الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة رواية -توليب- في دار الفاروق

رائد الحواري

2018 / 4 / 22
الادب والفن


مناقشة رواية "توليب" في دار الفاروق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق تم مناقشة رواية "توليب" للروائية الفلسطينية "خلود نزال" وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبدالله البيتاوي" مستفقدا الشاعر "جميل دويكات" الذي ذهب للعلاج في الأردن متمنيا له الشفاء العاجل، تم تناول موضوع الرواية مبينا أن رواية توليب" أخذت المرتبة الثانية في مسابقة "عزت الغزاوي" للرواية التي تعقدها دار الفاروق فالرواية تناولت موضوعاً حيوياً في المجتمع الفلسطيني الذي يمارس فيه الذكور دور الأسياد الذين يقمعون المرأة وينظرون إليها نظرة دونية، مضيفا أن الرواية تتناول المكان بتفصيله إن كان في فلسطين أم في تركيا، وأن الشخصيات لها مسارات خاصة بكل شخصية، والنسائية منها جاءت لتعطي مثلا على حالة الاضطهاد التي تتعرض لها المرأة، وعلى قدرتها على المواجهة وعلى السير بعيدا عن هيمنة الذكور.
ثم فتح باب النقاش فتحدث الأستاذ "سامي مروح" قائلا: نبارك للروائية على إنجاز هذه الرواية، حيث انها تمتلك كافة عناصر الرواية، من مكان وزمان وشخصيات، وصراع، ولغة وصور أدبية، فنجد الشخصيات مستقلة وحرة فيما تتحدث وتقوم به، بعيدا عن هيمنة الراوية، التي وقفت وحيدة في مواجهة المجتمع، فقضية المرأة المطلقة والطريقة التي ينظر بها المجتمع لها تعد من القضايا المهمة في المجتمع الشرقي، لكنننا وجدناها في الرواية امرأة "ندى" استطاعت أن تواجه وستنتصر على هذا المجتمع، رغم أن هذه المواجهة كانت سليمة، وتنسجم مع الطبيعة الناعمة والرقيقة للمرأة فاستقلالية المرأة التي تناولتها الراوية تعد من أهم القضايا الاجتماعية التي تقدم المجتمع وتحرر المرأة في ذات الوقت.
ما يلفت النظر أن هناك استحضاراً للثقافة الدينة في الرواية، وهذا يعكس الحالة الإيمانية التي تتمتع بها الراوية، كما أن المقاطع الصغيرة التي تفتتح بها الفصول جاءت لتعطي جمالية استثنائية لشكل الرواية وتحمل من المتعة ما يوازي النص الروائي، كما أن الراوية استطاعت أن تصف لنا المكان "تركيا" بطريقة رائعة وجميلة، حتى أنني وجدت في وصفها نفسي امام أدب الرحلات.
لكنني وجدت هناك تدخلاً مباشراً من الراوية جاءت في الصفحة 61و63، ما جعل الشخصيات تابعة لها، كما أن هناك في بعض الأحيان وجدت طرح أفكار مباشرة وصريحة مما جعلني أبدو أمام مواعظ دينية.
ثم تحدث الأستاذ "نزال محمد نزال" قائلا: نبارك لخلود على الرواية الاجتماعية، والتي تطرق بابا مهما موجعا في ذات الوقت، مشكلة المرأة المتعلمة والمثقفة التي تتعرض للقهر والاستبداد من المجتمع الذكوري، فالعلاقة الزوجية تعتبر إحدى أشكال القهر الذي يمارس على المرأة الشرقية لأنها تخاف من نظرة المجتمع إلها إذا ما تم الانفصال، فهي تحاول بأكثر من طريقة أن تصلح العلاقة مع الزوج لكن دون طائل، فكان لا بد من اتخاذ الخيار الأصعب.
ونجد الراوية تصف المكان بطريقة دقيقة وشيقة في ذات الوقت، خاصة المكان الخارجي "تركيا" وكنا نتمنى عليها أن تعطي الجغرافيا الفلسطينية عين الاهتمام والدقة التي تحدثت فيها عن تركيا، أما بخصوص اللغة فنجد تنوعا واضحاً فجاءت بأكثر من مستوى، فكل شخصية تحدثت بلغتها هي ليس بلغة الراوية، فنجد اللغة الفصحية والمحكية والقوية والعادية.
أما الاستاذ "محمد شحادة" فقال: أن الرواية فها كافة عناصر الرواية، وهذا بحد ذاته أبداع ويعطي متعة للقارئ، ونجد هناك تركيزاً خاص على المكان "تركيا" وقد قدمته لنا الراوية بشكل ملفت بحيث جملته أمامنا وجعلتنا نتشوق لزيارته، أما بخصوص الشخصيات فغالبية شخصيات الذكور قدمت لنا بشكل سلبي، حتى أننا نجد سائق السيارة يوصف "يسرق نظراته" بينما جاءت الشخصيات النسائية بصورة ايجابية وبصورة الضحية التي تتعرض القهر والظلم، لهذا وجدنا الحوار عميقاً ويبين الحالة النفسية التي تثقل كاهل المرأة، ونجد صورة الأنثى من خلال الحديث عن أم كلثوم الذي جاء بلغة ناعمة وهادئة، وهذه اللغة تؤكد على الرقة والنعومة التي تمتاز بها المرأة في مجتمع ذكوري.
أما الشاعر "عمار دويكات" فقال: نبارك للكاتبة غلى هذا الانجاز الأدبي، فالغلاف الذي يقدم صورة قاتمة للذكر، بينما نجد صورة الأنثى المختبئة خلف الوردة، هذا له دلالات تخدم الفكرة التي تحملها الرواية، فالمجتمع الذي يمارس القمع على المرأة تعريه الراوية في "توليب" وتفضح العديد من السلوكيات التي يمارسها مجتمع الذكر بحق المرأة، "ندى وضياء" يمثلان حالة التناقض التي يفرضها الأهل والمجتمع علي المرأة، فرغم أنهما متعلمتان ومثقفتان إلا أن سلطة الزوج كانت تحول ندى" إلى مجرد امرأة شرقية يجب أن تخضع له في كل شيء، واعتقد أن الحديث عن المطقة يعد "طرق الجدار" من المفروض أن يكون طرق قبل زمن وليس الآن، لها نقول أننا أمام رواية تتناول موضوعاً حساساً وحيوياً.
أما فيما يتعلق باللغة فنجد هناك أكثر من مستوى في الرواية، من اللغة الفصحية إلى اللغة المحكية، واعتقد بأن هناك علاقة بين عنوان الرواية "توليب" والفتاة الصغيرة، وكنا نتمنى على الراوية أن تجعله "توليب" فتى وليس فتاة.

