الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تَخَفْ أيُها المؤمِن/ المُؤمِنَة... مَسافَةُ المِيل تَبدَأ بِخَطوَة

بولس اسحق

2018 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خرجت في ليلة ماطرة أتسكع في الشوارع الفارغة... لا أنيس لي إلا علبة السجائر...وحبتان من علكة الفراولة... أتأمل مصابيح الكهرباء الساطعة... وأتساءل هل هذا ليل... نعم انه ليل لكن غاب عنه الظلام... تذكرت توماس أديسون وتخيلته مرميا في جهنم كالكلب... والنار تدخل من فمه وتخرج من دبره... بينما سيدنا أبو هريرة او الإرهابي خالد بن الوليد غارق في اللذة... يعاقر زجاجات الويسكي والخمرة... ويضاجع عاهرات مولانا اله القران... سئمت من مولانا اله القران... ومن كلامه البليد الذي لا يجدي ولا يفيد... يهددني طوال الوقت بنار الجحيم... وحين يتعب يكلمني عن المحيض وعن البغال والحمير... وعن زيد لما قضى منها وطرا... لم أقرأ في حياتي كتابا يكره الحياة مثل هذا الكتاب... إنه يجعلك تشعر بالذنب وتأنيب الضمير... رغم أنك لم تقترف أي شيء... فنصيحتي لمن أراد أن يصبح مريضا نفسيا في خمسة أيام أن يقرأ القرآن... وهناك 216 آية في القران تتكلم عن العذاب والدماء... هذا الكم الهائل من العنف...الذي هو من انتاج خيال سادي مريض جدا... ولا يليق بكتاب محترم بل بفيلم رعب سادي إرهابي... لذلك من الطبيعي ان يصاب المسلمون بأمراض نفسية خطيرة... عند قراءة كل هذا الحقد والعنف وبالعقل الامتهان... فالمسلمون دون جميع البشر كلما تعمقوا اكثر بفهم كتاب الههم القران... ازداد عندهم العنف والكآبة وعدم تقبل باقي البشر... وترى المؤمن مريضا بالهلاوس والعفاريت ويرى في أحلامه... ليس الفتيات الحوريات العاريات كما وعده ربه... بل ناكر ونكير والثعبان الأقرع يطارده في قبره... فاله القران وساديته دائما حاضرا في مخيلته... يمنعه من حب الاخر... ويحذره من انه لا يجب ان يحب من غير مستنقع الحظيرة التي فيها هو مسجون... ويأمره بغض البصر إذا ما رآه يختلس النظر... إلى أي أنثى ما لم تكن مسبية او جارية او من الكفار... هذا هو اله القران... يزرع فيهم الكبت والرعب... والإحساس بالدونية أمام جبروته... إنه فزاعة لا أكثر... استلب منهم عقولهم... اله القران ذلك الاله الضعيف... لا يعرف ولا يستطيع اقناع اتباعه... الا بترهيبهم وتخويفهم من عقاب ابدى في الجحيم... ثم يرغبهم ويلعب في دوافعهم الشهوانية والجنسية بترغيبهم في الحور والغلمان... وبنفسة يقوم بخدمتهم... بعد ان دفعوا أجور العاهرات التي يوفرها لهم هذا الاله في دنياهم مقدما... فمنهم من خاف هذا العقاب المخيف وكان سببا في ان يكون عبدا ذليلا لهذا الاله القواد... ومنهم من عجبته لعبة الترغيب واشتهى الحور والجنة ونافق هذا الاله... كي يحصل على ما يريد... اما الكفار والملحدين والمشركين... رفضوا هذه الخرافات والاكاذيب... وعَلِموا ضعف هذا الاله مسبقا... فالإله الذى يتحدث ويصف الكفار بالأنعام... وانهم ليس لديهم عقول ويهدد... اله ضعيف مهزوز وبلا اخلاق... واذا كانت الحجج واضحة على وجود هذا الاله كما يدعون... لاستخدم أسلوب الاقناع واقنعهم... ولكنه بعد فشله في اقناع الاحرار... عمد الى سبهم ووصفهم بأقذر وافظع الاوصاف... وفضح نفسه بإظهار ضعفه وفشله من خلال كلماته الهابطة والسوقية... هكذا هو الاله الضعيف يُرَغِب