا .
من منا لم يتوقف للحظات أو أكثر من ذلك للتمتع برؤية نبات ما أو حيوان ما كقط أو طائر أو بقرة أو غير ذلك ...؟
هذا يعني أن تربيتنا في الوسط الطبيعي تعني أن هذه الكائنات الحية تشكل جزءا من فضائنا النفسي و التخييلي الذي تربينا فيه.و معنى ذلك أن تلك الكائنات الحية تترك أثرا في حياتنا .كما نترك نحن أيضا أثرا في حياتها بالنسبة للتي لها ذاكرة .
هذا يعني أن كل كائن حي له دور ما و وجوده مرتبط بتاريخ معين محدود في الزمان .و لأن كل شيء هو مهم في الطبيعة و ليس إعتباطيا ، فإن المفروض هو القيام الفردي و الجماعي بمجهود ما من أجل السلام و منع الحروب بين البشر و من أجل الأرض المغذية للإنسان و للأجيال اللاحقة منه كواجب أخلاقي نبيل حتى لا يقال عنا أننا كنا نعيش بشعار "لنعش نحن و ليأت بعدنا الطوفان".
إن إستحضار الكوارث الطبيعية و المجاعات التي تحدق بالشعوب ومشاكل الفقر و الجهل و الحروب الأخيرة و الصغيرة في محيطنا القريب في اليمن و سوريا و ليبيا و سيناء وغيرها و التي قد تنذر ببداية حروب كبيرة تجعل من السؤال حول أهمية هذه الأفكار بخصوص الأرض المغذية و أهمية الأنواع في ظل عمليات إتلاف و إعدام النوع البشري شيء ربما لا مجال له .و رغم ذلك فهل من المعقول ترك الحبل على الغارب كما يقال أم أن يوم الأرض المغذية وما يجب القيام به من موقع المسؤولية و الإمكانيات التي على البشر إستغلالها لصالحهم يبقى له أـهمية ما؟
هذا هو السؤال .
مع تحياتي لكل القراء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف