الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة تاريخية لمحكمة المهداوي

لقمان الشيخ

2018 / 4 / 22
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


منذ الايام الاولى التي تلت الانقلاب العسكري الدموي الذي قامت مجموعة ممن سموا انفسهم بالضباط الاحرار’في صبيحة الرابع عشر من تموز1958’واسقطت نظام الحكم الملكي واقامت الجمهورية العراقية

بدأت تتوضح هوية وثقافة واخلاق بعض قادتها’ومنهم العقيد فاضل عباس المهداوي(ابن خالة قائد الانقلاب العميد الركن عبد الكريم قاسم

حيث’ورغم انه لم يكن حاصلا على شهادة بالقانون’فقد اسس محكمة سماها محكمة الثورة’كام هو رئيسها’وابن خالته الثاني الععقيد ماجد محمد امين مدعيا عاما!

لقد كانت جلساتها علنية’حاكمت خيرة رجال العهد الملكي’من فطاحل رجال السياسة’وكذلك كبار قادة الجيش’والذين كانوا قد بنوا جيشا نظاميا رائعا’ويعتبر فخرا لكل الجيوش العربية’’كان المهداوي اقرب الى مهرج’منه الى حاكم يقرر مصائر الاخرين’وللاسف فقد قوبل بتأييد من قبل بعض بعض الجماهير من المثقفين والذين كانت العاطفة قد غمرتهم والدعاية الشيوعية العالمية قد غلفت وعيهم’لذلك يمكن القول ان اهم قاعدة جماهيرية ايدت المهداوي كانوا من الشيوعيين المتطرفين’كان شعرهم’اعدم اعدم!كما انهم غالبا ماكانوا يحضرون معهم حبالا الى قاعة المحكمة ويرموها حول اقفاص المتهمين’وقد اصدرت تلك المحكمة المهزلة احكاما’اصارت استغراب واستهجان المجتمع الدولي’خصوصا عندما حكمت على شخصية من ابرز رجال السياسة في العالم’وهوالدكتورفاضل الجمالي’بالاعدام’وهو بالمناسبة احد خمسة خبراء كتبوا ميثاق الامم المتحدة’ذلك الحكم اثار الرأي العام العالمي’وهدد قادة كبار في العالم بمقاطعة العراق,وعدم الاعتراف بالحكم العراقي الجديد ان لم يلغى الحكم ويطيق سراحه’مما ادى الى رضوخ الزعيم قاسم’واطلق سراحه وسافر الى تونس’ولابد من القول اجمالا ان تصرفات المهداوي ومن هم في شاكلته قد ادت الى اصابة البعض ممن خدعوا بشعارات الثورة’بالصدمة والذهول’فسارعوا الى التخلي عن مناصبهم ’واذكر منهم المرحوم الدكتور عبد الجبار الجومرد’اول وزير خارجية للجمهورية العراقية وكذلك المرحوم الدكتورمحمد صديق شنشل’وزير الثقافة والارشاد’خصوصا بعد ان اعلن الزعيم قاسم تأييده المهداوي,نتيجة ضغط الحزب الشيوعي القوي انذاك’

ظهر شعار خلال محكمة المهداوي , ينادي

( عاش الزعيم ألأيد المهداوي ) وحدث هذا بعد تصريح عبد الكريم قاسم ، بأنه يؤد محكمة المهداوي , بعدما كان قبلها عدم رضاه على الأحكام التي صدرت من محكمته بعد مشاهدته للجو والعرض المخجل وأحكام أثارت المجتمع الدولي لهمجيتها وبدائيتها .

لكنه عاد عن تصريحه تحت ضغط الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره التي كانت تساند وتؤيد قرارات المحكمة , وأذكر أنه خلال بدايةالستينات من القرن الماضي زارنا في بلغاريا وفد فني من