عبيده بالأوهام... ويخوفهم من الأوهام... انا متأكد عزيزي المسلم... انك معظم الأحيان تساورك الشكوك في دينك... وتفكر بينك وبين نفسك وبصوت غير مسموع... ببعض الحقائق التي تشك بها في الدين... أنت لا ترفع صوتك لأنك تخاف أن تسمعك أمك... ثم تطردك من المنزل... تشعر برغبة بالرفض والإلحاد والارتداد... ولكنك تكره فكرة الموت... تكره مسألة الفناء وعدم وجود الثواب والعقاب في الآخرة... وتقول في نفسك... لو أنني أصبحت ملحداً او كافرا... هل سأكافأ بشيء... لا حور عين ولا جنات تجري من تحتها الأنهار... هل هذا معقول... وإلى جانب ذلك سأعيش حياة مرعبة... إذ أنني سأضطر لأن أخفي اعتقادي عن الذين حولي... وقد يفتضح أمري بزلة لسان... فيكفرونني ويقتلونني وقد أطرد من المنزل... وترفضني زوجتي وتطلب الطلاق... فهي لا تدخل إلى الانترنت... ولم تقرأ الفضائح التي انت قرأتها عن الإسلام ورسوله... هذا أولا... وثانيا انك لم تتعود التفكير منذ طفولتك لذلك فإنك تبادر فوراً بقول... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لالالا .. ما هذه الوساوس الشيطانية التي بدأ الشيطان يرميني بها... الإسلام فقط هو سبب وجودنا في الحياة وسبب سعادتنا وسبب تنظيم الحياة... وتغفل عن أن البشر من الشعوب الأخرى كلهم يعيشون السعادة التي تعيشها بل وأكثر منها... هذا إذا كنت أنت سعيداً أصلاً... أنت لو كنت سعيداً فلماذا تردد دائما (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)... وإذا كانت الدنيا كما ورد في الحديث (جنة الكافر)... فلماذا الهك يقول (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)...فهل الدنيا جنة الكافر... أم أنه يعيش في ضنك... فإيهما الكاذب رسولك ام الهك!!
المهم... عزيزي المسلم... عندما تتجرأ وتلحد او تكفر بالإسلام... لا اخفي عليك بانك سوف تمر بمرحلة من الألم والقلق... أنا لا أنكر ذلك... لكنك بعد ذلك ستتجاوز هذه المرحلة النفسية... وهذا الألم أمر طبيعي... لماذا امر طبيعي... لأبسط لك الامر اكثر... لنفرض انك عملت عملية تجميل لأنفك... فمن الطبيعي أن يظل مجروحاً بعض الوقت وملفوفاً... لأن هذا الأنف كان ينمو منذ الطفولة على شكل معين... وأنت فجأة غيرت شكله وحفرت عظامه... وإذا كان هذا الألم طبيعياً في الجسد... فإن الإنسان ليس جسداً فقط... إن النفس الإنسانية أكثر تعقيداً من الجسد بأضعاف الأضعاف... ولذلك فإنه ليس من السهل أن تعمل عملية تجميلية لتلك النفس المعقدة... والعملية التجميلية هنا هي الدخول في الإلحاد او الكفر وترك الإسلام... نعم هي سنة واحدة تتوتر فيها وربما اقل بكثير ان طاوعت عقلك وليس قلبك... وبعدها تعتاد على الوضع... وتنسى أنك كنت مسلماً... لان هناك الكثيرين خطو هذه الخطوة قبلك... وهم الان يحاولون أن يتذكروا ولو شيئاً من الماضي ولا يستطيعون... ثق عزيزي انك ستجد السعادة الحقيقية بعيداً عن الإسلام... لأنك تماما مثل الذي يعيش في صندوق مقفل... ولا يعرف بأن خارج ذلك الصندوق يوجد فضاء واسع مليء بالحياة والسعادة... وتأكد بأنك ستندم على كل ساعة ضيعتها في صلاة التراويح... وستندم على كل السنوات التي ضاعت... وأنت فيها تعاني من غسيل الدماغ... وبمجرد خروجك من دوامة الإسلام ... ومن جو البخور وهز الرؤوس على انغام الدفوف... حتى تتجلى وتتبين سخافة هذه الكلمات ومدى هشاشتها... وتلعن اذلالك