الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخيمات الفلسطينية بين النشوء والتحديات

مي كمال أحمد هماش

2018 / 4 / 22
القضية الفلسطينية


تاريخ المخيمات الفلسطينية وواقعها
قام إبن خلدون وغيره بتقسيم مكونات وتطور المجتمعات من بدو لريف فمدينة، وبالطبع هي واضحة وتنطبق على كافة المجتمعات بما فيه الفلسطينية بخصوصيتها، ولكن التحولات المكانية والزمانية التي طرأت على الدول العربية كافة وعلى الفلسطينيين خاصة أجهضت بنية اجتماعية جديدة لا تتجزأ بالمطلق من النسق الاجتماعي القائم وإن حاول البعض تهميشها وإخفائها.
إن المخيمات بطابعها بيئة مصنعة مؤقتة وجدت بسبب ظروف طبيعية وسياسية غير مناسبة للظروف الإنسانية، فكيف وإن كانت هذه المخيمات نتيجة مذابح وسياسيات إحلالية تلغينا ليوجد الآخر العدو، فلا يمكن الآن تجاهل وإهمال هذه البنية الإجتماعية المتكاملة بالمطلق، وبدراستنا لها نجد بأن المخيم يختلف بتفاصيله عن التجمعات الإنسانية الأخرى، فمن ناحية النشاط الإقتصادي على سبيل المثال لا الحصر نرى بأن البدو قد ترعرعوا على تربية المواشي، والريفي على الزراعة وابن المدينة على التجارة والسوق، أما ابن المخيم فقد بدأ نشأته على الإغاثة وكرت المؤن التي هي أصبحت حقه وعلامته في خسرانه حقه وتعويض مؤقت عن ، فتحول الفلاح الفلسطيني إلى عامل في سوق لكيان ولد على أرضه زورا بعد أن كان فلاحا مالكا لأرضه، ومع هذا ذلك لم يفقده ارتباطه بالأرض بل زاد من تمسكه وحدة ردة فعله.
مر الفلسطينيين في رحلات لجوء فردية وجماعية، مما أدى إلى تشتت العائلات وعلاقات الجوار، فانتشر المهاجرون أينما تيسر لهم اللجوء، فمنهم من اتجه نحو الشمال، وآخرون قادتهم الظروف إلى الجنوب، في حين لم يتمكن بعضهم من النجاة، وتحّمل كل هذه الظروف الصعبة، ولكن تشابه جميعهم في النهاية المتمثلة ب"حياة المخيم" ما عدا بعض الحالات التي تمكنت من الإستقرار خارج مخيمات اللجوء.
كانت الخيام أو المخيمات هي الصدمة الأكبر في نفوس اللاجئين، واختلفت ردة فعلهم على هذه الظروف، فمنهم من عاش في المخيمات ومنهم من رفض ذلك قطعيا، ومن هنا ظهرت العديد من المبادرات لتأسيس المخيمات لإيواء هؤلاء اللاجئين، فكان يتم تعين مناطق محددة بالقرب من المدن والقرى الرئيسية او بالقرب من عيون الماء، ويتم فيها جمع الناس المهجّرين وتوزيعهم على خيام منتشرة في تلك البقعة، وهكذا تم إضافة رمز جديد على الخارطة الفلسطينية وخارطة الدول المضيفة (زايد، 2013). وهكذ، نشأ تجمع سكاني جديد غير المدينة والقرية، يتمتع بخصوصة تميزه عن محيطه، فقد شكّلت المخيمات الفلسطينية نمطًا متميزًا يختلف عن غيره من التجمعات سواء من حيث التركيب أو البناء، أو الخصائص الديموغرافية أو الإقتصادية والإجتماعية، وبالتالي أصبح المخيم حقيقة تاريخية يعكس حالة القهر والحرمان التي فرضت على الفلسطينيين دونما أي اختيار منهم.