العراق , منهم الفنان منيربشير’والمطرب أحمد الخليل , الذي أقام حفلا في المدينة أنشد أمامنا (صوت المهداوي المرهوب ) وكنانحن الطلبة المقيمون في بلغاريا الكورس الذي يردد معه , وكان من ضمن الكورس الزميل حميد البياتي , الذي غير اسمه الى حميد مجيد موسى ,ولا زلت احتفظ بصورة تذكارية لهذه المناسبة , وأذكر أيضا مغني كوميدي كان يشارك الوفد ’اسمه فاضل رشيد كان يردد مونولوج ينتقد فيه حكام العهد السابق قائلا ( هذه الفلوس , هذه ألحواش , كلها من هذا المعاش , لا لا ما نصدقكم ) وأنا بدوري أطلب منه إذا بقى حيا’ان يعلق على المشهد السياسي الحالي , ليعيد مونولوجه إلى ( هذه المليارات , وليس الفلوس , وهذه الشقق والعمارات , وليس البيوت , كلها من هذا المعاش ؟ ) تلك المواقف العاطفية منها والغوغائية ساندت المداوي وجعلته يتمادىفي غيه وعجرفته بعد هذه المواقف المخجلة المساندة له من لدى تلك الجماعة التي كان عليها أن تفضح وتشجب’بدلا من انتؤيد , لكنها كانت عتيش تحت وقع الجو السياسي

في تلك المرحلة الذي كانت الهيمنة لقوى اليسار العالمية التي وجدت صداها لدى

الجمهور العام العراقي , وهو يقلدالأحزاب الشيوعية العالمية , بداية من محاكم ستالين التي قضى من خلالها على ملايين من الشعب الروسي , بعده تبعته الأحزاب الشيوعي في دول أوربا الشرقية لتلعب نفس الدور في تصفية خصومها بمحاكم صورية أطلقت عليها بالشعبية كما هو الحال في محكمة المهداوي , والتي سرعان ماواجهت اول ردة فعل متوقعة في تمرد العقيد عبد الوهاب الشواف امر موقع الموثل’في 9مارس 1959’وساندته مجموعة كبيرة من الضباط والاحزاب والمنظمات’التي كانت حانقة على الطريقة التي ادار من خلالها الزعيم قاسم دفة الامور’ووالذي اطربه واثارت نرجسيته شعارات الغوغاء’بوصفه الزعيم الاوحد’وما زعيم الا كريم’وعاش زعيمي عبد الكريمي’حزب الشيوعي في الحكم مطلب عطيمي!

فشلت المحاولة لكونها كانت عفوية وعاطفية وغير منظمة’وكانت فرصة كبيرة امام ماكانوا يسمون انفسهم شيوعيين’وينادون بوطن حر وشعب سعيد’بارتكاب اكبر مجزرة ضد جماعة الشواف وقد رأينا سحل الجثث وتمزيقها في الشوارع ونهب البيون’وشكلت محكمة موازية لمحكمة المهداوي كانت تحكم ونتفذ الاحكام دون اي سند قانوني شرعي

وهكذا استمر الوضع في العراق يتدهور بسرعة’وازداد اعداء قاسم عددا وقوة’و’وازداد هو عزلة بعد ان جمد الحزب الشيوعي وحل ميليشياته المسماة بالمقاومة الشعبية’ونجح اعدائه اخيرا’ في 8 شباط 1963 بتنفيذ انقلاب دموي فاشي حصد آلاف الأبرياء قام به أناس كانوا ضحايا أحكامه,بعدذلك بدأت حركات الانضقاقات والخلافات تدب صفوف الشعب العراقي’كما حلت الأحكام العسكرية الدكتاتورية محل المحاكم المدنية التي’سقطت واهملت بعد انقلاب 14 تموز وسقوط هيبة الدولة, وكبوابة من ابواب جهنم’فتحتها صبيحة 14 تموز على الوطن العراقي’وكتحصيل حاصل اخذت كل يوم تكبر وتتسع حتى وصل الحال الى مانحن فيه هذا اليوم من وضع اشبه بالكابوس وفاق الاساطير غرابة وبشاعة’حيث نرى اليوم سيطرت المافيات وسراق قوت الشعب على مقدرات العراقيين’بعد ان كان يعيش برغد وامن تحت رعاية الحارس الوفي على سلامة

حرية وسعادة الشعب العراقي عندما كان يرد ( دار السيد مأمونة , اعتقادا منه أنه يعتمد على اعوان ومساعدين يثق بهم كان يعتبرهم حراسه الأوفياء , خصوصا قائد الانقلاب عبد الكريم قاسم والذي طالما كان يشاهد بقربه’وكذلك مرافقه الاقدم وصفي طاهر’لكنهم خانوه , وخانوا الشرف العسكري الذي رددوه أمامه وأمام الشعب العراقي , وهدموا جدار الدار ليسلب ويسرق وتحل الكارثة والمصيبة بالشعب العراقي .

لقمان الشيخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757