واهانة عقلك... وتضحك من نفسك ورعبك من الوقوف عند هذه الاساطير والتمعن والتدقيق بها أيام غيبوبتك... انا متأكد بانك تعرف او تشك... بأن الإسلام هو خليط من العادات البدوية والتصوف والاساطير والخرافات والاكاذيب الوثنية... وبعكسه فانت مجرد رقم في التعداد البشري ليس الا... ولكنك تخاف أن تخرج منه بسبب الرعب الذي تسببه لك فكرة الإلحاد او الكفر بالإسلام... ومع هذا فإنك لست مضطراً أن تظل مسلماً... لأن الإلحاد او الكفر... ليس الخيار الوحيد... بإمكانك أن تؤمن بالله وأن تشعر بوجوده وأن تحافظ على إيمانك به... ولكن هذه المرة بإيمان نقي ينبع من داخلك... بعيداً عن الأوامر والنواهي والإرهاب الفكري الذي تتعرض له كل يوم... فالإسلام ليس هو السبب في بقائك وتنظيم حياتك ومشاعرك الجميلة... بل هو بالعكس تماما... فالإنسان الألماني والياباني والأمريكي والكندي والأسترالي وحتى البوذي او الهندوسي... كلهم يشعرون بالسعادة افضل منك... كلهم يمارسون مشاعر الحب لغيرهم... والتي لم تمارسها انت ولم تذوقها بحكم تعليمات الهك ونبيك بمعادات البشرية... ويربون أبناءهم تربية جعلت أبناءهم الآن يفوقونك تقدماً... ويبنون أعظم حضارة إنسانية في التاريخ... وكلهم مع ذلك غير مسلمين... إنها شعوب غير مسلمة... فهم اما كفرة او ملحدين!!
ثالثا ان المشكلة في الإنسان العربي المسلم... وبالرغم من كل هلاوس وتفاهات اله القرآن ورسوله... الا انه عاطفي بتكوينه... تراه حتى لو أنه قضى في السجن عشرين عاماً... فإنه يشعر بالألفة تجاه الجدران التي عاش بينها... ويكره فكرة الخروج وتغيير المكان... ولا يكون متحمساً جداً للحرية... بسبب عاطفته الشديدة التي لا تحرضه على التغيير والإبداع... حتى لو كان يعيش في وضع سيء... وبين قوم يظلمونه... فإنه يرضى بالظلم ويحب قومه ولا يفارقهم... حتى ان المتنبي يقول بهذا وهو في سنوات الشيب :
خُلقتُ ألوفاً لو رجعت إلى الصبا .. لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
ومعنى البيت أن المتنبي يقول: أنا خُلِقتُ وفياً وألوفاً وحنوناً... حتى أنني لو رجعت إلى سنوات الشباب... وأصبحت قوياً في عنفواني... فسوف أشتاق إلى شعر رأسي الأبيض... وسوف أشتاق إلى سنوات الشيب والكهولة والضعف... وقصة المسلم مع الإسلام... ليست ببعيدة عن قصة المتنبي وحنينه للشيب!!
والمسلم بشكل عام... وطبعا ليس جميعهم بل أكثرهم...عقله مركون جانبا ولم يعد صالحا للخدمة... لذلك فان مسألة ان يبحث المسلم عن الجوانب السيئة بدينه ونقدها موضوعيا... فهذا قد يعتبر مستحيلا ومن الصعب جدا ان يصل الى تلك المرحلة... لأنه تعلّم منذ نشأته الى عدم التطرق والبحث في سلبيات الدين... على أساس ان دينه كامل ولا يقبل أبدا النقد... وإلا وقع في المحظور والشرك بربه... ومن ثم الاحتراق الأبدي في جهنم... أي الخوف والرهبة من الشرك والكفر... حتى لو كان قد رأى الكثير من الجوانب السيئة في دينه... ومع ذلك لا يجب عليه التفكير مجرد التفكير بأنها سيئة... وتراه يقنع نفسه بوسيلة ما... بعدم سلبيتها حتى لو كانت مناقضة لعقله ومنطقه... وإلاّ وقع في المحظور… هذا ما غُرس في عقله منذ أن كان طفلا من قبل آبائه... رجال الدين...