تمر المخيمات بالعديد من المراحل، ففي المرحلة الأولى تنصب الخيام في المناطق التي قدمتها الدول المضيفة أو التي اشترتها أو استأجرتها الأونروا، ومع الزيادة السكانية للاجئين اختفت الخيام وحلت مكانها الأبنية من طابق واحد وسقف زينكو، وفيما بعد، بدأ اللاجئون في المخيمات ومنذ السبعينات بالتوسع الأفقي والإضافة على الأبنية القائمة، من خلال إضافة مرافق صحية أو غرف للوحدات السكنية نتيجة لزيادة عدد أفراد الأسرة وتحسن الوضع الاقتصادي، وفي منتصف الثمانينات بدأت عملية الهدم لغرف الوكالة وإعادة البناء لغرف أوسع، وبدء الصعود بشكل عمودي وبناء طابق ثان وثالث، واستبدال الزينكو بالأسمنت (مبيض، 2010).
وترى الباحثة مبيض في دراستها عن مخيم بلاطة (2010) أن المخيمات تقسم إلى مجموعتين: مجموعة أقيمت بعد نكبة عام 1948 وبلغ عددهم 56 مخيما، أما المجموعة الثانية فتضم المخيمات التي انشئت بعد حرب 1967 ويسكنها النازحون الذين غادروا الضفة الغربية وقطاع غزة بعد سيطرة الإحتلال الصهيوني عليها. وأيضا تم تقسيم المخيمات الفلسطينية من حيث طبيعة الحياة إلى ثلاثة أقسام: أولا مخيم مدني وهو غالبا ما يكون على أطراف المدينة أو داخلها، ونتيجة لذلك يتأثرون بطبيعة حياة المدينة كمخيم بلاطة، وثانيا مخيم ريفي حيث تظهر على هذا المخيم حياة الريف وطبيعة عمل سكانه بالزراعة والحرف البسيطة كمخيم الفارعة، وثالثا المخيم البدوي وتغلب على حياة هذا المخيم الحياة البدوية البسيطة ويتميز مناخه بالصحراوي، وطبيعة عمل سكانه الرعي كمخيم عقبة جبر.
من الناحية السياسية فإن طابع التقسيمات الثلاث المذكورة سابقا هي تابعة للدولة الأم أما المخيمات الفلسطينية فتبعيتها أممية تابع لوكالة الغوث الدولية في تشغيلها وإعالتها والمدافعة عن حقوقها ومراقبة مشاكلها، والتابع لا يعني الانتماء، فالانتماء ان تكون عضو في جماعة منظمة، وبالتالي ان ترتبط بهذا الاطار، بروابط قوية ومتينة، لذا فأن "جوهر الهوية الانتماء" (المسدي،2012: ص89 )، أما التبعية التي أتحدث عنها هي الاعتماد بالإعالة التي هي نصبت نفسها كمسؤولة وداعمة لهؤلاء المتضررين من هذه المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني، ولكنها لم ولن تصبح من ضمن عناصر هوية اللاجئ الفلسطيني.
هنا يتضح أن الإنتماء الأوسع لهوية اللاجئ الفلسطيني في مخيماته هي لفلسطين التاريخية الأم بمدنها وقراها جوامعها وكنائسها، ووجود ولاءات فرعية للقرية وللرمز والحزب والدين، ونراها مرتسمة بألوان العودة على جدران المخيم المختلفة، وبتلون الولاءات الفرعية تعبر بطريقة عنيفة ومعنفة عن فلسطين العروبة.
أما تركيبة المخيم من الناحية الاجتماعية فهي لا تختلف كثيرا عن غيرها إلا في إطار أنها نتيجة وضع قهري قد فرضها وأسبق صنعها، فنرى فيه التراتبية نفسها الطبقات العليا والمتوسطة والدنيا، إلا أن الذوبان بين أزقة المخيم لا يظهر حدة هذا التفاوت، وقيمة التضامن عالجتها، والتوحد نحو الهدف والإجماع بالمعاناة تناسوها، ففرح أحد منهم هو فرح للجميع دون دعوة أو تكريم، والحزن والمأساة هي بالضرورة شيء مشترك يتكاثف حوله الجميع، ولكن نرى ايضا أنه عند تحسن وضع ابن المخيم يقوم بشراء بيت ويسكن خارجه ولكن يظل بيته القديم في المخيم ويتردد اليه في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية، فهذا يدل على مدى ارتباط ابن المخيم بمخيمه وعلى انه لن ينساه ابدا.
