الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفاضات كبار المسؤولين

طارق المهدوي

2018 / 4 / 22
كتابات ساخرة



حدث ذات مرة قبل ربع قرن أن وصلتني من رئيس الجمهورية دعوة باليد في منزلي المتواضع مع مخصوص برتبة لواء جيش في رئاسة الجمهورية للانضمام إلى اجتماع تشاوري حول شأن عام داخل إحدى قاعات المؤتمرات العامة، فاتصلتُ بالوزيرين صفوت الشريف وممدوح البلتاجي عارضاً عليهما الأمر عساني أجد لديهما أي حجة بيروقراطية تبرر اعتذاري عن تلبية الدعوة لكن ردهما كان موحداً يتمثل في عبارة "دعوة الرئاسة لا ترد ولا يتم الاستئذان بشأنها"، إرتديتُ البدلة السوداء الوحيدة مع ربطة العنق الحمراء الوحيدة اللتان كانتا بحوزتي آنذاك ثم استوقفتُ سيارة أجرة أوصلتني إلى القاعة في الوقت المحدد بالدعوة أي الثامنة صباحاً حيث أجلسوني حسب البروتوكول بجوار الكاتب الصحفي فتحي عبد الفتاح، كنتُ قد شربتُ عدة أقداح من القهوة التركية السادة حتى أستعد ذهنياً لمواجهة أي مفاجآت محتملة مما شكل عنصر ضغط على مثانتي خلق عندي احتياج ملح في التبول، فنهضتُ من مقعدي صوب المراحيض لتلبية احتياجي خصوصاً وأن رئيس الجمهورية لم يكن قد وصل بعد حيث أنهم يحددون للحضور موعداً يسبق موعد حضوره بمدة زمنية قد تصل إلى ساعة زمن كاملة، فإذا بضباط الجيش يمنعونني من التوجه إلى المراحيض على قاعدة عدم السماح لأحد من الحضور أن يغادر مقعده حتى يغادر رئيس الجمهورية القاعة مما يعني بقائي محصوراً لعدة ساعات، الأمر الذي دفعني إلى الدخول معهم في مشاجرة لم تنتهي سوى عقب تدخل رئيس الديوان ورئيس المخابرات العامة ورئيس الوزراء إلى جانب الوزيرين الشريف والبلتاجي، الذين أقنعوهم باستثنائي هذه المرة فقط من التعليمات العسكرية المستديمة لكوني مستجد على اجتماعات رئيس الجمهورية مع مرافقتي أثناء تبولي كي أكون تحت سيطرتهم، فوجدتُني في وسط دائرة من ثلاثة ضباط جيش عماليق مدججين بكل أنواع الأسلحة وفي أيديهم ثلاثة وحوش أقرب للنمور رغم انتمائها إلى فصيلة الكلاب وهم يقودونني من مقعدي صوب المراحيض، مشترطين أن تظل أبوابها مفتوحة حتى يدخلونها معي ليلاصقونني هم وكلابهم التي دست أنوفها في كل أجزاء جسدي قبل وأثناء وبعد التبول الذي لا أعلم كيف أتممتُه، ثم عادوا ثلاثتهم وكلابهم معي حيث استمروا يحيطون بمقعدي إلى أن غادرتُ القاعة بعد ساعة زمن كاملة من مغادرة رئيس الجمهورية لها، وهي الساعة التي جاءني خلالها أحد كبار المسؤولين في الدولة كاشفاً عما يرتديه أسفل بنطاله ولائماً المخضرمين "بتوعي" الذين لم يشرحوا لي "الفولة" حسب تعبيراته، وهو يقول "يا باشا جميع الناس اللي هنا رجالة وستات من أصغر رئيس هيئة لغاية رئيس الوزرا بيلبسو بامبرز بتاع كبار في كل اجتماعات الريس وحرمه علشان عارفين التعليمات العسكرية كويس"، كتمتُ ضحكاتي واستغرابي واحتقاري لهؤلاء المسؤولين مرتدي الحفاضات لكني استندتُ إلى هذه المعلومة كي أعتذر عن تلبية أية دعوات لاحقة تأتيني من رئيس الجمهورية بحجة إنني لا أجد في السوق حفاضات تناسب مقاساتي الجسمانية!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با