المدرسة... الخ... بالإضافة الى ان عقل المؤمن (المتدين) بكل صراحة وبالتجربة أيضا... غير منفتح لدرجة تجعله يتقبل أفكار غيره... أفكار إلحادية او كفرية... والسبب بسيط لأنه يعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة بين يديه... وهي لا تقبل الجدال... ودينه هو الدين الوحيد بين ألف دين هو الصحيح... والسبب الآخر الذي يجعله لا يشك شكا حقيقيا في أفكاره المطلقة مثل وجود الله العربي... هي تلك المخاوف الهستيرية التي تحكم عقله... وتلك التربية والأفكار الدينية والخيالية الراسخة في عقله اللاواعي... التي من الصعب التخلي عنها بسهولة... وهو لن يستطيع الخروج من تلك القيود... إن كان الخوف يستولي على تفكيره... للأسف هذا ما يحدث غالبا في عقل المؤمن... بحيث أنه يظن أن الشكوك التي تراوده هي وسوسة من الشيطان أو ابتلاء... ثم ينسى الموضوع... ويغلق باب التفكير للأبد بعد استماعه إلى كهنته وفقهائه... فهل قبلت الدعوة يا مسكين... هل ننتظر... ام نبحث عن غيرك والذي ادرك الخديعة الكبرى لمحمد رسولك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واقع مرير ... بحاجة الى الجرأة لتغييره
ابو علي النجفي ( 2018 / 4 / 22 - 14:39 )
بعد ان يفعل المسلم عقله يدرك تماما فداحة الارتباك والسذاجه والركاكه بين سطور كتابه ثم يلتفت الى شناعة ما دون من قصص وروايات في سيرة وتاريخ دينه ثم يرى بشاعة الاتهامات التي يكيلها كل مذهب وطائفة للطوائف والفرق والجماعات الاخرى من نفس الدين ثم يرى ايضا تفاهة الفتاوي التي يطرحها فقهاء ذلك الدين يدرك الهوة العميقه التي تفصله عن الواقع والحياة ويلحظ بسهوله مقدار الكذب والنفاق من حوله عندئذ يتحول الى الالحاد كمرحلة انتقالية ... ثم يتلمس طريق النجاة وهو واضح وبين ... ربنا ثبتنا على طريقك انت الحق والطريق والحياة


2 - كلام عبيط
مرسي محمد مرسي ( 2018 / 4 / 22 - 20:24 )
بالرغم من ذلك الاسلام يزداد انتشاراً حول العالم !


3 - العقل نور والنور كهرباء قد تقتل هكذا يفكرون
بولس اسحق ( 2018 / 4 / 22 - 22:35 )
اخي ابا علي الورد كلنا نعلم أن الدين أذا سقط منه شىء واحد فقط يسقط الدين كله، وفي هذا المنتدى تم توضيح الكثير من الأخطاء وعدم المنطقية في: القران، الاحاديث، الاعجازات العلمية، الاخلاق التي يدعوا اليها، وحتى الله العربي نفسه صفاته بشريه وهو يناقض نفسه، ولكن المشكلة هي ان المؤمن لا يريد أن يخرج من هذا الوهم، فـقلبه ضعيف لا يستطيع أن يتقبل أن لا شيء بعد هذه الحياة، وتراهم يرددون{من تمنطق تزندق} أي لا تدع عقلك يعمل والا لن تكون مؤمنا وضامنا للجنة وحورياتها وولدانها، فعقل المسلم متوتر من التواتر، وتراهم يتمسكون بإسلامهم على طريقة التواتر بطيش وبعقل متحجر لا يعرف سوى التكرار والاجترار، وكل ما أرجوه أن يروا نور العقل لعلهم يفهمون الإسلام على حقيقته، واي واحد رأى نور عقله بالتأكيد نفض الغبار والاتربة عن عقله ورماها بسلة القمامة، والكثير جدا جدا ازاحوا هذه الاتربة والقاذورات التي علقت على عقولهم لفترات قصرت او طالت، ولا تنسى ان الإسلام {ما هو الا ثورة هاشمية حرفتها اللسن الاعراب وسيوف بني امية وبنو العباس، ولم يصلنا منها الا قشور متعفنة بالية، ومع ذلك لا زلوا يتنازعون عليها الى اليوم} تحياتي.


4 - صح النوم
بولس اسحق ( 2018 / 4 / 22 - 22:40 )
يا ابني سي مرسي صح النوم يا بابا... العالم استيقظ من زمان وانت لا زلت تتصارع مع الكوابيس التي زرعها شيوخك في مخك واوهموك بانك في حالة يقظة... تحياتي.