بالنسبة للعامل الديمغرافي الذي يعطي أهمية قصوى في دراسة هوية المخيم من حيث مكانه وموقعه واللاجئين إليه، فالاختلاف في سيميولوجيا المخيمات يكاد لا يظهر، ولكن الأيديولوجيا تظهر وبصورة واضحة تصبغ المخيم برموزه بقوتها وسلطتها، وتجمع الفلسطينيين اللذين يعدون بالألاف على بقعة جغرافية لا تتجاوز الكيلومتر مربع واكتظاظ ثقافات وهويات، أدى إلى نزوح البعض من أهالي المخيمات إلى المدن المجاورة فكما في دراسة أبو دحو "حول مخيم الأمعري لا تنازع في الرغبات المتناقضة : الاستقرار والعودة" نرى بأن التوجه للهجرة كان من داخل المخيم إلى أم الشرايط المحاذية بشكل مباشر للمخيم، وتقول في مقابلاتها مع إحدى المبحوثات أنها حاولت الانتقال إلى رام الله الصناعية لفترة معينة ولكنها لم تستطع البقاء لان القيم التي تنشأت عليها غير موجودة أو موجودة ولكن ليست كتلك القيمة بلذتها الموجودة بالمخيم، فعادت للمخيم لتعيد إحياء ثقافتها وتنشأ أطفالها عليها، ضيوف كثيرين بهويات مختلفة وهموم مشتركة، خدمات قريبة من مدارس وكالة الغوث وعيادات صحية، فحتى التفكير بالانتقال من المخيم إلى أم الشرايط يبقي المدينة التي أصلها مخيم الأمعري على تواصل كبير مع بينهما (أبو دحو، 2010).
رغم أـن الإحتلال الصهيوني هو الذي يتحمل كامل المسؤولية عن جعل الفلسطينيين يعانون كل هذه المعاناة، إلا أن ذلك لا ينفي مسؤولية الدول العربية، وخاصة المستضيفة للاجئين، فجزءا من هذه الدول منح اللاجئين الفلسطينيين كامل حقوقهم حتى أنها منحتهم الجنسية كالأردن ولكن كان ذلك لحاجتهم لأيدي عاملة كثيرة ورغبتهم للعمل على طمس الهوية الفلسطينية في نفوس اللاجئين الفلسطينيين وتحويلهم إلى سكان أردنيين بشكل كامل، ومن الدول من منحهم جزءا كبير من حقوقهم كما هو الحال في الدولة السورية، ومنهم من لم يمنحهم إلا جزءا يسيرا من حقوقهم وحرمهم من الجزء الأكبر كحق التملك والعمل كما هو الحال في الدولة اللبنانية، وفي لبنان أيضا يمنع تجنيسهم وتستثنيهم من وسائل الحماية المتوفرة للمواطنين وحتى للأجانب، فالوضع المعيشي والصحي والإجتماعي والإقتصادي وحتى التعليمي للاجيء الفلسطيني في لبنان الأسوأ من نوعه (معهد أبو لغد، 2011).