أما الاستاذ "نضال دروزة" فقال: نبارك للأخت خلود على العمل الروائي الجميل والمهم، فالغلاف الذي يصور المرأة المكسورة والرجل القاتم والصلد يعطينا لمحة عن ثقافة الاستبداد التي تمارس على المرأة الشرقية، فالغلاف منسجم تماما مع الأفكار التي تحملها الرواية، فالكتابة بهذه الموضوع "المرأة الطلقة" يعد تمردا على تقاليد المجتمع الذي لا يعرف إلا ثقافة العيب والحرام والممنوع، فمثل هذه الرواية تعد صرخة مدوية في مجتمع ذكوري متخلف، فعندما جعلت الراوية غالبية شخصيات الذكور سلبية كانت تحمل في عقلها الباطن الألم والقهر الذي تعانيه المرأة الشرقية.
أما الاستاذ "سمير عودة" فتحدث مبينا أن الغلاف يعطي إشارة إلى حالة الظلم التي تتعرض لها المرأة فنجد إيجابية "ندى وضياء وحسنا" بينما شخصيات الذكور "زياد، محمود، ناصر" جاءت بصورة سلبية، فالمجتمع ينظر إلى المرأة من خلال جسدها، وجمالها، وليس من خلال كونها إنساناً له حقوق كما للرجل، أما فيما يتعلق بجمالية اللغة فقد وجدنا لغة ناعمة وهادئة رغم صخب الأحداث الحالة القهر الذي تتعرض له "ندى وضياء" ومع هذا بقيت الراوية مسيطرة على الاحداث وعلى السرد الهادئ والذي اعطى جمالية لهذه الرواية.
فهناك جمالية في حديثها عن "توليب" وعندما ربطتها بالطفلة كانت بطريقة ما تدعو إلى ضرورة الحفاظ على هذا الجمال الكامن في الطفلة "توليب" من الخدش أو التشويه كما حدث مع "ندى وضياء".
ثم تحدثت مديرة مركز المنارة للثقافة والابداع "لينا الشخشير" قائلة: أن اللغة الشعرية التي صيغت بها الرواية كافية لإمتاع المتلقي وجعله يأخذ طاقة من الجمال تجعله ينحاز للمرأة، فمن يكتب بهذه اللغة الناعمة والهادئة ويتعرض للقهر لا بد أن نقف إلى جانبه مدافعين، وهناك جمالية استثنائية استخدمتها الراوية عندما جعلت بداية الفصول تبدأ بمقاطع صغيرة فكانت كالفاكهة اللذيذة والجميلة في ذات الوقت، وتحمل جمالا على صعيد الشكل والمضمون.
ولي مداخلة عابرة على بعض الكتاب الذين لا يتقبلون النقد بالمطلق، ويريدوننا أن نكون من المداحين والمجملين والمصفقين، والذين يبنون روايتهم فقط على الفكرة الوطنية، وكأنهم من خلال طرح الفكرة يريدون أن يحصلوا على شهادة "روائي" متجاهلين اللغة وطريقة السرد والفكرة والمكان والزمان والشخوص والحدث والحبكة والصور الأدبية، لكنني وجدت في هذا اللقاء شيئا لم أعهده من قبل، فهناك مداخلات موضوعية تعتمد على النص الروائي.
وتحدثت الروائية "عفاف خلف" قائلة أن هناك لغة مميزة في هذه الرواية، لغة شاعرية تجذب القارئ، كما أن مضوع الرواية حيوي ويمثل تمرداً على واقع المرأة التي يقع عليها العبء الأكبر في تحمل تبعات الزواج إذا كان الزوج يمارس دور الذكر وليس دور الرجل، واعتقد أن الصور السلبية التي قدمت بها الذكور تشير إلى أن الراوية تميل إلى جنسها الذي يضطهد ويقمع من قبل المجتمع الذكوري.
لكن هناك خللاً في طريقة السرد في الصفحة 121 و158، فاللغة كانت رقيقة أكثر من العادي ما يعطي اشارة إلى ميل الراوية إلى استخدام لغة واحدة، واختم بأن النهاية المفتوحة في الرواية كانت الاجمل والأهم، لأن فكرة اعادة انتاج الاستبداد الذي نمارسه يوميا في حياتنا مسألة يجب التوقف عندها ووضع الحد لها.