الإقتصاد الفلسطيني قبل عام 1948 تميز بكونه اقتصادا زراعيا بصورة اساسية، مع تطور حثيث ومتسارع لبعض الصناعات الخفيفة كالسجاير والزجاج والجلود، وقد أدت النكبة إلى تدمير الصناعات الناشئة تدميرا تاما، ومصادرة مساحات واسعة من الأراضي لتوزيعها على الصهاينة، وتدمير القرى وحرمان الفلسطينيين من حقهم في استخدام المياه للري والشرب، وعملوا على تضييق سبل الزراعة والعمل، وبالتالي تحول عدد كبير من الفلسطينيين نحو المؤسسات الإقتصادية للإحتلال للعمل هناك في البناء والخدمات والزراعة، لكنهم عملوا تحت أقسى الظروف المعيشية وبأدنى الأجور، وكان يسمح لهم العمل فقط في الأعمال اليدوية التي كان يرفض العمال اليهود العمل فيها، بالإضافة إلى تدني الخدمات الإجتماعية والصحية، ومعاناة التعليم من إهمال مروع، وتدني رواتب المعلمين وقلة عددهم نتيجة للهجرة، وتبعثر المدارس وتدخل الصهاينة في المنهاج الفلسطيني لقتل أي نوع من الولاء لدى الطلاب (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2008).
كل هذه الظروف أدت إلى تشكل صورة نمطية سلبية لدى الفئات الأخرى من السكان عن اللاجئين وخاصة لاجئي المخيمات، فأصبح شائع أن سكان المخيمات لديهم العديد من الصفات السلبية والغير محمودة، فبعض الناس يتجنبون العمل معهم أو فكرة الزواج من أهالي المخيمات، وهذا أصبح شكل من أشكال العنصرية الذي يؤثر في حياة اللاجيء (زايد، 2013)، بالإضافة إلى الصاق العديد من التهم بهؤلاء اللاجئين كالبائع للأرض والهارب وغيرها، فتشكل شعور لدى اللاجئين بأن المجتمع يحتقرهم ويتعامل معهم بدونية، الأمر الذي أوجد شعورا بالحقد والعدوانية من قبل اللاجيء لمحيطه، ويشعر اللاجيء بالعزلة وأن هناك حواجز بينه وبين السكان الآخرين وذلك يعود في جزء منه إلى الإختلافات الثقافية (مثل اللهجة وإعداد الطعام وطريقة اللبس)، وجزء أخر يعود إلى وضعهم الغريب بوصفهم أشخاص مشردين، وضحايا كارثة لم يعرف عنها إلا قلة يقرؤون الصحف في المدن، وأصبح هناك العديد من الناس الذين يتشائمون منهم فكانوا يطردونهم من البيوت خوفا من أن يجلبوا لهم الحظ السيء، وكانوا يسخرون منهم دائما، هذا إلى جانب شعورهم بأنهم في مرتبة أقل من سكان القرى، ويرجع البعض حالة العزلة التي عاشوها أيضا إلى إحساسهم بالخسارة مما دفعهم إلى الإنطواء على أنفسهم وتجنب الإتصال مع غيرهم، وأن اقامة المخيمات عززت من هذه العزلة، فقد أصبحوا أُناس مختلفين في عيون الآخرين لهم هويتهم الخاصة ولهم أماكن سكن ومدارس خاصة بهم، بالإضافة إلى حصص الإعاشة من الاونروا (صايغ، 1983)، وبالرغم من ذلك إلا أن هناك نوع من التداخل وإن كان محدودا حدث بينهم وبين المحيط، كنشوء بعض حالات الدمج الناتجة عن الزواج والمصاهرة، ونشوء علاقات من الصداقة والمعرفة من خلال التحاق اللاجئين بالجامعات والمدارس.
رغم كل ذلك يرفض اللاجئين الفلسطينين الخروج من المخيم إلا إلى القبر أو إلى البلاد الأصلية خاصة أصحاب الجيل الأول، فزوال المخيم هو زوال لقضيتهم، فعملوا على الحفاظ على المخيم من كل سياسات الطمس، ورفضوا كل مشاريع التوطين، واشتركوا بالاحزاب، وشكلوا اطر وهياكل، كلجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين والمراكز الثقافية واللجان الشعبية، وسمّوا العديد من المؤسسات بأسماء مدن وقرى هجروا منها تأكيدا على عمق الإرتباط بها، فالفلسطيني عندما هاجر لم يهاجر بجسده فقط بل هاجر ومعه عالم القرية وأدوات حصاده هاجر وهو يحمل المفتاح وطابو الأرض وكل ذكراياته في بلده الأصلي، كل هذه أدوات لتأكيد هويته التي فقدها مكانيا فقط ولكنها لا تزال راسخة في عقله وذاكرته، وأصبح المخيم جزء من الهوية الفلسطينية المرتبطة بالذاكرة الجماعية (أبو دحو، 2010).
قراءة في واقع مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين
يوجد في الضفة الغربية 25 مخيما للاجئين، بالإضافة إلى مخيمين تم افراغهما بعد حرب عام 1967 وهما مخيم الكرامة ومخيم النويعمة، من بين المخيمات القائمة في الضفة الغربية تعترف الاونروا ب 19 مخيما فقط، أما الباقي فتعتبر مخيمات غير معترف (بديل، 2008) أي أنها لا تعتبر ضمن مسؤولية الأونروا ويقع على عاتق سكانها توفير جميع احتياجاتهم، ويكون ذلك نتيجة أن الأرض التي استقروا عليها لم تشتريها أو تستأجرها الوكالة.
يعد مخيم الدهيشة واحد من هذه المخيمات المعترف بها والذي تأسس عام 1950-1948 من قبل الصليب الأحمر الدولي، يقع المخيم في مدينة بيت لحم في الجهة الجنوبية الغربية على الطريق الواصل ما بين القدس والخليل، ويحده من الشرق مدينة بيت لحم، ومن الغرب قرية الخضر، في حين تحده ارطاس من الجنوب.
أُقيم المخيم على حوالي 258 دونما، ولكن مع الزيادة السكانية الكبيرة ازادت مساحة المخيم لتبلغ كيلو متر مربع (بديل، 2015)، أما عدد سكان المخيم فقد كانوا في عام 1949 يبلغون 3200 لاجئا، كانوا يعيشون في الكهوف والمغاير وبيوت الخشب والصاج والقش قبل نقلهم إلى المخيم، وظلوا يعيشون في الخيام حتى عام 1956 حتى تسلمت الوكالة المسؤولية وأنشأت لكل عائلة غرفة أو غرفتين حسب حجمها، في عام 1967 قامت قوات الإحتلال بالدعوة عبر مكبرات الصوت أهل المخيم بالنزوح إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن وهددت من يتخلف عن هذا الأمر، وبقي في المخيم ما يقارب 6113 نسمة، وفي الوقت الحالي بلغ عدد سكان المخيم 13000 لاجيء (بديل، 2015).
بعض عائلات المخيم توجد فيه منذ عام 1948 وهم 1149 عائلة، ومنهم من نزح في عام 1967 وهم 8 عائلات، كانت هذه العائلات تسكن في الخيام التي كانت مأوى لستة الألاف إنسان لاجيء، وفي أواخر الستينات بدأت الوكالة ببناء وحدات سكانية للاجئين وفيما بعد بدء أفراد المخيم بإضافة وحدات على حسابهم الخاص، ولكن هناك صعوبة تواجههم وهي صغر مساحة المخيم وعدم القدرة على البناء قبل الحصول على ترخيص من الوكالة، ولكن حاليا بدء التوسع عموديا ببناء الطوابق، وتعد مشكلة السكن معضلة اساسية لسكان المخيم إلا من توفر لديهم رأس المال وتمكنوا من الخروج من المخيم وشراء الأراضي والبناء عليها.