أما الاستاذ "سعيد سعادة" فطرح مجموعة من الأسئلة على المتحدثين: "هل تم طرح مسار الشخصيات بشكل يخدم الفكرة في الرواية؟، الشخصيات هل كانت لغتها مميزة أم كلها تتحدث بذات اللغة؟، هل هناك هيمنة للراوي على الشخصيات؟، هل، لأن الراوية امرأة قدمت الرجال بصورة سلبية أم هناك شيء آخر؟، وأين المساحة بين الفكرة والطريقة التي قدمت بها هذه الفكرة؟
وتحدث الاستاذ "رائد الحواري قائلا: إذا ما تطرقنا إلى اللغة الناعمة والجميلة التي جاءت على لسان "ندى وضياء" وربطناها بحالة القمع القسوة التي مورست عليهما من المجتمع يتأكد لنا حجم القمع الممارس على المرأة، وحجم الظلم الواقع عليها.
وفي نهاية الجلسة ردت الكاتبة "خلود نزال" على مداخلات الزملاء مبدية سعادتها بهذا اللقاء الحيوي والحيادي، والذي تحدث عن الإيجابيات والسلبيات في الرواية، مضيفه أنها استفادت كثيرا من الملاحظات التي قدمت،
تم تقيم الجلسة من قبل المشاركين الذي ابدوا سعادتهم بهذا اللقاء الأدبي والحيوي والذي يأتي ليزيل المساحة بين الكاتب والقارئ كاشفا العديد من القضايا الجمالية والفكرية التي يحملها النص الأدبي.
وقد تم تحديد الجلسة القادمة يوم 5/5/2018 لمناقشة رواية "اسطورة الأموات" للروائية الفلسطينية "انشراح لداده، والتي حازت على المرتبة الثالثة في مسابقة "عزت الغزاوي" للرواية.
ملاحظة يمكن الحصل على الرواية من دار الفاروق بفروعها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - هل الفنان محمد علاء هيكون دنجوان الدراما المصري


.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تكشف سر اختيار الفنان محمد علاء




.. كلمة أخيرة - الفنانة سيمون تكشف عن نصيحة والدها.. وسر عودتها


.. كلمة أخيرة - محدش باركلي لما مضيت مسلسل صيد العقارب.. الفنان




.. كلمة أخيرة - الشر اللي في شخصية سامح في صيد العقارب ليه أسبا