معظم أهالي مخيم الدهيشة يعملون في قطاع الخدمات حيث يستوعب هذا القطاع حوالي 40% من الأيدي العاملة في المخيم، وقد كانوا قبل عام 1967 يعملون في أراضي المزارعين من القدس والمدن المجاورة، وفي الأشغال العامة بالإضافة إلى وجود عدد من المتعلمين والمثقفين الذين عملوا كموظفين في وكالة الغوث أو الدوائر الحكومية أو الشركات الخاصة، وشكّل الموظفون حوالي 10% من الأيدي العاملة في المخيم، ويوجد داخل المخيم بعض التجار الصغار وأصحاب الدكاكين كمحلات الملابس والخضار والفواكة، ويوجد بعض معامل خشب الزيتون ومعامل للتطريز، ولكن بعد حرب 1967 توجه عدد كبير من أهل المخيم إلى العمل في المصانع والشركات الصهيونية في المستوطنات القريبة من المخيم، وخاصة في مجال الخدمات والبناء، حيث يستوعب سوق العمل الصهيوني حوالي 35% من الأيدي العاملة في المخيم (لجنة مخيم دهيشة، 2010).
في الإنتفاضة الأولى تحطمت البنية التحتية للمخيم وضعف وضعه الإقتصادي والإجتماعي، وذلك بسبب سياسات منع التجول، وهدم البيوت، والإغلاقات الأمنية، بالتالي ضعفت مقومات الحياة في المخيم، كذلك ارتفعت نسبة البطالة وازداد الوضع سوء في العام 2000 فهدمت البيوت وسقط العديد من الشهداء والجرحى والأسرى من اهل المخيم.
يعاني مخيم الدهيشة من العديد من المشاكل التي قد تتشابه مع مشاكل المجتمع الفلسطيني بشكل عام، منها مشكلة الهجرة من الوطن الفلسطيني إلى الخارج حيث يسافر الشباب للعمل في الخارج، ويعود ذلك إلى الظروف المعيشية الصعبة وإجراءات الإحتلال، وكذلك يعاني من مشكلة المياه وخاصة في فصل الصيف ومشكلة الكهرباء بالإضافة إلى مشكلة الصرف الصحي وهذا يعكس ضعف البنية التحتية وعدم ملائمتها لحجم سكان المخيم ومتطلبات الحياة الكريمة.
يوجد في المخيم مدرستان واحدة للذكور والأخرى للإناث، ويوجد لجنة شعبية، ولجنة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ولجنة الزكاة، ومؤسسة إبداع الثقافي، ومركز حوار الثقافي، ومركز الفنيق الثقافي وليلك وشروق، بالإضافة إلى وجود جامعة فلسطين الأهلية على جبل أنطون، ووجود المطار (بلال، 2004).









أبو دحو، رلى (2010). أمكنة صغيرة وقضايا كبيرة: ثلاثة احياء فلسطينية زمن الاحتلال. فلسطين: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
زايد، امل (2013). روايات اللاجئين الفلسطنين:مقارنة عبر الأجيال. معهد أبو لغد للدراسات الدولية. فلسطين
سلامة، بلال(2004). اللاجىء الفلسطيني غائب حاضر عن وطنه. فلسطين: المركز الفلسطيني للدراسات والتنمية.
اللاجئون الفلسطينيون: حقوق وروايات وسياسات (2011). معهد أبو لغد للدراسات الدولية. فلسطين.
مبيض، هبة (2010). اللاجئون الفلسطينيون بين الاغتراب والالندماج السياسي دراسة حالة مخيم بلاطة. (دراسة ماجستير منشورة). جامعة النجاح الوطنية، فلسطين.
مناع، عطا الله (2012). "قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه" موقع حضارة، (تاريخ الزيارة 25-2-2015) http://www.alwast today
60 عاما من النكبة 60 مصطلحا في النكبة هوية وانتماء (2008). مؤسسة بديل. فلسطين.
فلسطين تاريخها وقضيتها (2008). مؤسسة الدراسات الفلسطينية. فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما


.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا




.. نشرة الرابعة | أمطار عمان تودي بحياة 18 شخصا.. ودول خليجية ت


.. زفاف في دير البلح لعروسين نازحين دمر الجيش الإسرائيلي بيتهما




.. نشرة الرابعة | مزولة صخرية منذ مئات السنين لتحديد مواسم الزر